أوغاريت بوست (مركز الأخبار) قال رئيس الائتلاف السوري المعارض، سالم المسلط، أن المحادثات مع الأطراف الأميركية كانت إيجابية إلى حدٍ كبير، لافتاً إلى أنها تتطلب المزيد من الأفعال التي تعكس إيجابية الأقوال على أرض الواقع.
وكشف المسلط عن بعض الأمور التي لاحظها فريق الائتلاف خلال لقائه مع السياسيين الأميركيين، مثل وجود تفرقة في التعامل مع فئات المعارضة السورية، وذلك بدعم طرف أكثر من الآخر، ملمحاً بذلك إلى مجلس سوريا الديمقراطية، وأن هذا التعامل يسبب خللاً في الداخل السوري، مقتنعاً بأن العمل مع الإدارة الأميركية مهم، خصوصاً أنها جديدة وموقفها لا يبدو واضحاً كثيراً حتى الآن لكثير من الناس.
وأفاد بأن الولايات المتحدة تتواجد في الشمال الشرقي السوري، حيث تبدو التفرقة الأميركية في التعامل مع الأطراف السورية واضحة، قائلاً: الأصدقاء يقفون مع كل الأطراف وليس مع طرف على حساب آخر لا يمكن إهمال الكرد على حساب العشائر العربية أو التركمان، والعكس صحيح أيضاً نحن نحمل الدفاع عن كل هذه الأطراف وهم أهلنا في سوريا.
وطالب الإدارة الأميركية بمواصلة الضغط والمقاطعة على الحكومة السورية، إذ إن قانون قيصر بعيد كل البعد عن الإضرار بحاجات الناس، والقانون هو لدفع الحكومة إلى وقف الظلم.
وعلق: إن الإدارة الأميركية لا تزال ملتزمة بتطبيق قانون قيصر، وإن الشعب السوري لا يموت بسبب ذلك، وإنما بسبب عقوبات الحكومة السورية، السوريون لهم الحرب والدمار، والإيرانيون والحكومة ينعمون بخيرات البلاد والنفط والتسهيلات، نحن نمثل المرأة التي تعيش في مخيمات اللاجئين على الحدود، والمرأة التي تقف في طابور الخبز في المناطق الحكومية، شعارنا هو تمثيل الشعب السوري كافة.
وأضاف المسلط في حديث للشرق الأوسط، “الغاية من زيارتنا هي إعادة المسار السياسي على طاولة الاجتماعات مع الأميركيين، لأن الأمر أصبح مقتصراً على المساعدات الإنسانية والإغاثية في العديد من دول العالم، ونشكر كل من يسهم في هذا الإطار، إلا أن قضيتنا هي سياسية والتزمنا بذلك أمام شعبنا، ونريد حلاً سياسياً ينهي هذه المحنة، 10 أعوام كافية لأن نرى أفعالاً حقيقية الآن برؤية بلدنا محررة من القوات الإيرانية، والروسية، والأسد هو حامل لواء المشروع الإيراني، هذه الفترة عصيبة وتتطلب التكاتف العربي فيما بينه أكثر من غيره، الأسد لا يضر سوريا فقط، وإنما كافة الدول العربية، هذا قرار عربي – دولي.
وعند سؤاله عن التقارب الأردني مع الحكومة السورية اقتصادياً، قال المسلط، إن التطبيع مع الحكومة السورية هو مكافأة على الجرائم التي ارتكبها بحق السوريين، ولا أعتقد أن الأردن بحاجة لذلك، ومواقفهم جميلة مع شعبنا، ناصحاً الأردن بعدم الإقدام على هذه الخطوة، لأن الحكومة السورية خطير على الأردن والعرب، كما هو خطر على السوريين أنفسهم، ولا ننصح أي دولة باتخاذ ذلك بل التفكير والتريث قبل الإقدام على ذلك، والتفكير في الملايين من السوريين المشردين والمقتولين واللاجئين.
ولفت المسلط إلى أن قرار التطبيع وعودة العلاقات مع الحكومة السورية، تمت مناقشته مع وزارة الخارجية الأميركية، والتي نصحت بعدم اتخاذ هذه الخطوة من قبل الدول العربية، وأنها أكدت للوفد المعارض عدم اتخاذها هذا الأمر، مدركة خطورته، وأنها مكافأة للحكومة، وهم بعيدون كل البُعد عن ذلك.
وفيما يخص الاجتماعات القادمة للجنة الدستورية المقبلة، قال المسلط، إن تحديد هذا الموعد أتى بعد 3 لقاءات تمت مع المبعوث الأممي للأزمة السورية غير بيدرسن، الأول في إسطنبول، والثاني في نيويورك خلال الاجتماعات العمومية بالأمم المتحدة، والأخير بعد الاجتماعات الأممية، وأنه تم تحديد هذا الموعد بعد لقائنا بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويترش، بيد أنه لم يبد تفاؤله بالاجتماع المقبل، قائلاً: هذه تعتبر الجولة الـ6 ، ولست متفائلاً.
وعلل المسلط عدم تفاؤله، لأن الاجتماعات تدور في هامشية الدستور المقترح من قبل الأمم المتحدة، وليس المضمون، نعم نحن مع القرار الأممي 2254، ومع الجهود الدولية لإنهاء الأزمة السورية، ووافقنا على كافة متطلبات المبعوث الدولي، إلا أن وفد الحكومة يماطل في العمليات السياسية.