أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تقوم الأطراف المتدخلة في الصراع السوري، بتجنيد الشبان السوريين مقابل إغراءات مادية، للقتال في ليبيا خدمة لأجنداتهم ومصالحهم، ومستغلة سوء الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي يمرون بها، ما يجعل الإيقاع بهم سهلاً.
روسيا تجند السوريين للقتال في ليبيا
وعلى غرار تركيا، تواصل روسيا عملية تجنيد الشبان السوريين للذهاب إلى ليبيا للقتال لجانب الجيش الوطني الليبي، وبحسب مصادر إعلامية، فإن القوات الروسية تقوم بعملية التجنيد في مدينة القامشلي شمال محافظة الحسكة، وقد استطاعت تجنيد العشرات.
وكشفت المصادر بأن العملية تقوم بها جهات تعمل لصالح الروس في “حي الطي” بمدينة القامشلي والخاضع لسيطرة القوات الحكومية السورية، من قبل المدعو (ف،ع) بمساعدة (ع.ا)، حيث يقومان بتقديم إغراءات مادية لإقناع الرجال والشبان بالانضمام، مستغلين سوء الأحوال المعيشية، وحسب المصادر فإنه يتم تقديم ألف دولار أمريكي مقابل كل شهر في ليبيا.
ووفقاً للمصادر، فإن تعداد المجندين حتى اللحظة بلغ 215 شخص من محافظات الرقة وحمص واللاذقية والحسكة، وهم متواجدون الآن في اللاذقية ضمن منطقة قاعدة حميميم، حيث يتلقون التدريبات العسكرية تمهيداً وتحضيراً لنقلهم إلى ليبيا.
الخلافات الروسية التركية في ليبيا
ويقول محللون، أن الخلافات الروسية والتركية (التي بات ثمنها أرواح الشبان السوريين) تفاقم الأزمة الليبية، والطرفان يقومان بالعمل مع الجهات المتصارعة على الأرض الليبية لتحقيق مصالحهم والسيطرة على مقدرات البلاد، بعيداً عن مصلحة الشعب الليبي.
وعلى غرار سوريا، فإن الطرفان يقومان بدعم الجهات المتصارعة، دون أي احترام للمقررات الدولية، والتعهدات التي قطعوها على أنفسهم أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بعدم دعم أي طرف في ليبيا.
دعم علني والآخر سري
وتدعم تركيا وبشكل علني حكومة الوفاق الليبية برئاسة فايز السراج، وتقوم على مد قواته بالسلاح والعتاد والأموال والمقاتلين السوريين وغيرهم من جنسيات أخرى، ليس ذلك فحسب بل تطور الدعم التركي لقوات السراج إلى مشاركة مباشرة في المعارك عبر القوات التركية والطائرات المسيرة وحتى البوارج الحربية.
وكان الدعم التركي واضحاً في سيطرة قوات السراج على قاعدة الوطية الاستراتيجية، والذي أصبح أسمها “كمال أتاتورك” بعد سيطرة تركيا فعلياً عليها.
أما روسيا فتقوم حتى الآن بدعم الجيش الليبي ولكن بشكل سري وغير معلن، حيث تقول مصادر إعلامية أن القوات الروسية أرسلت مجموعات من “فاغنر” (مرتزقة روس)، للقتال مع الجيش الليبي، وتقديم المشورة العسكرية.
وسبق أن تباحث الجانبان حول سبل الحل في ليبيا أواخر العام الماضي، ودعيا إلى وقف لإطلاق النار على كامل جغرافيا البلاد، لكن دون جدوى، حيث لم تدم الهدنة سوى بضعة أيام لتعود المعارك من جديد.
ولعل الفارق الوحيد بين موسكو وأنقرة في ليبيا، هو قيام الأخيرة بتجنيد الأطفال من هم دون سن الـ18 للقتال في ليبيا، وهذا بحد ذاته جريمة حرب وضد الإنسانية.
ويقول متابعون للشأن الليبي، أن تركيا وروسيا كما في سوريا، فإن تدخلها على خط الصراع فاقم بعسكرة الوضع، فقد تسبب تدخل الطرفين في مفاقمة النزاع الذي تسبب بمقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين خلال السنوات الأخيرة، إن كان في سوريا أو ليبيا. مشيرين إلى أن التغيرات في سوريا تنعكس على الاتفاقات بين الطرفين في ليبيا، والعكس صحيح.
أين الامم المتحدة ؟
ويتساءل الليبيون، عن دور الأمم المتحدة وصمتها حول التدخلات الخارجية التي تزيد الوضع سوءاً في بلادهم، وقالوا “بعد كل التقارير الموثقة حول دعم روسيا وتركيا لطرفي الصراع في ليبيا بالسلاح والمسلحين، هل لاتزال الأمم المتحدة لاتعلم بما يجري في البلاد؟”.
لافتين إلى أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بصمتهم حول ما يجري في ليبيا من خرق للمقررات الأممية، إنما يكونون مشاركين في الحرب وقتل الشعب الليبي.
إعداد: علي إبراهيم