أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – على الرغم من أن الليرة السورية شهدت تحسناً ملحوظاً خلال اليومين الماضيين، وذلك بعد موجة هبوط حادة أمام الدولار أرعبت الشعب السوري، إلا أن محللون يرون أن هذا التحسن هو “مرحلة آنية ولن تدوم” لأكثر من منتصف الشهر الجاري (موعد تطبيق قانون قيصر الأمريكي).
وتحسن سعر صرف الليرة السورية أمام العملات الأجنبية خلال اليومين الماضيين، كما شهدت الأسواق انخفاضاً ولو بشكل قليل لأسعار بعض المواد الغذائية والسلع، ما أدى لعودة طفيفة لحركة البيع والشراء إلى الأسواق بعد توقف وإغلاق شبه تام في البلاد.
انهيار الليرة نتاج 9 سنوات من الحرب
ويجمع محللون وخبراء اقتصاديون، أن ما يحدث للاقتصاد والليرة السورية هو نتاج الحرب المستمرة في سوريا، إضافة إلى العقوبات الغربية المفروضة على البلاد منذ أكثر من 9 سنوات، مشيرين إلى أن “الحل الوحيد أمام سوريا للخروج من هذه الأزمة هو العمل وفق القرار الأممي 2254، والذي أجمع عليه المجتمع الدولي للحل في سوريا”.
الحكومة لا تستطيع مواجهة عقوبات قيصر
وفي حديث خاص لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، رأى الكاتب السياسي المتخصص بالشؤون الروسية بسام البني، “أن ما يحدث في الليرة السورية أمر طبيعي، وأن الاجراءات الحكومية غير قادرة على مواجهة (قيصر) واستيعاب الصدمة، لأن القانون مستمر لمدة 10 سنوات”.
وأشار إلى أن “كل الإجراءات التي يمكن أن تقوم بها الحكومة ليست إلا إجراءات مرحلية أو مؤقتة، لأن أي بلد يتعرض لحرب داخلية وخارجية كل هذه الفترة، لا يمكن له أن يكون قادر على الانتعاش في ظل الاقتصاد المتدهور بشكل كبير في كل أنحاء العالم وخاصة بعد جائحة كورونا”.
لافتاً إلى أن سوريا مقبلة على مرحلة كساد كبيرة، وقال “نحن مقبلون على كساد اقتصادي كبير في كل العالم فما بالك في سوريا”.
ما هو الحل ؟
وعن الحلول لمواجهة قانون العقوبات الأمريكي “قيصر” قال البني، أنه “لا يمكن أن تقوم قائمة في سوريا بعد هذا القانون، إلا بتطبيق القرار 2254، القاضي بانتقال سلمي للسلطة في سوريا، وبالتغييرات التي تنص عليها القرار”.
وتابع البني حديثه بالقول “اليوم من 80 إلى 85 بالمئة من دول العالم لا تريد التعامل مع النظام القائم في سوريا، والكل يريد وينادي بالتغيير، وبالتالي بدون تطبيق القرار (2254) لا يمكن التغيير”، لافتاً إلى أن “العالم أجمع توافق بما فيهم روسيا على القرار وتطالب بتطبيقه، ولكن هناك قراءات في هذا القرار مختلفة من الأطراف المتصارعة في سوريا، فالحكومة السورية تقرأها على طريقتها والولايات المتحدة تقرأها على طريقتها وروسيا تقرأها على طريقتها”.
مفاوضات لتطبيق القرار “2254”
وكشف الكاتب السياسي والمختص في الشؤون الروسية “لأوغاريت بوست”، أن “هناك بعض المفاوضات التي تحصل الآن، من أجل تطبيق هذا القرار (2254)، واعتقد أنه بتطبيق هذا القرار ستنتقل سوريا إلى مرحلة البناء”.
وفي ختام حديثه شدد الكاتب السياسي بسام البني على أنه “لا يمكن أن تقوم قائمة في سوريا إلا بعد تنفيذ قرار 2254، لأنه هناك اجماع دولي على ضرورة تنفيذه”.
إعداد: ربى نجار