أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “روسيا خدعت تركيا”، بهذه العبارة علقت أوساط سياسية تركية، على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد، في خطابه الأخير، والذي توعد فيه “بالحرب” على تركيا التي وصفها “بالمحتلة” إذا لم تغادر الأراضي السورية، كاشفاً أن الاتفاق الروسي التركي حول شمال وشرق سوريا “مؤقت” يمهد الطريق أمام “عودة الدولة إلى المنطقة”.
الاتفاق الروسي التركي “مؤقت”
وقال الأسد، “الاتفاق الروسي التركي بشأن المناطق الشمالية الشرقية من سوريا اتفاق مؤقت لجمَ الأطماع التركية وقطع الطريق على الأميركي ودعوة التدويل التي طرحها الألماني”، في إشارة منه إلى “المنطقة الآمنة الدولية” التي تعتزم ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية إقامتها في شمال سوريا لفض الاشتباك بين قوات سوريا الديمقراطية والقوات التركية.
وقال الأسد في تصريحات تلفزيونية، إنّ الاتفاق التركي – الروسي يُعدّ “خطوة ضرورية تخفف الأضرار”، وتهيئ الطريق “لتحرير المنطقة”، مضيفاً أنّ “الاتفاق التركي الروسي في سوتشي لانسحاب “الوحدات الكردية” من “المنطقة الآمنة” يساعد الجيش السوري على استعادة السيطرة على الشمال الشرقي.
استدراج لتركيا وقسد
وتقول أوساط سياسية مطلعة، ان التحرك الروسي هو “تحرك ضمني” لاستدراج تركيا وقوات سوريا الديمقراطية لتسليم الأراضي الشمالية الشرقية إلى الحكومة السورية، وإعادة تلك المناطق إلى ما قبل 2011.
مشيرين إلى ان هذا الأمر بدأ يصبح واقعاً على الأرض، حيث بدأت قوات قسد بالانسحاب إلى مسافة 32 كيلومتراً، بالتنسيق مع القوات الروسية، وبالمقابل صعود القوات الحكومية وانتشارها شمالاً، ضمن التفاهم مع قسد لقطع الطريق أمام “العدوان والغزو” التركي للمناطق الحدودية، منوهين إلى تصريحات الأسد التي قالت، أن هذا “أمر إيجابي لا يلغي سلبية الوجود التركي، ريثما يتم إخراج التركي بطريقة أو بأخرى”.
وأشار الأسد إلى أنه، “عندما لا يخرج (النظام التركي) بكل الوسائل فلن يكون هناك خيار سوى الحرب”.
وتابع قائلاً “لنأخذ مثالا آخر وهو إدلب، هناك اتفاق من خلال أستانا بأن يخرج التركي، ولم يُلبّ، ولكننا نقوم بتحرير إدلب. كان هناك تأخير لمدة عام أعطيت العملية السياسية والحوارات السياسية والمحاولات المختلفة لإخراج الإرهابيين كل شيء.. استنفدت كل الفرص، وبالنهاية قمنا بتحرير تدريجي من خلال عملية عسكرية”، مضيفاً نفس الشيء سيحصل مع المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، بعد استنفاذ كل الفرص السياسية.
روسيا تحرض الأسد للضغط على أردوغان
صحيفة “العرب” اللندنية، استبقت تصريحات الأسد في مقال تحليلي، على صفحتها الأولى، أكدت فيه أنّ “أسلوب الأسد في الضغط على أردوغان لا يتم بمعزل عن دعم روسي، ورأت أنّ نظام الرئيس السوري بشار الأسد يسعى لاستدراج القوات التركية إلى معارك أشمل من خلال دعوة الوحدات الكردية إلى الانضواء تحت لواء القوات الحكومية، الأمر الذي من شأنه أن يخرج بالمعارك من كونها تدخلاً تركياً محدوداً لإجبار فصائل معادية على الابتعاد عن الحدود إلى معركة ضدّ القوات الحكومية، ما يُفقد التدخل التركي أي تفهم خارجي بما في ذلك من الجانب الروسي”.
ويرى مراقبون سياسيون، “أنّ موقف دمشق يراهن على سحب المبررات التركية من خلال تمركز القوات السورية على الحدود والتغطية على وجود قوات قسد، ما يسحب أيّ شرعية عن بقاء القوات التركية، فضلاً عن كونه رسالة واضحة بأنّ الحكومة السورية لن تسمح باستمرار الوجود التركي على أراضيها تحت مسوغ المنطقة الآمنة، وأن التفاهمات الخارجية لا تسبغ أي شرعية على الاحتلال التركي”.
العودة الامريكية تخلط الأوراق في شمال سوريا من جديد
ألا ان العودة الأمريكية إلى المنطقة من جديد، من شأنه أن يكبح المساعي الروسية والحكومية من العودة والسيطرة على المنطقة الأغنى في سوريا، خصوصاً وأن واشنطن بينت استراتيجيتها الجديدة في سوريا، وهو عدم وقوع آبار وحقول النفط بيد روسيا والحكومة وإيران وداعش، وإبقاءها تحت سيطرة قوات قسد، ما سيشكل دعماً قوياً لهذه القوات وتدريبها وتسليحها وتمويلها بشكل جيد لتبقى تلك المناطق بعيدةً عن متناول الروس في الدرجة الاولى، وعدم تمدد إيران إليها بالدرجة الثانية.
إعداد: علي إبراهيم