دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

شهادات صادمة لمعتقلي الرأي في السجون اللبنانية “الأمن يغتصب النساء ونسمع أصواتهن”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يعيش معتقلو الرأي السوريون في السجون اللبنانية أوضاعا صعبة ومأساوية نتيجة التعذيب الموجّه لهم وأغلبها كيدية، حيث بلغ حدّ اتهامهم بالارهاب والانتماء لتنظيمات متطرفة.
يقول الناجون من تلك المعتقلات التي لا تتماشى وحق الانسان في ” سجن إنساني ” يتوفر فيه الاكل والماء والسرير الآمن، إن المعتقل بات ينتظر ساعة التخلص منه عوض ذلك التعذيب المبرح.
فبالإضافة إلى تلك المعاناة، يعاني السجناء في غياهب السجون اللبنانية من الخوف المستمر من إمكانية تسليمهم إلى دمشق، البلد الذي هربوا منه خوفا من الموت والقمع.
وتؤكد مصادر المرصد السوري لحقوق الانسان، أن الوضع داخل السجون مأساوي حيث يشربون مياه ملونة وينامون على الفضلات وتنتشر الأخيرة بشكل خلق أمراض قد تفتك بهم إضافة إلى الأكل غير الصحي والمزري، ما يتطلب وقفة من المجتمع الدولي للوقوف على وضعية هؤلاء وتقديم المساعدة وتوفير لقمة نظيفة.
وأكد محامي المعتقلين السوريين في سجون في لبنان، محمد صبلوح، أن السلطات اللبنانية تتعامل مع اللاجئين السوريين الذين قدموا إلى لبنان هربا وإجبارا نتيجة الصراع معاملة واحدة باتهامهم بالانتماء إلى تنظيمات متطرفة ورمي الأحكام العشوائية بحقهم.
وأفاد بأن السلطات في لبنان تتهم كل اللاجئين بتهم خطيرة وتصدر في حق أي معتقل مهما كانت تهمته أحكاما مطولة بالسجن ، متطرقا إلى التعذيب الذي عاشه المعتقلون وقد أثبته الطب الشرعي الذي قدم تقريره إلى المحكمة العسكرية التي برأت أحد المتهمين بعد أن توفي،” هناك استغلال لقضية السوريين من قبل السلطات الأمنية اللبنانية بفبركة ملفات وشيطنة بعض الأطراف لاصدار أحكام قاسية بحقهم وتعريضهم لأبشع أنواع الانتهاكات “.
وعن القانون، أكد أن هناك تشريعات تحمي المعتقل لكنها لاتطبق ، إضافة إلى أن لبنان منخرط في الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب وملزم بتنفيذها لكنه يتهرب، لافتا الى أن المنظمات الحقوقية تحاول الضغط لفضح الانتهاكات والتجاوزات التي تقوم بها الهيئات في بيروت.
ويرى المحامي اللبناني أن المعتقلين تعرضوا لمحاكمة غير عادلة حيث كان القضاء مسيسا في التعاطي مع القضايا واستعمل التعذيب كوسيلة لإجبارهم عن الاعتراف بتهم غريبة وخطيرة.
وأشار إلى أن القضاء أصدر أحكاما تصل إلى الإعدام غير آبه بمسار هؤلاء.
وذكّر بقضية مقتل بشار السعود تحت التعذيب أثناء التحقيق معه على يد عناصر من مركز أمن الدولة في تبنين في 30/8/2022، التي هزت الرأي العام الدولي حينها وانطفأت سريعا .
وقال عمر جمول، وهو ناج من سجون لبنان، إنه هرب بعد الثورة رفقة ابنته المريضة لنقل الدم لها في بيروت عام2012 ليتم اعتقاله هناك وإدراج اسمه ضمن قائمة المرحلين وبفضل وساطات لم يُرحل ويسلم للنظام باعتباره من المطلوبين ، وبعد سنة صدرت ضده مذكرة توقيف وبعد استدراجه تم إيقافه من قبل الأمن العام والتحقيق معه وتلفيق تهما له تتعلق بالإرهاب وإجباره على الإمضاء وهو جالس على كرسي مكهرب على أقوال لم يتفوه بها وفق قوله، لافتا إلى إنكاره ما أُتهم به لتبدأ إثرها رحلة التعذيب من قبل الأمن العام، واصفا ماعاشه بفيلم الرعب، ” تم منعي ومجموعة من معتقلي الرأي من الأكل والنوم والتبول والتغوط ، يتناوب علينا السجانون ورؤوسنا ملفوفة في كيس أسود، شخصيا بقيت18يوما على هذه الحالة المزرية، فقدت كل حواسي، فقط أشعر بجسمي حين يتم وضعي فوق بساط الكهرباء ولوح خشبي مفصول على جزءين، رجلي اليمني بأقصى اليمين واليسرى بأقصى اليسار وذراعي مربطين وكل قدم مشدودة بالكهرباء، تم تعذيبي بشكل بشع، يتناوبون على ضربي وتعليقي من قدمي ويدي، كانوا يٌسمعوني أصوات نساء وهن يغتصبن، ويقولون هذا صوت زوجتك وهذا صوت اختك وهذا صوت أمك، ليجبرونني بالاعتراف بأشياء ليس لي فيها لا قدم ولاساق”.
وتابع” بصمت وأمضيت ورأسي ملفوف على أكثر من خمسين ورقة، لم أعرف محتواها حتى عُرضت على القاضي بالمحكمة العسكرية الذي تلى عليا التهم وفوجئت بأنني ممول إرهاب ومن صُناعه بملايين الدولارات، كل هذه التهم أمضيت عليها وانا لا أعلم”.
وأضاف،” بعد رحلة التعذيب، بدأت رحلة المحاكم أمام القضاة وهم الجلادون، وهم من طائفة معروفة هجرتنا من قُرانا، تلك المحكمة العسكرية غير الشرعية تفننت في تعذيبنا، أغلبهم من الطائفة الشيعية سواءً حركة أمل أو حزب الله، مجرد أن تكون من القصير تلك القرى الحدودية الممتدة من تلكلخ الى قرى الزبداني يكون التنكيل مضاعفا ومناطقيا”.
وأكد أنه ليس لديه أي قضية جنائية ولا من دعاة الطائفية ولا ينتمي للعسكرة بل كان يعمل ضمن المجتمع المدني الدولي ومنظمات الإغاثة وفجأة لفقت له تلك التهم التي نجى منها بأعجوبة وغادر مقابل مبلغ مالي كبير بعد سنوات من التعذيب والمعاناة.
وأما ابو لين، وهو ناج ثاني من معتقلات لبنان كما لقبها، فقد حدثنا بحرقة عن حادثة لم ينساها” كانوا يعذبونني بالأسلاك الكهربائية، تمنيت الموت، واتهمونني بالانتماء للجيش الحر، انا مواطن سوري صاخبة كلمة حرة هربت من الحرب ظنا مني وأسرتي أننا سنحتمي بأهلنا في لبنان لاعتبار عامل القرب والدم بيننا، وجدت نفسي محاصرا في سجن، لا اعرف أين أنا، وإن سألت تم ضربي بشكل انتقامي، سمعت صوتا ينادي ظننت أنه ابنتي”.
وأضاف”، الهدف كان ترهيبي وتخويفي للاعتراف بتهم كيدية، حمدت ربي أنها لم تكن هي”.
قصة ابو لين تشبه كل القصص المأساوية التي يعيشها هؤلاء القابعون وراء قضبان سجن لا يعرفون مصيرهم بعده.
المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان