دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

رسائل قوية من روسيا تفاجئ دمشق.. هل بدأت موسكو بالانقلاب على الرئيس السوري ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – “رسائل روسية قاسية للقيادة السورية تشير إلى ضرورة تغيير السلوك”، بهذه العبارة سلطت تقارير إعلامية الضوء على الاستطلاع التي أجرته مؤسسة روسية غير حكومية مقربة من الكرملين الروسي، بالتزامن مع الحديث عن أن روسيا وافقت في الدخول بمفاوضات رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتعين شخصية من نظامه لرئاسة المرحلة الجديدة.

“شعبية الأسد تتدهور”

وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن “رسائل موسكو القاسية” اتخذت أخيراً، بعداً أوسع وأكثر وضوحاً بعدما ظلت خلال الشهور الأخيرة تعتمد على توجيه إشارات مبطنة وتحذيرية بضرورة تغيير سلوك القيادة السورية.

وأظهر استطلاع الرأي التي أجرتها المؤسسة الروسية، “بتدهور شعبية الأسد إلى مستويات غير مسبوقة”، فضلا عن “فقدان الثقة” لدى السوريين بأنه سيكون قادراً على إصلاح الموقف وتحسين الأحوال في البلاد. بعد أكثر من 10 سنوات من الأزمة والصراع المستمرين في البلاد.

وأشار الاستطلاع إلى طبيعة الأسئلة الموجهة للمشاركين والأرقام والنسب التي حملتها النتائج، إذ رأى 37 في المائة تقريبا أن الوضع في البلاد خلال العام الأخير غدا أسوأ من السابق، في مقابل 40 في المائة لم يروا اختلافاً، و15 في المائة فقط شعروا بتحسن إيجابي.

ولفتت المؤسسة إلى أن هذه النسب تأتي خلافاً للدعاية التي تطلقها الحكومة السورية نحو تحسن الوضع مع “الانتصارات الميدانية” التي تحققت أخيراً.

ورأى 71 في المائة من المستطلعين أن “الفساد ما زال المشكلة الأكبر”، في حين أشار 61 في المائة إلى تدهور الأوضاع المعيشية، وتراوحت آراء نسب أخرى بين تحميل السلطة المسؤولية عن الوضع، عبر 40 في المائة يرون أنها “فاقدة للشرعية”، وعن تقييم أداء الرئيس بشار الأسد، رأى 41 في المائة أنه سلبي، في مقابل ثلث المستطلعين من المؤيدين، ورفضت النسبة الباقية إعطاء جواب.

رسائل قوية

وقال مصدر دبلوماسي روسي تحدثت إليه صحيفة “الشرق الأوسط” بأن هذا الاستطلاع “ليس استفتاء بل اجتهاد من مؤسسات روسية، ما يعني أن نشره يشكل رسالة واضحة ومباشرة للحكومة. معرباً عن قناعة بأن الاستطلاع في حال أجري فعلا فهو جرى في دمشق على الأغلب، مشيرا إلى أنه في كل الأحوال فإن التطور يعكس نفاد صبر موسكو من أداء الأسد.

ووجهت موسكو “رسائل قوية” إلى دمشق برزت عبر مقالات نشرت في وسائل إعلام حكومية، حذرت الأسد من ضرورة القيام بتحرك إصلاحي واسع وسريع قبل “فوات الأوان”، وشكل الهجوم الذي شنته أخيرا وكالة “الأنباء الفيدرالية” الروسية، أحدث إشارة قوية إلى المزاج العام لدى النخب الروسية.

وفي سلسلة تقارير نشرتها الوكالة تباعاً، وصفت الأسد “بالضعيف” وتحدثت عن “عدم قدرته على محاربة الفساد المستشري في إدارته”، واتهمت مسؤولي الحكومة بـ”استغلال المساعدات الروسية لأغراضهم الشخصية”.

توافق دولي – روسي على رحيل الأسد

وسبق أن كشف المعارض السوري كمال اللبواني أن “هناك توافق دولي على رحيل الأسد واستلام شخصية جديدة من داخل النظام السوري قريباً”، مشيراً إلى أنه تم تداول أسم “علي مملوك” كشخصية مرجحة لأنه يعمل على إخراج إيران من سوريا”. وهذا يتوافق مع الرغبة الروسية.

وأشار المعارض السوري إلى أن الروس رفضوا بداية إلا أنهم شعروا بجدية القضية فدخلوا بالمفاوضات على رحيل الأسد. مضيفاً “هذا التوافق جاء بمقابل بعض التنازلات لروسيا في الملف الأوكراني، وتثبيت العقود التجارية التي أُبرمت مع الحكومة، وإشراكها بإعادة الإعمار في سوريا”.

 

إعداد: علي إبراهيم