دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

خروقات مستمرة لاتفاق إدلب .. تركيا تواصل التعزيز وبوتين صابر

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي ما زال اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة إدلب السورية أو ما تعرف بمنطقة خفض التصعيد قائماً، تجري هناك وهناك خروقات مستمرة للاتفاق من قبل قوات الحكومة السورية وكذلك الجيش التركي وقوات المعارضة الموالية لأنقرة.

الاتفاق الذي لم يتم

يأتي ذلك في الوقت الذي لم تنجح فيه تركيا من تنفيذ بنود الاتفاق المبرم بين بوتين وأردوغان بخصوص المنطقة، وإبعاد قوات المعارضة السورية عن “الممر الآمن” على طول الطريق الدولي “M4″، كذلك لم تنجح روسيا وتركيا في تسيير دوريات مشتركة في المنطقة المتفق عليها. ما يعني عملياً أن الاتفاق لم يتم تنفيذه وفق ما يقول مراقبون.

خروقات وتعزيزات

ميدانياً تواصلت الخروق المتقطعة؛ لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب، وجددت القوات الحكومية قصفها لمناطق في جبل الزاوية، بينما استقدمت قوات المعارضة المدعومة من أنقرة، تعزيزات عسكرية جديدة إلى المنطقة.

كما ودخل رتل عسكري تركي جديد إلى منطقة “خفض التصعيد”، الخميس واتجهت الآليات نحو المواقع والنقاط التركية المنتشرة هناك، ومع استمرار تدفق الأرتال التركية، فإن عدد الآليات التي دخلت إلى الأراضي السورية منذ بدء وقف إطلاق النار الجديد بلغ 2150 آلية، إضافة إلى آلاف الجنود. وبذلك، يرتفع عدد الشاحنات والآليات العسكرية التي وصلت إلى منطقة «خفض التصعيد» خلال الفترة الممتدة من الثاني من شهر فبراير/شباط الماضي وحتى الآن، إلى أكثر من 5555 شاحنة وآلية عسكرية تركية دخلت إلى الأراضي السورية، بينما وصل عدد الجنود الأتراك الذين انتشروا في إدلب وحلب خلال تلك الفترة إلى أكثر من 10250 جندياً تركياً. وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

تحصين المواقع

على الجانب الآخر تواصل قوات الحكومة السورية تحصين المواقع التي تقدمت إليها قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، كما تستمر بتعزيز مواقعها تحسباً لمرحلة مقبلة من العمليات العسكرية، والتصريحات الحكومية السورية سبق وأن أكدت أن الاتفاق مؤقت.

كل ذلك يأتي وسط غياب للطيران الحربي في أجواء المنطقة، وعدم تسجيل أي عمليات قصف من جانب الطيران الروسي والسوري، لمواقع قوات المعارضة، وهو الجزء الوحيد الذي تم تنفيذه من الاتفاق بحسب ما يقول مراقبون.

الهدوء الذي لا يرضي الروس

المشهد يبدو هادئ نوعاً ما لكن هل يرضي الروس أو الحكومة السورية أو حتى الأتراك، بالنسبة للجانب التركي، فإن الاتفاق كأنه لم يتم من ناحية تعزيز المواقع العسكرية وإدخال المزيد من القوات العسكرية والعتاد إلى إدلب، فيما يبدو أنها تحضيرات لحرب كبيرة وليست عمليات عسكرية أو مراقبة وقف إطلاق النار كما يقال، وربما تكون تحضيرات لتنفيذ وعود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إعادة قوات الحكومة السورية إلى حدود اتفاق سوتشي، بحسب ما يرى محللون.

أما الجانب السوري والمتمثل بحكومة دمشق يبدو أنه استفاد من اتفاق وقف إطلاق النار، لتعزيز المواقع وإجراء التغييرات اللازمة في صفوف قواتها العسكرية إن كانت تبديل أو استراحة مقاتل كما يقال، لكن الهدف الأول والأخير له هو السيطرة على كامل إدلب ولو بعد حين.

صبر بوتين

روسيا .. الطرف الراعي والضامن من جهة والمشارك في الحرب والقصف من جهة أخرى لا تبدو مرتاحة لما يجري في إدلب، لأن ما تم الاتفاق عليه بين بوتين وأردوغان لم يتم، فهي ترغب في السيطرة على الطرق الدولية “M4-M5” مهما كلفها الأمر، لكن كانت ترغب في الحصول على ذلك ربما بالسلم وليس بالحرب، لكن هذا الهدف لم يتحقق، كما أن مسألة فصل المعارضة  السورية المسلحة عن “المتشددين” أيضاً لم تنتهي وفق ما ترغب. وقد يصبر بوتين قليلاً من الوقت بحسب ما يقول مراقبون، لكنه سيعود إلى إدلب مرة أخرى وربما بشكل أقوى.

وبالرغم من أن العالم كله مشغول بمكافحة فيروس كورونا لكن ملف إدلب يبقى أحد الملفات البارزة في الأزمة السورية، وتطمح موسكو والحكومة السورية في إنهائه اليوم أو غداً بحسب ما يقول مراقبون. ولا بد لتركيا أن توفي بالتزاماتها بموجب الاتفاق الروسي التركي أو تستعد للحرب مجدداً.

تقرير: علي ابراهيم