أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد الاستهداف الذي طال مدرعات للقوات الروسية على الطريق الدولي حلب اللاذقية المعروف باسم “M-4″، بدا واضحاً تصاعد عمليات الاستهداف الجوي والبري للقوات الحكومية السورية والروسية لمناطق متفرقة من محافظة إدلب وأرياف حماة واللاذقية الواقعة ضمن “خفض التصعيد”.
هل سقطت “هدنة إدلب” ؟
متابعون للشأن السوري رأوا أنه بالرغم من عدم الإعلان عن “إسقاط اتفاق وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا المبرم في آذار/مارس الماضي، إلا أن كافة المؤشرات على الأرض تدل على استئناف المعارك”.
بينما أشار آخرون إلى أن هذه الموجة من التصعيد العسكري ما هو إلا “تصعيد آني”، من قبل القوات الروسية كردة فعل على الاستهداف الذي طال قواتها على M-4.
وشهد اليومين الماضيين، قصف جوي وبري مكثف من قبل القوات الحكومية السورية والروسية على مناطق أريحا وأخرى تابعة لمنطقة جبل الزاوية، بالإضافة لمنطقة الكبانة في جبل الأكراد شمال اللاذقية وقرى وبلدات بالريف الغربي لمدينة حماة، كان محصلتها مقتل وجرح عدد من المدنيين وآخرين من قوات المعارضة.
واستهدفت القوات التركية وفصائل المعارضة نقاطاً للقوات الحكومية السورية في مدينة كفرنبل جنوب إدلب، خلال ساعات مساء الأربعاء، وذلك كرد فعل على استمرار القصف البري للقوات الحكومية على محاور عدة في “خفض التصعيد”.
حجة .. ومكيدة
ويشير محللون وخبراء عسكريون، إلى أن روسيا لديها الآن حجة كبيرة لاستئناف المعارك في إدلب، وذلك بذريعة استهداف قواتها على الطريق M-4، والذي لم تستطع تركيا حتى اللحظة، إجبار قوات المعارضة على إخلاء المنطقة المحيطة به، لإنشاء ممر آمن تتشارك فيه القوات الروسية والتركية السيطرة عليه.
فيما شدد آخرون على أن الاستهداف الذي طال الجنود الروس ومدرعاتهم، “مكيدة” روسية تركية، لتوجيه ضربة عسكرية لقوات المعارضة لإجبارها على الخضوع وتنفيذ الاتفاقات الروسية والتركية بخصوص المنطقة، وعندها فإن أنقرة ستلوم الفصائل كونها رفضت الاتفاقات وهي من قدمت لموسكو الذريعة، وبذلك تبرء نفسها من التواطؤ مع موسكو.
“المعارضة هي من استهدفت القوات الروسية”
وفي حديث خاص لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، رأى الأمين العام لحزب التغيير والنهضة السوري، مصطفى قلعه جي، “أن المصالح الروسية التركية أهم بكثير من المصالح الروسية السورية، ولذلك الاتفاقات بين الطرفين دائماً هي تمرر مصالحهما والآن أصبحت على عينك ياتاجر”.
وحول الاستهداف الذي طال القوات الروسية على M-4، قال قلعه جي، أنه “من فعل الفصائل المسلحة الموجودة في مكان التفجير وهي رسالة للفريقين الروسي والتركي”، مشيراً إلى أن “فرضية أن يكون الروس والأتراك وراء التفجير لجعله سبباً لمعاودة معركة إدلب، أعتقد أن روسيا وتركيا لم يعودا بحاجة لمثل هكذا أعمال لمواصلة الحرب على مابقي من فصائل في إدلب”.
رضوخ المعارضة.. وتتريك المناطق السورية
ولفت إلى أن قوات المعارضة السورية “لم يبق بيدهم شيء للتفاوض عليه، لذلك هم يرضخون لما يطلب منهم وصاحب الأمر اليوم في المنطقة هو التركي والروسي، والأهم هو الأمريكي الذي يعمل بصمت في المنطقة ويومياً يقوم بتعزيز وجوده على الأرض السورية”.
وتابع، “بأن الأتراك الآن وبواسطة المسلحين المرتزقة يسيطرون على مساحة تكاد تكون ضعفي مساحة لواء اسكندرون”، موضحاً أنهم “قاموا بتتريك الحياة العامة من خلال فرض التعامل النقدي بالليرة التركية، علماً أن الماء والكهرباء من مصدر تركي أيضاً”.
وأنهى حديثه “لأوغاريت بوست” بالقول، أن “الروس والأتراك قاما بخنق المنطقة ووضعها تحت إدارتهم والتنسيق بينهما على أعلى مستوى”.
وتخشى الأوساط الشعبية في إدلب، أن تقوم القوات الروسية بالهجوم عليهم مرة أخرى لاسيما أن الروس بدأوا كعادتهم بإصدار البيانات التي تشير إلى استفزازات تقوم بها قوات المعارضة، وهي الذريعة التي اعتادوا على اتخاذها بكل مرة تقوم بها القوات الروسية والحكومية السورية بشن عمل عسكري في المنطقة، مرجحين أن يكون الهدف القادم “منطقة جبل الزاوية” جنوب إدلب.
إعداد: ربى نجار