دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

روسيا تكافأ حلفائها بالذهاب إلى سوريا.. والحكومة لا موقف لها

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي تتحدث فيه دول العالم والأطراف الفاعلة في سوريا عن أهمية الحل السياسي لإنهاء الأزمة السورية بعيدا عن الخيار العسكري جاءت روسيا لتصدم الجميع بعد إعلانها عن وضع مشروع اتفاقية تنظم إرسال قوات بيلاروسية إلى سوريا، وكلف رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين وزارتي الدفاع والخارجية الروسية بالتفاوض والتوقيع على الاتفاقية مع الجانب البيلاروسي، حيث تم نشر مشروع الاتفاقية الموقع في 3 شباط / فبراير الجاري على المنصة الإلكترونية للحكومة الروسية يوم الأثنين الماضي، لكن اللافت في الوثيقة أنها استندت على اتفاقيات ثنائية موقعة بين موسكو ومينسك، بينما لم تشر إلى موقف الحكومة الروسية من إرسال قوات إلى أراضيها، إلا عبر إشارة واهية عن أن دمشق طلبت في وقت سابق انخراط قوات بيلاروسية في مهام إنسانية.

ما مدى قانونية إرسال قوات بيلاروسية الى سوريا

الأمر الذي يفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قانونية توقيع اتفاقية روسية – بيلاروسية لإرسال قوات إلى بلد ثالث، علماً بأن الاتفاقية التي تنظم وجود القوات الروسية في سوريا والتي أبرمت في نهاية آب / أغسطس عام 2015 لم تتضمن بنداً يمنح موسكو الحق في زج قوات أجنبية، فضلاً عن غرابة الموقف لأن موسكو التي تطالب بإلحاح في الفترة الأخيرة بانسحاب القوات الأجنبية من سوريا، تعمل من جانب آخر على زج قوات جارتها في الصراع السوري، إلى جانب تناقض  تصريحات موسكو مع أفعالها حول ضرورة التوصل الى حل سياسي للأزمة في سوريا عبر الحوار لكن إرسال روسيا قوات بيلاروسية الى سوريا في هذا التوقيت بالذات يدفع المنطقة إلى صراع جديد وتوتر قد يؤدي الى نزاعات قادمة.

روسيا تربط مواجهتها مع الغرب بالوضع في سوريا

كما يبدو أن توقيت وشكل الاتفاقية يعكس مجدداً مساعي ربط المواجهة الروسية مع الدول الغربية بالوضع في سوريا، خصوصاً أن بيلاروسيا تقف إلى جانب موسكو عسكرياً في الاستعداد لمواجهة تحديات جديدة، على الرغم أن الاتفاقية بنسختها الأولى، نصت على إرسال 200 عسكري فقط، لكن هذا العدد يمكن زيادته وفقاً لأحد بنود الاتفاقية باتفاق الطرفين، فضلاً عن أن الأهم بالنسبة إلى موسكو ليس العدد بل رمزية وجود الحلفاء إلى جانبها في سوريا، لكن اللافت للنظر أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو سعى إلى التقليل من أهمية التطور من خلال نفي صحة المعلومات عن نيته إرسال قوات إلى سوريا، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام تطور مماثل محتمل، إذ قال إن الحكومة السورية طلبت منه سابقاً إرسال طواقم طبية تابعة للجيش، مشيراً إلى استعداده لتلبية الطلب عندما تنتهي الظروف الوبائية الحالية.

القوات البيلاروسية غير شرعية

إرسال قوات بيلاروسية الى سوريا يلاقي عدم موافقة من قبل زعيمة المعارضة البيلاروسية سفيتلانا تيخانوفسكايا، والتي  تُعد المنافسة الأبرز للرئيس البيلاروسي، لكنها أُجبرت على مغادرة البلاد عقب فوزه بدورة سادسة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في آب / أغسطس عام 2020، حيث نقلت وكالة أسوشيتدبرس عن “تيخانوفسكايا” قولها إن “التعهد البيلاروسي بإرسال قوات إلى سوريا هو بمثابة تقدير لدعم موسكو للوكاشينكو”، مشيرة إلى أن “القرار يخالف دستور البلاد ويتعارض مع المصلحة القومية” .

وترى مصادر مطلعة، أن الإعلان الروسي حول اتفاقية ارسال قوات بيلاروسية الى سوريا يأتي ضمن رسالة إلى كافة الدول الفاعلة بالمشهد السوري ان موسكو تلعب دورا كبيرا ورئيسياً في سوريا عبر منح حلفائها أيضا موطأ قدم هناك من خلال تواجد عسكري أو غير ذلك من الامتيازات بالإضافة إلى ان أي حل توافقي قادم في سوريا يجب ان يكون تحت رعاية وموافقة روسية بشكل كامل.. ولكن السؤال المطروح هنا ما دور الحكومة السورية بهذا الاتفاق وكيف سيكون موقف إيران من التواجد البيلاروسي الجديد على الأراضي السورية؟

 

إعداد: يعقوب سليمان