دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

سياسيون معارضون يتهمون الوطني السوري “بالعمالة والارتزاق”.. وتركيا تعادي الحكومة السورية “إعلامياً فقط”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – اتهم سياسيون وناشطون سوريون معارضون، فصائل “الجيش الوطني السوري” بالعمالة لتركيا، والعمل على خدمة مصالحها بعيداً عن أهداف “الثورة السورية وقتال النظام”، وتحريف مسارهم من جلب الحرية للشعب السوري إلى “الارتزاق” لتركيا والطعن بظهر “الثوار” في إدلب.

مساندة تركيا للحكومة للسيطرة على “المناطق المحررة”

وبحسب تلك الأوساط، فإن تركيا عملت خلال السنوات السابقة من خلال اتفاقات آستانا مع “حلفاء النظام” (روسيا وإيران) على إخراج “المناطق المحررة” من سيطرة المعارضة لصالح الحكومة السورية، مشيرين إلى أنه قبل اتفاقات آستانا كانت الحكومة السورية لا تسيطر سوى على 10 بالمئة من الأراضي السورية، ولكن بعد “الآستانات” أصبحت الحكومة اليوم تسيطر على 70 بالمئة من الاراضي السورية.

وأشارت تلك الأوساط إلى أن تركيا لم تعادي الحكومة السورية منذ البداية، فالمعاداة كانت إعلامياً فقط، لتظهر تركيا نفسها على أنها راعية للشعب السوري “الثائر” ودعم “ثورته” ضد الحكومة، مبينين أن ذلك كله كان لتضع المعارضة ثقتها في تركيا وتسلمها زمام المبادرة في الكثير من الأمور، التي تحولت فيما بعد إلى نقمات بالنسبة “للثوار” بخسارتهم المدن والمناطق التي “حرروها” من الحكومة، ووهبها لروسيا والنظام واحدة تلو الأخرى.

تركيا “طعنتنا والنظام انتصر على الشعب السوري”

أحد السياسيين في المعارضة تحدث لشبكة أوغاريت بوست الإخبارية (طلب عدم الكشف عن أسمه لأسباب أمنية) وقال، “بعدما وثقنا فيها طيلة هذه السنوات.. طعنتنا.. نعم طعنتنا، النظام انتصر على ثورة الشعب السوري، تركيا كانت أولى الدول التي ساندت النظام على استعادة المناطق المحررة من الفصائل الثورية واحدة تلو الأخرى”.

وأشار إلى أن تركيا اليوم تقول للفصائل المعارضة “أحموا أنفسكم من هجمات النظام وروسيا.. الحلول السياسية سقطت ولم يعد هناك مجال لإيقاف العمليات العسكرية”. وذلك في إشارة إلى ما نقلته قناة “سي أن أن” التركية عن وزير الخارجية التركي “بأن الحلول السياسية سقطت.. وعلى المعارضة حماية نفسها بنفسها”.

ونوه السياسي (الذي شدد على عدم الكشف عن أسمه)، إدلب أيضاً تم الاتفاق عليها، فبعد أن جمعتنا “أطراف آستانا” في إدلب، أطلقت يد الحكومة علينا، وهاهي اليوم تقوم بقضم آخر ما تبقى من المناطق المحررة، بفضل ما تم الاتفاق عليه بين بوتين وأردوغان خلال الزيارة الأخيرة للزعيم الروسي إلى اسطنبول ولقاءه بنظيره التركي.

وتساءل السياسي، يوجد نقاط للمراقبة التركية في مناطق التي سيطرت عليها الحكومة، الحكومة لا تقترب منها.. لماذا ؟، بينما محيط تلك النقاط التي تؤوي المدنيين كانت تُقصف بشكل عنيف، والعشرات كانوا يسقطون قتلى وجرحى، والجنود الأتراك يتفرجون.

تنديدات المجتمع الدولي غير كافية

وأبدى خشيته من أن الحكومة وروسيا ستسيطران على إدلب إذا لم يتحرك المجتمع الدولي لمساندة الشعب السوري الذي يواجه الموت أمام الآلة العسكرية الروسية والحكومية، وقال، “على الرغم من أننا ندرك جيداً أن المجتمع الدولي أصبح رهينة اتفاقيات بين الدول الكبرى، وأنه سيكتفي بالتنديد والتصريحات التي تدعو لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين في إدلب، فأننا نطالبهم بكف يد روسيا والنظام عن إدلب”، وأضاف “التصريحات المنددة لن تردع الصاروخ الذي يسقط على عائلة في منزلها، أو طفل يلعب بألعابه، أو طلاب يدرسون في مدارسهم”.

الوطني السوري “خونة ومرتزقة وغير سوريين”

وعن توجه “الجيش الوطني السوري” إلى ليبيا للقتال لجانب حكومة الوفاق الليبية، قال السياسي، “تفاجئنا كثوار سوريين بهذا الأمر، تركوا أهاليهم وذهبوا للقتال في ليبيا مقابل حفنة من الدولارات.. لقد خانوا إدلب وأصبحوا مرتزقة بيد تركيا، تقوم تركيا بنقلهم أينما تريد”.

ووصف السياسي “الوطني السوري”، بأنهم غير سوريين “هم مرتزقة يقاتلون من أجل المال وليس من أجل سوريا وإدلب وأهلها، تركيا بالاتفاق مع النظام سيصفون مقاتلي المعارضة عبر استخدامهم في معارك خارج سوريا”، وقال “هناك شرفاء لم يرضوا أن يكونوا مرتزقة بيد الأتراك وانشقوا عن “الوطني السوري”، وهم الآن مع اخوانهم في ساحات القتال يقاتلون النظام” حسب تعبيره.

يشار إلى أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف أن عدد عناصر “الوطني السوري” الذين نقلوا إلى ليبيا ارتفع لألفي عنصر، مع تجهيز المئات أنفسهم للانتقال من تركيا إلى ليبيا مقابل 2000 دولار.

إعداد: علي إبراهيم