أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت محافظة السويداء خلال الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين فصائل محلية ومجموعات أهلية على رأسها حركة رجال الكرامة في محافظة السويداء بعد هجوم الأخيرة على مقرات قوات الفجر التي يتزعمها راجي فلحوط التابعة للأمن العسكري، حيث سيطرت الفصائل المحلية على جميع مقرات مجموعة “فلحوط” بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين أسفرت على سقوط قتلى وجرحى وأسرى.
وجاءت الاشتباكات مع قيام مجموعة “فلحوط” باعتقال عدد من المدنيين إلى جانب اتهامات موجهة لها بالتورط في تجارة المخدرات وترويجها في محافظة السويداء.
وأصدرت الرئاسة الروحية للطائفة الدرزية، الخميس الماضي، بيانا شديد اللهجة، ودعت فيه الحكومة إلى محاسبة المسؤولين عن الأحداث الأخيرة، ووضع حد للمفسدين محذرة من مصير مشابه لكل من يعتدي على أبناء محافظة السويداء.
وخلال حوار خاص مع عضو المكتب التنفيذي للمؤتمر الوطني لاستعادة السيادة والقرار، صالح النبواني، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول مدى ارتباط نهاية “راجي فلحوط” بعودة الاستقرار والأمان إلى محافظة السويداء، وكيف سيكون رد فعل قوات الحكومة خلال الفترة المقبلة ضد الفصائل المحلية.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ صالح النبواني:
لماذا أقدمت الفصائل المحلية على مهاجمة مجموعة راجي فلحوط في هذه الظروف؟
عصابة راجي فلحوط أو كما يسموها قوات الفجر والتي تعلن دائماً إنها تابعة للأمن العسكري والتي امتهنت الخطف والسلب وتجارة المخدرات وترهيب الناس المدنيين وبالفترة الأخيرة زادت هذه الممارسات واتخذت العصابة لنفسها مقر رسمي في بناء مستولى عليه كان بالماضي يشغله عناصر فصيل أخر تابع للأمن وبعد خطف شخص من مدينة شهبا جرت توترات حيث قامت العصابة بقطع طريق دمشق السويداء وأنشات حواجز واعتقلت أي شخص يحمل هوية تولد شهبا وسبب ذلك ذعر وهلع كبير بالمقابل أقدمت مجموعة من أهالي شهبا وباقي القرى المحيطة بها ومن مجموعات مسلحة رافضة للعمال التي قام بها فلحوط بعد أن طفح الكيل لممارسات مثل هذه العصابة حيث تم القضاء عليها.
هل نهاية “راجي فلحوط” مرتبطة بعودة الاستقرار والأمان إلى محافظة السويداء أم أن هناك مجموعات أخرى؟
نتمنى أن تكون نهاية راجي فلحوط وعصابته بداية لإنهاء كل العصابات الموجودة في المحافظة والمرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالأمن والتي تقوم بنفس الأعمال من خطف وسلب وترويع للناس بالتعاون فيما بينها وبتوجيه واضح من الجهات الأمنية وعندها يمكن أن يكون قد بدأ مسار الأمن والاستقرار ويترافق مع سحب كافة الأسلحة الموجودة عند الكثير من المجموعات على اختلاف توجهاتها وذلك بفرض الدولة سيطرتها على الأوضاع وتحقيق الاستقرار المطلوب.
لماذا لم تساند الحكومة مجموعة “فلحوط” على الرغم من تبعيته المطلقة للأجهزة الأمنية الحكومية؟
أجهزة الأمن دائما كما ظهر في فترة الأزمة وفق مخططاتها تكون هي المحرك لمثل هذه الأحداث والعصابات ولكن لا تظهر بشكل علني وما حدث مع عصابة فلحوط وهروبه أثار الكثير من التساؤلات والاتهامات التي تظهر أن الأجهزة الأمنية لم تتخلى بشكل واضح عن هذه المجموعات وليس من مصلحتها الظهور بشكل علني في هذه الأحداث.
هل تتوقع رد فعل عسكري من قبل قوات الحكومة خلال الفترة المقبلة ضد الفصائل المحلية؟
من المؤكد أن الأمر لن يمر بشكل سلس وطبيعي وخصوصاً أن هذه العصابة وزعيمها كان من المعول عليهم الكثير في الفترة الأخيرة وكانت تتم عمليات تلميع وتبييض لها على أنها حامية المحافظة من الاعتداءات وانها تطهرها من المخدرات والتي تأكد للجميع أنها هي من تصنعها ولكن طريقة الرد وكيفيته مرتبطة بعدة أمور ومنها إمكانية تكاتف وتوحد الفصائل الرافضة لممارسات الأمن والعصابات التابعة له وخصوصاً فيما يخص الخطف وترويج وتجارة المخدرات وموقف المرجعيات الاجتماعية والدينية من ما حصل وما سيحصل وموقف الرئاسة الروحية كان واضحاً وداعماً لما حصل.