أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يتوافق الخبراء الاقتصاديون على أن كل ما يجري في سوريا هو بسبب العقوبات الأمريكية والغربية المستمرة منذ أكثر من 9 سنوات، مشيرين إلى أن ماسيزيد الوضع سوءاً تطبيق قانون “قيصر” الشهر الجاري، لافتين إلى أن الاجراءات التي وضعتها الحكومة كأسعافية وطارئة لا يمكنها مواجهة القانون ولن يتم تفادي العقوبات ولو بجزء منه.
انهيارات متسارعة
وسجلت الليرة السورية انهيارات متسارعة أمام الدولار في أقل من 24 ساعة، حيث وصل سعر صرف الدولار إلى 3500 ليرة في أغلب المناطق السورية، ما أدى لإغلاق المحال التجارية ومحال الصرافة أبوابها بسبب تذبذب سعر الصرف، وعدم معرفتهم كيفية القيام بعملية البيع أو الشراء للسلع والمواد التجارية.
محللون سياسيون وضعوا احتمال تفادي جزء من “قيصر” إذا تم افساح المجال أمام الصناعيين والتجار المتوسطين لتأمين كل ما هو مطلوب، مشيرين إلى أن اقتصادات الدول تقوم على تلك الفئة المهمشة في سوريا، وذلك بسبب تجار كبار تم منحهم امتيازات من قبل الحكومة.
أمن إسرائيل.. وتداعيات “قيصر” بدأت
وحول تأثير قانون “قيصر” على سوريا، تحدثت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية مع المنسق العام لقوى التكتل الوطني الديمقراطي الدكتور سليم خراط، الذي قال “أن لقيصر تأثير على الاقتصاد السوري، وقد بدأنا نرى هذه التداعيات منذ الآن”.
وأضاف، “نقول من حيث المبدأ أن قيصر أيام وينفذ، وليس أمامنا ألا المواجهة، وستتم الاعدادات له على كل صعيد أبرزها تطوير البروتوكول الاستثنائي الروسي وما هو من وعود أيضاً”.
ورأى الخراط أن “الاتفاقات الدولية تعد وتبرمج وكل ما يجري محاولة لتأديب النظام في الدولة السورية لتقوم بتنازلات مطلوبة أهمها حفاظ أمن اسرائيل”.
إجراءات الحكومة
وبخصوص الاجراءات التي تم الإعلان عنها من قبل الحكومة السورية، قال الدكتور الخراط، بأنها “إسعافية وطارئة لمواجهة هذا الحصار”، لكنه أشار إلى أن “هذه الاجراءات تأثيرها محدودة وفي أثرها أيضاً، ومحاولة الحكومة السورية اجتهادات بعيدة جداً عن واقع المشاركة الوطنية”.
وتابع، “هناك طبقة تجارية وصناعية قادرة على خرق كل الحصارات التي يحاول فرضها من قبل البعض، لكن لهذه القوى الوطنية لاتمنح الفرصة حتى الآن. علماً أن اقتصاد الدول وقوته قام على القوة الاقتصادية كانت تشكل عماد هذه الدول وقوتها، وهي الطبقة المتوسطة التي يتم تدميرها عن قصد أو غير قصد في بلدنا سوريا.
وأعرب الخراط عن أمله في الخروج سريعاً من هذه الأزمة، وقال “لأننا أمام موقف لايمكن أن تحمد عقباه كل ما تأخرنا في مواجهته”.
الحل لمواجهة “قيصر”
وعن الحلول لمواجهة قيصر شدد الخراط على أنه لا حل لتفادي “قيصر” أو جزء من هذه العقوبات، إلا من خلال العمل العاجل والسرعة في منح الثقة والحرية للطبقة المتوسطة في التشاركية لتأمين كل ما هو مطلوب، وكسر الاحتكار الممنوح لعشرات على حساب محاور الصناعيين من التجار وبالسرعة القصوى.
وأشار إلى أن “هنالك تجار من الطبقة المتوسطة وهم كثر تم تقزيمهم من قبل عشرات التجار ظهروا حديثاً على حساب استثمار الوطن ودوامة العمل الاقتصادي ويحتكرونه بكل جسارة.
وأضاف “أنه مايجب أن يتم فعله عاجلاً هو فتح الأبواب أمام تلك الفئة ومنحها الثقة (التجار من الطبقة المتوسطة)، والخروج إلى الخارج لتأمين متطلبات الوطن. وابداعات الداخل من خلال مايمكن إظهاره من هذه الإبداعات التي تعودنا عليها، وحرب تشرين كانت تشهد على هذا الأمر وحرب النكسة أيضاً تشهد على امكانياتنا في مواجهة كل ما جرى في تلك الفترة.
إعداد: ربى نجار