اليوم وقَّع الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان مرسوما يقضي بفتح متحف آيا صوفيا التاريخي أمام المسلمين لاداء الصلاة تعقيبا على إصدار المحكمة الإدارية العليا حكماً يقضي بتحويل كنيسة آيا صوفيا المعلم التاريخي بأن تعود كنيسة آغيا صوفيا جامعاً، بعد أن كانت متحفا وتراثاً عالمياً مشتركاً منذ العام 1934 على ايام أتاتورك مؤسس تركيا الحديثة العلمانية.
الكنيسة مكان مقدَّس والجامع مكانٌ مقدَّس. والكنيسة والجامع مكان صلاة. ونحن نحترم الجوامع مثل احترامنا للكنائس.
لكن ما يؤسف هو أن يكون الجامع سلعة وأداة للسياسة ومظهراً للتعصّب وداعيا للتطرف والتباغض بين الناس والمواطنين، ومدعاةً لإثارة المشاعر وسببا لإقامة الحواجز النفسية والقومية بين الناس.
هل نحن اليوم بحاجة إلى كنيسة إضافية أو جامع إضافي، إلى الالاف من الجوامع والكنائس؟ أم بحاجة إلى نمو الإيمان والمحبة، والتضامن والتآخي والتواصل والتفاهم والاحترام بين الناس سواء في تركيا أو في أي مكان آخر في العالم؟
أتوجَّه بكلمتي هذه إلى إخوتي المسلمين الذين أُحبهم، في بلادنا العربية وفي العالم أجمع، أدعوهم بعواطف الرحمة والتراحم، التي تملأ صفحات القرآن الكريم… إلى أن يكونوا هم أول من يرفضون هذا الواقع الجديد، إنطلاقاً من القيم التي التي أجمع عليها المسلمون والمسيحيون في وثيقة الاخوّة الانسانية الشاملة، التي وقَّع عليها قداسة البابا فرنسيس وسماحة شيخ الأزهر المحترم.
أدعو بنوع خاص إخوتي ومواطنيَّ المسلمين في سوريا ولبنان وفي بلادنا العربية الأُخرى أن يرفضوا هذا المرسوم، ويطالبوا بإلغاء قرار المحكمة التركية. ولتكن وقفة إخوتي المسلمين تجاه هذا القرار، لُبْنة في بناء المحبة والتراحم والاحترام والتقدير بين المواطنين في أوطاننا العربية المباركة. وليكن هذا الموقف دعامة لحوار الاديان والحضارات ولأجل بناء حضارة المحبة التي يدعونا إليها إيماننا المقدَّس…
البطريرك غريغوريوس الثالث لحام – أوغاريت بوست
المقالة تعبر عن راي الكاتب