دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

حكومة الوفاق الليبية تسعى لاتفاق مع روسيا بمباركة تركية.. والغرب قلقون على أمنهم القومي

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في الوقت الذي زار نائب رئيس حكومة الوفاق الليبية “أحمد معيتق” روسيا للتباحث حول آخر المستجدات في ليبيا، عبرت فرنسا عن خشيتها من اتفاق “روسي تركي” في ليبيا تكون خطوة أولى لتثبيت التواجد العسكري الروسي على السواحل الغربية الليبية القريبة من القارة الأوروبية.

فرنسا تتهم تركيا وروسيا بالتدخل في ليبيا

واتهمت فرنسا، “روسيا وتركيا” بالتدخل في ليبيا ودعم الطرفين المتنازعين، وعبرت عن مخاوف بشأن أي اتفاق روسي تركي حول ليبيا. وقال مصدر مسؤول في الرئاسة الفرنسية، إن “هناك خطر إنفلات الأزمة الليبية بسبب التدخلات الروسية والتركية والأخرى”.

مشيراً إلى أن “هذا هو أسوأ سيناريو إذا توافق الروس والأتراك على تركيبة سياسية بشروطهما”، ولفت المصدر الفرنسي “ما نسعى إليه هو ليس تغلب طرف على الطرف الآخر، وإنما إلى إطلاق مفاوضات مبنية على الواقع الميداني الراهن قبل أن يزداد تعقيداً”، وشدد على أهمية التفاوض ضمن الإطار الذي جرت مناقشته في جنيف خلال محادثات مجموعة “5+5”.

وأشار المصدر إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “قلق إزاء تعزيز التواجد التركي” في ليبيا، واصفاً إياه “بالخطير”، معرباً عن قلق الرئاسة الفرنسية إزاء “خطر الأمر الواقع قرب حدود أوروبا”، مشيرة إلى أن هذا هو السبب لتكثيف باريس جهودها الدبلوماسية للتسوية.

تدخل عسكري روسي في ليبيا

وعكست زيارة نائب رئيس حكومة الوفاق ووزير خارجيتها محمد الطاهر إلى موسكو عمق المخاوف الأوروبية من توسيع روسيا لتدخلها في ليبيا، في وقت تزايدت فيه التكهنات بشأن ترتيب روسيا لتدخل عسكري مباشر عن طريق البرلمان، وهو ما يثير خلافات بين رئيسه عقيلة صالح وحفتر الذي وصل إلى القاهرة الأربعاء.

وبحسب مصادر إعلامية عربية، فإن هدف زيارة مسؤولي حكومة الوفاق إلى موسكو، هو لإقناعها أن حكومة السراج لن تشكل أي خطر على المصالح الروسية في ليبيا، وأشارت تلك المصادر إلى أن المسؤولين الليبيين (حكومة الوفاق) سيسعون لإبرام اتفاقات لصالح روسيا بدفع تركي، تكون كخطوة مطمأنة لموسكو بحسن نوايا حكومة السراج اتجاهها.

قلق غربي

وتخشى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من تكرار سيناريو سوري في ليبيا، حيث تستفرد روسيا وتركيا بالاتفاقات وتقاسم النفوذ في ليبيا، ومايزيد القلق الغربي إمكانية وجود قدم عسكري استراتيجي لروسيا على الشواطئ الليبية الغربية القريبة من أوروبا، وهو ماتسعى تلك الدول لإفشاله حتى ولو قدموا دعماً عسكرياً لقوات السراج للحد من التواجد الروسي.

وتقول أوساط سياسية ليبية، أن مهمة إقناع روسيا أن نجحت فإن الوفاق ستقدم خدمة كبيرة للدول الغربية، التي ستتطمأن من عدم تدخل عسكري روسي في ليبيا.

وسبق أن اتهمت القيادة الأميركية في أفريقيا “أفريكوم”، روسيا بدعم الجيش الليبي بمقاتلين من مجموعة “فاغنر” إضافة إلى إرسال طائرات حربية. وتجاهلت تماماً الدعم التركي لحكومة الوفاق والفصائل السورية في ليبيا. كون لا مشكلة للدول الغربية في سيطرة تركية في ليبيا كونها حليفة مقارنة بالسيطرة الروسية (الخضم).

إغراءات ليبية لروسيا

وأفادت وسائل إعلام ليبية مقربة من حكومة الوفاق أن “معيتيق” سيسعى لإبرام اتفاق مع روسيا على تسديد كامل الديون المتراكمة على ليبيا منذ عهد الاتحاد السوفييتي والتي تقدر بـ7 مليارات دولار، بالإضافة إلى إعطاء تسهيلات للشركات الروسية للتنقيب عن النفط والغاز.

ولمحت روسيا إلى امكانية عقد اتفاق، وقالت أن مواطنيها محتجزين لدى سلطات حكومة الوفاق، وهو مايعرقل أي تفاهمات بين موسكو وطرابلس. هذا التصريح الذي خرج على لسان وزير الخارجية الروسي، اعتبره مراقبون أنه “موافقة ضمنية” لموسكو على إبرام صفقة مع الوفاق، وإمكانية وقف إطلاق النار على كامل الجغرافيا الليبية.

 

إعداد: رشا إسماعيل