أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – أقال الائتلاف السوري المعارض 14 عضواً من أعضائه، واستبدل عدد من رؤساء 4 من المجالس المحلية التابعة له، حيث قال عبد المجيد الشريف أحد الأعضاء المُقالين، إنّ الإقالات تمت بناءً على رغبة تركية بسبب اعتراض هؤلاء الأعضاء على عمل اللجنة الدستورية وصيغة أستانا.
وردا على قرارات الائتلاف، أعلن الأعضاء المُقالين تشكيل كيان جديد تحت مسمى “الائتلاف الوطني السوري – تيار الإصلاح”، واصفين ما جرى بالانقلاب في مؤسسة الائتلاف نفذته “زمرة دخيلة”، وتعهدوا بكشف مكامن الخلل وفضح الفاسدين.
يأتي ذلك مع مطالبة أعضاء في الائتلاف المعارض تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على حديث وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة، محي الدين هرموش، حول امتلاكه معلومات عن عمالة أعضاء من الائتلاف للحكومة السورية.
وخلال حوار خاص مع العضوة في اللجنة الدستورية السورية عن المجتمع المدني، د. سميرة المبيض، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية للتغييرات الأخيرة في الائتلاف السوري المعارض، وهل يهدف تشكيل كيان موازي من “الأشخاص المقالين” إلى الإطاحة بالائتلاف.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الدكتورة سميرة المبيض:
ماهي الأسباب الحقيقية للتغييرات الأخيرة في الائتلاف السوري المعارض؟
تعكس التغييرات الاخيرة في الائتلاف السوري المعارض تصنيع تشكيلة جديدة تتوائم مع توافقات وتحالفات مستحدثة للدول التي تسعى للهيمنة على القضية السورية لتحقيق مصالحها عبرها، ونشهد تبعاً لذلك مساعي لخلق كيان ذو تبعية لتركيا ودول الخليج بآن واحد لصياغة شكل جديد من التبعية او حالة من الانتداب التعددي على سوريا وهذا ما تطلب استبعاد اشخاص ذو تبعية لجهات اخرى.
هل تشكيل كيان موازي من “الأشخاص المقالين” يهدف إلى الإطاحة بالائتلاف المعارض؟
في هذا السياق فاستبدال الاشخاص المُقالين بأشخاص يحققون هذه المساعي، هو السيناريو المُرجح ضمن صفوف الائتلاف السوري فلا تفاضلية تذكر بين المُستبعدين وبين من قد يتم استبدالهم بهم من حيث الارتهان والتبعية لذلك سيبقى هذا الكيان السياسي بعيد عن تحقيق مصالح السوريين لأنه يصنّع تباعاً ويتحول مرحلياً وفق مهمته الرئيسية بخدمة مصالح غير سورية على الاراضي السورية.
كيف تنظرين إلى حديث وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة عن عمالة أعضاء من الائتلاف للحكومة السورية؟
اعتقد ان وجود حالة اختراق للمعارضة من قبل النظام هي نتيجة بديهية لتقييد الحراك السوري في اطر المنظومة القديمة ذاتها، فجميع اطر المعارضة دون استثناء تشكل جزءاً من ركائز الاستبداد السابقة وتقوم على نفس الآليات والسلوكيات، لذلك من غير المستبعد ان تكون هذه التسريبات حقيقية ويتطلب الامر من المعنيين كشف البراهين التي يمتلكونها على ذلك.
هل ستبدأ الدول الراعية للائتلاف بالتخلي عنه بعد التسريبات المتعلقة بقضايا فساد وعمالة للحكومة؟
اعتقد ان عدم وجود ثقة بالائتلاف من قبل الشارع السوري هو المعيار الاهم لعدم التعويل عليه لان يكون جزءاً من اي مسار حل مستقبلي، سواء الكتلة المُقالة، أو الكتلة الباقية أم الكتلة التي قد تستقدم اليه، فالأمر سواء فهذه الاطر ليست محل ثقة وهي تشكل امتدادًا للنظام.
من الوارد ان تعي الدول الضليعة بالقضية السورية ان الامر لن يستقيم الا بوجود طرف سوري يحمل مبادىء التغيير بعيداً عن الايديولوجيات المهيمنة والمتصارعة اليوم وان يدرك الساعون للاستقرار في المنطقة أن استمرار تغييب الصوت السوري المستقل ليس سوى اطالة بعمر التدهور الامني والانساني في عموم بلدان المنطقة بما له من اثر سلبي في انحاء العالم ايضاً.
حاورها: يعقوب سليمان