أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يبدو ان توتراً جديداً يشوب العلاقات الروسية التركية، خصوصاً بعد إعلان أنقرة عن نيتها شن عملية عسكرية جديدة في مناطق شمال سوريا، لعدم إيفاء روسيا والولايات المتحدة لتعهداتهما للاتفاق وقف إطلاق النار في شمال سوريا، وإعلان روسيا أن أنقرة تراجعت عن خياراتها العسكرية الجديدة بشان شمال سوريا.
خلاف روسي تركي.. والحكومة تتهم تركيا “بارتكاب جرائم حرب”
وفي ظلّ استياء روسي واضح من عودة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للتلويح بخيار العمل العسكري ضدّ قوات سوريا الديمقراطية، تحدثت صحيفة “يني شفق” التركية نقلاً عن مصادر رسمية عن وجود “خلاف تركي روسي” حول منطقة تل تمر ذات الغالبية المسيحية شمال سوريا والتي تشهد محاورها اشتباكات عنيفة.
بالمقابل، شددت الحكومة السورية من نبرتها السياسية ضد أنقرة، متهمة أياها “بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في شمال سوريا”، في خطوة قال عنها سياسيون، “أنّها تعليمات روسية لدمشق، أو موافقة ضمنية من موسكو ردّاً على الاستفزازات التركية”.
وكانت الخارجية السورية قد أصدرت بياناً اتهمت فيه تركيا بارتكاب جرائم حرب في شمال سوريا وعدم التزامه بوقف إطلاق النار، واصفة الرئيس التركي بـ “الخارج عن القانون الدولي”.
التنديد بعملية عسكرية تركية راح ضحيتها مدنيين
كذلك استنكرت الخارجية السوري خلال بيانها “العمليات التركية التي كان آخرها الضربات الجوية التي نفذتها أمس طائرات بدون طيار على الأحياء السكنية في ريف تل أبيض في الرقة، وأدت إلى ارتقاء خمسة شهداء من المدنيين بينهم أطفال وسقوط عدد من الجرحى”، داعية الرأي العالمي للتحرك فوراً من أجل إرغام “أردوغان على وقف جرائمه بحق الشعب السوري”.
روسيا ترفض طلباً تركياً بشأن تل تمر وm-4
ووفقاً لوكالات أنباء دولية، فقد ذكرت صحيفة “يني شفق” التركية، أنّ موسكو رفضت طلباً تركياً باتخاذ إجراءات في محيط تل تمر، بهدف السيطرة على الطريق الدولي “إم – 4” الحيوي، وذلك خلال اجتماع مشترك عقد في مدينة تل أبيض ناقش هذه المسألة، وبحسب الصحيفة، فأن “الخطوات الروسية الرافضة قد تؤثر سلباً على العلاقات بين موسكو وأنقرة”.
وتُعدّ بلدة تل تمر ذات موقع استراتيجي واغلبية مسيحية، كذلك تشكل عقدة مواصلات هامة، بسبب مرور الطريق الدولي “إم – 4” والطريق الواصل بين الحسكة ورأس العين عبرها، إضافة إلى الطريق الواصل بين تل تمر ومنطقة أبو راسين، ويعود الطريق “إم – 4” لعام 1950، ويربط بين تركيا والعراق وسوريا وساحل المتوسط منذ عام 1980.
المسيحيون يتخوفون من “تطهير عرقي”
ويتخوف المسيحيون في “تل تمر” من إعادة أحداث مجزرة “سيفو” بحقهم في تل تمر، إذا وصلت قوات المعارضة الموالية لتركيا إلى مناطقهم، وناشدت جهات عسكرية مسيحية تعمل تحت ستار قوات سوريا الديمقراطية، الوقوف في وجه تركيا وسعيها “لاحتلال المدينة”، لكي لا يشهد العالم مجدداً “عمليات قتل جماعي وتطهير عرقي” بحق المكون المسيحي في تل تمر.
وبدأت القوات الحكومية والروسية بالانتشار في مدينة تل تمر، وفق تفاهم عسكري مع قوات سوريا الديمقراطية، ووردت أنباء عن إنشاء القوات الروسية لقواعد عسكرية في البلدة، لعدم تقدم قوات المعارضة الموالية لتركيا إليها، كذلك سيرت القوات الحكومية والروسية دورية مشتركة في أنحاء البلدة الخميس.
إعداد: علي إبراهيم