دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خلاف روسي تركي حول إدلب وليبيا.. وفشل المحادثات بين الطرفين والأمور تتجه إلى التصعيد

أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بالتزامن مع طلب فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، من تركيا رسمياً، تقديم الدعم العسكري لقواته في طرابلس، لمواجهة قوات “الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر المدعوم من روسيا، أفادت وسائل إعلامية بفشل المحادثات الروسية التركية بشأن إدلب وليبيا.

3 أيام من المحادثات.. وقلق روسي

وبحسب ما أفادت به تلك المصادر فإن، المحادثات بين وفد تركي ودبلوماسيين روس استمرت في موسكو 3 أيام، وهي مدة أطول بكثير مما كان متوقعاً، حيث حاول الطرفان التوصل إلى تسوية لأزمتي سوريا وليبيا. وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة “فيدوموستي” الروسية.

وقالت تلك المصادر، بأن المحادثات فشلت بالفعل بين تركيا وروسيا، ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في إدلب وليبيا، التي بدأت تركيا بإرسال قواتها وقوات من الفصائل السورية المعارضة إليها للمشاركة في القتال ضد “الوطني الليبي” الذي يقترب من قلب العاصمة طرابلس.

وقالت تلك المصادر، بأن “دميتري بيسكوف” المتحدث باسم الكرملين أعرب عن قلق موسكو إزاء الأوضاع في ليبيا، آملاً في التوصل لتسوية سلمية للصراع في أقرب وقت ممكن، ونقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية عن “بيسكوف” قوله، إن تدخل “طرف ثالث” في الشؤون الليبية يضر بعملية التسوية، في إشارة منه إلى تونس.

وقال إنه “لا خطط حالياً” لإجراء اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي ونظيره التركي حول ليبيا، إلا أنه يمكن ترتيبها في أي لحظة. وكانت وسائل إعلامية روسية تحدثت عن “زيارة قريبة” للرئيس الروسي إلى تركيا لبحث قضايا عدة مع تركيا أهمها الوضع في “خفض التصعيد وليبيا”.

احتلال عثماني.. وموسكو ترفض فكرة إرسال قوات تركية إلى ليبيا

وتشير أوساط سياسية إلى أن طلب رئيس حكومة الوفاق “السراج” بتقديم الدعم العسكري من تركيا، يفتح الباب أمام احتلال “عثماني” جديد لليبيا، الأمر الذي لن تقبله مصر وروسيا ولا حتى الدول الغربية، منوهين إلى ان السراج يدعو أردوغان لاحتلال بلاده وإعادة “المتطرفين إليها” والذين نقلهم “عبد الحكيم بلحاج” إلى سوريا سابقاً.

وبالعودة إلى المباحثات الروسية التركية، قالت التقارير الإعلامية، أن الطرفان (الروسي – التركي) بحثا أيضاً مسألة إرسال قوات تركية ومن المعارضة السورية إلى ليبيا، حيث شدد الجانب الروسي على رفضه للأمر، بينما اعتبر الوفد التركي أن أنقرة لن تصمت إزاء “المرتزقة” الذين يدعمون “الوطني الليبي” في إشارة إلى مجموعات “فاغنر” الروسية.

تركيا تسعى لإنشاء قوات على غرار “بلاك ووتر” و”فاغنر”

وكان موقع “نورديك مونيتور” قد كشف، الخميس، أن تركيا تريد إنشاء مجموعات تحارب لصالحها في الخارج (مرتزقة)، على غرار “بلاك ووتر” الأمريكية، و”فاغنر” الروسية. وأشارت “المونيتور” إلى أن تركيا تسعى لأن تشكل هذه المجموعات من “الجهاديين والمقاتلين السوريين المواليين لها مقابل مبالغ مالية ضخمة”.

يأتي هذا في وقتٍ عرضت تركيا على روسيا تطبيق “النموذج السوري” في ليبيا خلال المباحثات، وتقاسم مناطق السيطرة في البلاد، إلا أن جواب الروس كان أن الأوضاع في ليبيا غير تلك التي في سوريا، والأمر مختلف هنا، ما أدى لانسحاب الوفد التركي من الاجتماع ومغادرة موسكو دون التوصل إلى اتفاق.

تحشيدات دولية

هذا وتسعى اليونان ومصر بحشد دولي “كالأمارات والسعودية وروسيا وغيرها” لمواجهة الخطط التركية في ليبيا، ومنعها من التدخل عسكرياً في البلاد، ونشر قواتها وآخرين مواليين لها في طرابلس، ما قد يخلق أزمات جديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.

وكانت تونس قد أعلنت بعد زيارة مفاجئة قام بها الرئيس التركي “لحشد مؤيدين” للخطط التركية في ليبيا، عن دعمها لحكومة السراج، وقواته ضد “الوطني الليبي”، الأمر الذي اعتبره مراقبون تونسيون أنه يصب في “احتلال” بلد جار، وأن تركيا نجحت في جرّ تونس للمحور القطري التركي.

 

إعداد: ربى نجار