دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

رغم التحذيرات المؤكدة باتخاذ كورونا منحى تصاعدي في سوريا.. الحكومة لاتزال مصرة على قدرتها في التصدي له

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي يستمر وباء كورونا بالانتشار بشكل كبير في معظم دول العالم المتطورة، أعربت منظمة الصحة العالمية، عن قلقها إزاء “التصاعد السريع” للفيروس في الآونة الأخيرة وانتشاره عالمياً.

الصحة العالمية تحذر من انتشار أكبر لكورونا

وأوضحت مصادر من “الصحة العالمية” أن عدد الإصابات سيتخطى المليون حول العالم خلال أيام قليلة، وعدد الوفيات مرشح للارتفاع بشكل أكبر خلال الفترة ذاتها، محذرةً من تفشي كارثي في المناطق ذات المنظومة الصحية الضعيفة، ومن بينها سوريا.

ورغم ضعف الامكانات على الصعيد الصحي، إلا أن الحكومة السورية أعلنت عن رفع مستوى اجراءاتها للتصدي لانتشار الوباء، وقدرتها على ذلك بعد انهيار شبه تام للمنظومة الصحية.

عزل بلدة في دمشق بسبب كورونا

ولأول مرة تعلن وزارة الصحة السورية عن عزل بلدة بسبب وفاة امرأة بفيروس كورونا، وسط معلومات عن أن المرأة كانت تخالط سكان البلدة كثيراً مايضع احتمال نقلها للعدوى للآخرين.

وأشار وزير الصحة السوري أنه تم الطلب من السلطات المعنية بتطبيق عزل بلدة منين بريف دمشق بعد وفاة امرأة مصابة بالفيروس، موضحاً ان المرأة هي من الحالات العشر التي أعلنت عنها الوزارة خلال الأيام السابقة.

كورونا بدأ اتخاذ منحى تصاعدي في سوريا

وحذرت الصحة العالمية من أن انتشار وباء كورونا في سوريا بدأ يأخذ منحى تصاعدي، وشددت المنظمة انه على المواطنين في البلاد أن يستمروا في التباعد الاجتماعي حتى في المنازل، وزيادة عدد الفحوص للوصول إلى الحالات البسيطة ليتم عزلها ومتابعة المخالطين.

تصريحات المنظمة العالمية جاءت بعدما بدأت الحكومة على ما يبدو بالإفصاح عن حقيقة الأعداد المصابة بالوباء في سوريا ولو بشكل بسيط، حيث أن التقارير الإعلامية تؤكد أن العدد المعلن عنه من قبل السلطات السورية ليست حقيقية، وهناك تستر من قبل الحكومة على حقيقة الأعداد.

وكشفت مواقع إعلامية، الأربعاء، عن حالة وفاة بالفيروس حصلت في حماة، لرجل مسن توفي في المشفى الوطني بالمدينة، وكشفت المصادر أن الرجل جرى إسعافه إلى المشفى لتلقي العلاج بعد أن ساءت حالته الصحية حيث كان يعاني من أمراض الربو والقلب، ليتبين بعد وفاته وأخذ عينات منه أنه كان مصاب بالمرض. وقامت السلطات الصحية في حماة بإجراء تحاليل لأفراد عائلته إلا أن نتائج فحصهم كانت سلبية.

وأثرت الحرب في سوريا على الأوضاع المعيشية للسوريين بشكل كبير، حيث بات أكثر من 75 بالمئة منهم يعيشون في فقر مدقع، وهذا ما أكدته مسؤولة في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والتي أشارت أن معظم الناس لا يملكون شيئاً لمواجهة تهديد كورونا.

يشار إلى أن هناك عشرات الحالات المتواجد في الحجر الصحي ضمن المراكز التي خصصتها الحكومة، بانتظار صدور نتائج تحاليلهم، حيث كشفت وزارة الصحة عن حالتين جديدتين أحداهما توفي ولم يعرف بعد ما إذا كان الوفاة ناجمة عن كورونا أم مرض آخر، إضافة إلى حالة أخرى تحت المراقبة إلى حين معرفة نتائج التحاليل التي أجريت لها.

لامبالاة الحكومة سبب في لامبالاة الشعب

ويلاحظ متابعون للشأن السوري، أن الحكومة لاتزال تأخذ ملف كورونا في سوريا بنوع من اللامبالاة، حيث أن حديث الحكومة دائماً يكون في إطار قدرتها على التصدي للوباء والتخفيف من شأنه، في وقت عجزت المنظومات الصحية الأكثر تطوراً حول العالم من الوقوف أمام هذا الفيروس.

مشيرين إلى أن تلك الحكومات اعترفت منذ البداية بعدم قدرتها على التصدي للوباء، لذلك تم مصارحة مواطنيهم بحقيقة الوضع، وبالتالي شعور المواطنين في تلك البلدان بخطورة الوضع كان وراء التزامهم بالإجراءات المتخذة، لكن في سوريا فإن السبب الرئيسي للامبالاة الشعب هو لامبالاة الحكومة. وهذا ما قد يدفع الشعب السوري ثمنه في الأيام المقبلة، في حال تفشي الوباء بينهم.

إعداد: ربى نجار