أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ضجت العديد من المواقع الاخبارية والمحلية في الآونة الأخيرة متحدثة عن انتشار كبير لمعامل تأخذ طابعاً خاصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا حيث تمتهن صناعة المخدرات على اختلاف تصنيفها ومسمياتها، الأمر الذي أكده العميد أحمد الرحال خلال مقابلة مع قناة الجزيرة قائلاً: بان هذه المصانع والمعامل تنتشر على نطاق واسع في شمال سوريا وتعود لقادة كبار في فصائل المعارضة، مؤكدا ان مدينة عفرين وريفها خاصة وتحديدا في ناحية “بلبل” يتواجد فيها عدد كبير من المصانع العائدة أيضا لأشخاص يتقلدون مناصب رفيعة في الائتلاف السوري المعارض، وهو ما تؤكده الحادثة التي وقعت في ريف عفرين عندما أوقفت الشرطة العسكرية شحنة موجهة إلى الأراضي التركية، عثرت ضمنها على الملايين من الحبوب المخدرة التي تم صنعها في جبال ناحية بلبل بعفرين من قبل عاملين لحساب قادة الفصائل الموالية لتركيا.
مخدرات عابرة للحدود
تقارير عدة أظهرت أيضاً وجهت هذه المخدرات حيث يبدأ إنتاجها في مناطق عدة بشمال سوريا ثم يباع قسم منها في “السوق المحلي” كما يتم نقلها للأراضي التركية ومنها للعديد من الدول الأوروبية و العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية التي أحبطت خلال الفترة الماضية العديد من محاولات تهريب الحبوب المخدرة على أراضيها بعضها تم إرسالها عبر طرود قادمة من تركيا كما أعلنت السلطات السعودية عن إلقاء القبض على شبكة إتجار بينهم سوريين.
ونشر موقع “نورث برس” قبل نحو شهرين تقرير مفصل يتحدث من خلاله عن كشف معمل لصناعة المخدرات يعود إلى فرقة الحمزة أحد فصائل الجيش الوطني وذلك بعد خلافات في التقسيمات ضمن غرفتي القيادة الموحدة “عزم”، والجبهة السورية للتحرير، مما دفع مجموعة عسكرية تحت مسمى “عزم” إلى مداهمة مقراً تابعاً لفرقة القوات الخاصة التابعة لفرقة الحمزة في قرية برج عبد الله التابعة لمنطقة عفرين بريف حلب ليتم اكتشاف معملاً لصناعة المواد المخدرة اذا قامت المجموعة العسكرية باعتقال 4 أشخاصٍ كانوا في المعمل فيما قالت بأن المسؤولين عن المعمل قد نجحوا في الفرار متوجهين إلى تركيا.
مخدرات بصناعة داخلية
المرصد السوري لحقوق الانسان أكد بدوره أن المناطق الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها تشهد انتشار كبير في صناعة المخدرات، حيث تحدث ضمن احصائيات مفصلة انه وتحديدا في الـ 14 من كانون الثاني / يناير عام 2021 اعتقلت الاستخبارات التركية ابن شقيق قائد فرقة السلطان مُراد في منطقة حوار كلس الواقعة عند الحدود السورية – التركية بريف حلب الشمالي لتضبط بحوزته 4 كيلو غرام من المواد المخدرة، بالإضافة للاشتباكات التي تحدث بشكل مستمر بين الفصائل جراء الخلافات حول معامل المخدرات ولعل ما جرى في مدينة الباب بريف حلب في وقت سابق من اشتباكات بسبب خلاف على تجارة حبوب مخدرة بين عناصر من فصيل “الجبهة الشامية” وأخرين من “أحرار الشام” مما تسبب بقطع طريق الراعي.
كل ذلك يحدث دون محاسبة أو رقابة تذكر على اعتبار أن المسؤولين عن صناعة وتجارة المخدرات التي انتشرت بشكل غير مسبوق في مناطق شمال سوريا هم قادة فصائل المعارضة وبتنسيق واضح المعالم مع القوات التركية، من خلال شبكات موزعة بعدّة مناطق مرتبطة ببعضها أو عبر تجار دخان سابقين لهم علاقات مباشرة مع تجار المخدرات إذ يتم تصريف هذه المواد من خلالهم أو عبر وسطاء يعملون في مجال بيع المخدرات بشكل أصبح الأن شبه علني باستخدام مركبات ووسائط نقل عامة وخاصة يمنع على القوات الأمنية أو الشرطة تفتيشها أو الاقتراب منها.
إعداد: يعقوب سليمان