أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قابل أغلبية سكان الشمال السوري سواءً في الشمال الشرقي والشمال الغربي “المشروع التركي بإعادة توطين مليون لاجئ سوري” بغضب ورفض واستنكار كبير، بالتزامن مع استمرار أنقرة بإنشاء القرى السكنية ضمن 13 منطقة في أرياف الحسكة والرقة وحلب.
تادف.. اعتصام وتهديدات لمن ينقل ويغطي الأحداث
وفي هذا السياق يواصل أهالي بلدة تادف بريف حلب اعتصامهم الذي تجاوز يومه الخامس احتجاجاً على حفر القوات التركية لخندق يفصل مناطق سيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا عن مناطق سيطرة الحكومة السورية.
وكشفت مصادر خاصة لشبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية، أن غضب شعبي كبير يخيم على البلدة التي يضع الخندق التركي إياها في مناطق سيطرة الحكومة، وأضافت أن هناك تشديد أمني كبير حول الاعتصام الذي تجاوز يومه الخامس حيث منعت وسائل الإعلام والصحفيين من الوصول إلى هناك لتغطية الحدث، كما أكدت المصادر أن القوات التركية وفصائل المعارضة هددت كل من يبث أو يسرب مقاطع مصورة أو صور للاعتصام إلى وسائل الإعلام بالاعتقال.
الأهالي: نريد العودة لبيوتنا وقرانا الأصلية لا المجمعات السكنية
كما اعتبر الأهالي أن ما تقوم به تركيا ومشروعها في الشمال لإعادة مليون لاجئ يهدف “لتقسيم البلاد” حسب رؤيتهم، ويؤكد الأهالي أن الخندق التركي سيؤدي إلى تهجير أكثر من 18 ألف شخص جراء ضم البلدة والأراضي الزراعية المجاورة لها للمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الحكومة.
وأكد الأهالي على ضرورة ضمان عودتهم إلى مدنهم وقراهم الأصلية، وليس إلى مجمعات سكنية أنشأتها تركيا بدعم وتمويل من منظمات قطرية وخليجية.
ليس في تادف فقط بل الغضب والاستنكار كان بمدينة عفرين أيضاً، والتي تسيطر عليها فصائل “الجيش الوطني”، حيث سبق أن خرجت مظاهرة شعبية من مهجرين المحافظات الداخلية السورية ضمت المئات رفضاً “للمخطط التركي في شمال سوريا”.
وطالب المتظاهرون خلال الاحتجاجات بإسقاط “الائتلاف السوري المعارض” مع وصفه “بالخائن” إضافة للمطالبة بعودتهم لديارهم ومنازلهم الأصلية التي هجروا منها قبل سنوات، وفتح الجبهات مع القوات الحكومية السورية لاستعادة منازلهم، كما رفض المتظاهرون المخيمات المصطنعة والقرى التي تعمل تركيا على بنائها لإعادة اللاجئين.
العشائر العربية والكردية ترفض “المشروع التركي”
أما في الشمال الشرقي من البلاد، وبعد أن رفضت أحزاب وقوى سياسية ومجتمعية ومدنية وحقوقية “المشروع التركي” في الشمال، واعتبروه “تمهيداً لسلخ المناطق المحتلة عن الأراضي السورية كما حصل مع لواء اسكندرون”، استنكرت العشائر العربية والكردية قرار الرئيس التركي حول إعادة توطين مليون لاجئ سوري، واصفين القرى السكنية التي تبنيها تركيا في الشمال على أنها “مستوطنات”.
واتهمت العشائر العربية والكردية، تركيا، بالتصعيد العسكري في مناطقهم لبث الخوف والرعب وتهجير الأهالي من قراهم ومدنهم، وأن ذلك من خطط “استكمال المشروع العثماني الاستيطاني وإحداث التغيير الديمغرافي في الشمال”، منددين أيضاً بالصمت الدولي حيال ما تقوم به تركيا في سوريا.
مطالبين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي بـ “إيقاف هذه السياسات والاعتداءات الهادفة إلى إحداث تغيير ديمغرافي في المنطقة”، واتخاذ موقف حيال ما تقوم به دولة قطر والكويت من دعم وتمويل بناء المستوطنات في الأراضي السورية المحتلة”. حسب ما جاء في البيان.
تركيا تعلن قرب الانتهاء من بناء 13 قرية سكنية
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن يوم الأربعاء، أن بلاده ستبني 13 قرى سكنية جديدة في المناطق الشمالية السورية، وذلك خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” في البرلمان بأنقرة، وقال أنه تم الانتهاء من جزء كبير منها.
وكان أردوغان كشف أن تركيا ستبني 100 ألف منزل في إدلب مع إنشاء مشاريع مماثلة في مناطق بأرياف الحسكة والرقة وحلب منها مناطق سيطرة فصائل “الوطني السوري”.
أنقرة تكرر مطالبها على أوروبا “نريد منطقة آمنة في سوريا”
كما حاول الرئيس التركي الحصول على دعم من الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر المانحين الماضي، لإنشاء “منطقة آمنة” لإعادة اللاجئين السوريين إليها، لكن الاتحاد الأوروبي رفض ذلك كون “سوريا ليست آمنة بعد لعودة اللاجئين إليها”.
وعاود الرئيس التركي طلبه على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بضرورة إنشاء “المنطقة الآمنة لإعادة السوريين”، وقال “نريد هذه المنطقة”، ولعله بحسب سياسيين سيبرز مرة أخرى ورقة اللاجئين في وجه أوروبا لعلها تقبل، معتبراً أنه على حلف الناتو الوقوف مع أنقرة لتأمين حدودها الجنوبية وأمنها القومي. حسب قوله.
إعداد: ربى نجار