دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

دمشق تُشرك إيران “بالعمل العسكري في طفس”.. والهدف “تنظيف المحافظة من الإرهاب ومنفذي الاغتيالات”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تشهد محافظة درعا تطورات متسارعة خلال الفترة الماضية، منها التهديدات المستمرة لقوات الحكومة السورية بشن عملية عسكرية غرب المحافظة لما تصفه “لإخراج الإرهابيين وإرساء الأمن والاستقرار”، يتزامن ذلك مع سيطرة الفلتان الأمني والفوضى على المحافظة رغم عشرات “التسويات” التي أجرتها دمشق منذ السيطرة على درعا في 2018.

تصاعد الفلتان الأمني والفوضى رغم عشرات “التسويات والمصالحات”

وخلال 5 سنوات، خضعت المحافظة لعمليات “تسوية ومصالحات” عدة، لم تكن كافية لبسط قوات الحكومة السورية سيطرتها بشكل كامل على المحافظة، مع استمرار الفوضى والفلتان الأمني وحدوث جريمة هناك وعملية اغتيال هناك، هذه العمليات التي تطال قادة وعناصر من فصائل المعارضة المحلية مع شخصيات سياسية، إضافة لضباط وعناصر من قوات الحكومة ومدنيين لا ينتمون لأي جهة عسكرية ولا سياسية.

وبحسب سياسيين سوريين، فإن “سياسة دمشق في التسويات والمصالحات وفرض الاستسلام على أهالي درعا فشلت ويجب على دمشق أن تراعي مطالب أهالي درعا وتطلعاتهم في العيش بكرامة بعيداً عن العقلية الأمنية التي كانت سائدة لعقود”.

الإيرانيون يرسلون تعزيزات لشن عمل عسكري في طفس وريفها

ومنذ أيام يتم الحديث عن امكانية أن تشهد مدينة طفس وريفها عملية عسكرية جديدة لقوات الحكومة، جهزت الأخيرة نفسها لها مع استقدامها لتعزيزات عسكرية، منها تلك التي وصلت من البوكمال والميادين التي تسيطر عليهما القوات الإيرانية والمسلحين الموالين لها، ما يعني احتمال مشاركة هذه الأطراف بالحرب على المدينة، وهو ما يعني أيضاً تمركز هذه القوات بالقرب من الحدود الأردنية، الأمر الذي حذرت منه عمان في وقت سابق.

وتقول الحكومة السورية، أن الحملة الأمنية ضد “الإرهابيين” في درعا (حسب وصفها)، تأتي بعد مقتل 4 عناصر لقوى الأمن الداخلي “بكمين غادر” أمام مركز امتحاني في الـ25 من حزيران/يونيو الماضي.

العملية في طفس.. إرساء للأمن أم قتال “للإرهاب” أم ماذا ؟

واتهمت “الداخلية السورية” في بيان لها حينها “الإرهابيين” بالوقوف وراء هذه العملية، بينما لم تتبنى أي جهة عملية الاستهداف، وهو ما يمكن اعتباره ضمن حوادث الفلتان الأمني التي تسيطر على المحافظة، بينما اعتبر آخرون أنها ذريعة لدمشق لشن عملية عسكرية في طفس وريفها.

وسبق أن تحدثت مصادر محلية من طفس “لشبكة أوغاريت بوست” الإخبارية، بأن الهدف من وراء هذه التهديدات “مادي”، موضحين أن “النظام في كل سنة بمثل هذا التوقيت.. توقيت حصاد المحصول الزراعي تقوم بتهديد منطقة بشن عملية عسكرية فيها، وذلك بهدف الكسب المادي”.

وتابعت “في العام الماضي جمع الأهالي في منطقة درعا البلد إضافة لمناطق أخرى مبلغ 800 مليون ليرة سورية وتم دفعها لقوات النظام، وذلك مقابل عدم شن عملية عسكرية داخل المنطقة”.

ومؤكدين أن “الأمر تكرر في 2021 أيضاً، حيث وفي مثل هذا التوقيت بالذات، بدأت قوات النظام تهدد باقتحام بعض مناطق بريف درعا بحجة وجود مطلوبين وغيرهم، بينما قام الأهالي في هذه المناطق بجمع ما مجموعه 700 مليون ليرة سورية وإعطاءه لقوات النظام الذي بدوره أوقف العملية”.

مسيرة تستهدف منزل شقيق قيادي سابق في فصائل المعارضة

وعلى الصعيد الميداني، استهدفت طائرة مسيرة لقوات الحكومة، الاثنين، منزلاً في مدينة طفس، بقذيفة دون تسجيل إصابات بشرية.

وقالت مواقع إخبارية محلية، إن الاستهداف كان لمنزل محمد بدويوي الزعبي شقيق القيادي السابق في فصائل المعارضة خلدون الزعبي الذي قُتل بعملية اغتيال في منطقة المفطرة على طريق اليادودة – حي الضاحية بتاريخ 25 آب / أغسطس 2022.

وسبق أن تعرض منزل “خلدون” لاستهدافات متكررة بقذائف من طائرات مسيّرة حكومية دون تسجيل أية إصابات بشرية.

حركة نزوح من طفس بعد تصاعد العنف

وقال موقع “درعا 24 ” إن الحي الجنوبي في مدينة طفس الذي يقع به المنزل المستهدف، شهد حركة نزوح لعدد من العائلات إلى أحياء أخرى ضمن المدينة، بالتزامن مع وصول تعزيزات جديدة وتحرّكات لقوات الحكومة إلى المدينة.

وسبق أن شنت طائرات حربية لقوات الحكومة غارات جوية على مواقع غرب درعا، قبل نحو أسبوعين، واعتبرت حينها أنها رسائل لأهالي المنطقة، “بأن دمشق قادرة على العودة للأجواء وضرب المنطقة حتى في حال عودة العلاقات مع العرب والحجج موجودة مكافحة الإرهاب وتجارة المخدرات وهو مطلب عربي بالأساس”.

وخلال الأسبوع الماضي، شهدت ريف مدينة طفس اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة السورية وفصائل مسلحة محلية، جاء ذلك مع استهداف قوات الحكومة الأطراف الجنوبية للمدينة بقذائف الدبابات والمضادات الأرضية وعربات الشيلكا، وسط حالة من الذعر والخوف بين الأهالي وتسجيل حركة نزوح كثيفة من المدينة.

بحجة الإرهاب والفلتان الأمني.. دمشق تنوي شن عمليتها العسكرية

وسبق أن نقلت صحيفة “الوطن” الموالية لدمشق، عن “أمين فرع درعا لحزب البعث” حسين الرفاعي، أن “الدولة حالياً تعمل بقوة على تنظيف المحافظة من الإرهابيين الذين ينفذون جرائم القتل والاغتيالات”، مشيراً إلى أن هذه العمليات “أمنية وليست عسكرية”، مشيراً إلى أن “المستهدفين في العملية الأمنية في طفس هم الذين رفضوا إجراء التسوية”.

وفي سياق الفلتان الأمني، يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان في آخر احصائياته أن المحافظة شهدت 269 حادثة فلتان أمني جرت بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 206 أشخاص، بينهم أطفال ونساء ومتهمين بترويج المخدرات، وعناصر وضباط من قوات الحكومة ومسلحين موالين لها، وقادة وعناصر الفصائل ممن أجروا تسويات وآخرين لا ينتمون لأي جهة سياسية وعسكرية.

ويأتي التصعيد العسكري في درعا على الرغم من وجود تعهدات روسية ودول الجوار بأن لا يكون هناك أي تصعيد عسكري بالقوة العسكرية القاهرة “كالطائرات والدبابات”، بينما يقول ناشطون في المحافظة، أن دمشق “تتذرع بمكافحة المخدرات بالانتقام من الشعب في درعا ومحاولة فرض الاستسلام عليه وتصفية أي تواجد للمعارضة فيها”.

إعداد: ربى نجار