دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

دور تركيا في المنطقة ولدى الناتو قد يتغير إذا اشترت منظومة الصواريخ الروسية S-400

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع استمرار تمسك الحكومة التركية بشراء منظومة الدفاع الروسية إس-400، رغم رفض الولايات المتحدة والناتو، وتأكيد أنقرة أنها ماضية في الصفقة مع روسيا، يبدو أن صبر الولايات المتحدة قد نفد.
وذكر تقرير على محطة سي إن بي سي التلفزيونية، “أن أمام تركيا أكثر من أسبوعين بقليل لتقرر ما إذا كانت ستكمل صفقة أسلحة متطورة مع الولايات المتحدة، أو تخاطر بعقوبات شديدة من خلال إتمام اتفاق لشراء نظام صاروخي من روسيا”.
وأضاف التقرير أنه “بحلول نهاية الأسبوع الأول من شهر حزيران/يونيو القادم، يتعين على تركيا إلغاء صفقة بمليارات الدولارات مع روسيا، وأن تشتري بدلاً من ذلك نظام الدفاع الصاروخي باتريوت الأميركي الصنع، أو أن تواجه الحذف من برنامج شركة لوكهيد مارتن لطائرات إف-35، بالإضافة لخسارة 100 طائرة من طراز إف-35، التي وُعدت بها، وفرض عقوبات أميركية وردود فعل محتملة من قبل الناتو، من بينها قطع تلك الدول علاقاتها مع انقرة، وتبدد أحلامها بالانضمام للاتحاد الأوروبي.
التحركات الأميركية، التي تمثل تهديداً كاملاً لتركيا، أعقبها إجراء ملموس آخر للضغط على تركيا. ففي وقت سابق من شهر نيسان/مايو، كشفت لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي عن ميزانية دفاعية تهدف إلى حظر بيع طائرات إف-35 إلى تركيا.
ويحظر قانون التفويض الوطني للدفاع لعام 2020 المقترح قبل أيام، تمويل نقل طائرات إف-35 أو المعدات ذات الصلة والملكية الفكرية إلى أنقرة، ما لم يتمكن وزير الدفاع ووزير الخارجية من تأكيد أن تركيا لم تقبل المنظومة الروسية وتؤكد أنها لن تشتري المنظومة في المستقبل، حسبما ذكرت مصادر رسمية أمريكية.
وتمثل هذه الخطوات تصعيداً شديداً في المواجهة بين تركيا والولايات المتحدة. وجميع النزاعات السابقة بينهما، بما في ذلك تلك التي حدثت في 1964 أو 1974 بشأن قبرص، بسيطة بالمقارنة. في حين أن هذه الخلافات ربما أدت إلى فرض عقوبات جزئية، فإن عضوية تركيا التي استمرت لعقود في حلف شمال الأطلسي على المحك.
النظام التركي الآن محاصر خارجياً، سواء اختار التخفيف من الضغوط الأميركية أو الحصول على نظام إس-400، فستكون هناك عواقب.
من جهة الولايات المتحدة هناك الحلف والانضمام إلى الاتحاد الأوروبي, ومن جانب الروس، هناك الاتفاقيات والتفاهمات في سوريا. فأي خيار لتركيا في هذا الوقت سيكون له عواقب على اقتصادها وعلاقاتها سواءا مع الحلف الأمريكي أو الروسي.
وحسب اوساط سياسية تركية، فإن تركيا الآن تدفع ثمن محاولتها اللعب على وترين ومحاولة التوفيق بين تقاربها مع الأمريكان وصفقاتها مع الروس.
الكاتب آرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط في معهد أبحاث السياسة الخارجية في واشنطن كتب، “لكي أكون واضحاً، هذا موقف فظيع… ومع ذلك، إذا اختارت أنقرة تعميق شراكتها مع روسيا، فقد يتحول السيئ إلى محزن، حيث يمكن بعد ذلك التشكيك في التعاون الدفاعي القديم مع الولايات المتحدة. والأهم من ذلك أن الوفاق التركي الروسي يقوض موقف أنقرة داخل حلف الناتو، ومن ثم فكرة الدفاع الجماعي وتقاسم الأعباء بين الدول الأعضاء التسعة والعشرين”.
المأزق يترك أردوغان أمام هذين الخيارين. إذا اختار تجاهل تهديدات الولايات المتحدة واستخدم معارضته للأميركيين كأداة شعوبية لركوب موجة القومية قبل الانتخابات المحلية التي تجرى في إسطنبول في شهر يونيو، فسيكون من الواضح أن دور تركيا الجيوستراتيجي قد تم إعادة تعريفه بشكل جذري. ومع نفاد صبر الولايات المتحدة، قد يحدث هذا بسرعة كبيرة.
تقرير : ياسمين جندول