دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

حفتر غادر موسكو من دون التوقيع على مذكرة وقف إطلاق النار في ليبيا.. ما هي الأسباب ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار)-بعد دعوة روسية تركية ولقاء في موسكو لبحث وقف إطلاق النار، رفض المشير خليفة حفتر، التوقيع على بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان من المفروض توقيعه عليه في موسكو مع رئيس حكومة الوفاق الوطنية فايز السراج، برعاية روسية تركية.

لتعلن الخارجية الروسية وبشكل مفاجئ رحيل المشير حفتر من العاصمة الروسية، وعدم توقيعه على الاتفاقية، ولم تعلن الخارجية الروسية الأسباب التي دفعت بحفتر الرحيل، مكتفية بذكر أن المحادثات ستستمر وهناك تقدم في المحادثات وأن حفتر أبدى انطباعاً جيداً حيال وقف إطلاق النار.

تركيا ستلقن حفتر درساً.. والصحافة الفرنسية تعلق

تركيا التي يبدو أنها كانت من أكثر الجهات استنكاراً لمغادرة المشير العاصمة الروسية، حيث قالت أن حفتر “فر” من تركيا، وإذا واصل هجماته على طرابلس فسوف تلقنه درساً لن تنساه.

الصحافة الفرنسية أشارت إلى ما وصفته “بالتسريبات” التي قالت انها حصلت عليه، والتي بسببها غادر حفتر وفضل عدم التوقيع على المبادرة الروسية لوقف إطلاق النار في ليبيا.

أحد الصحف الفرنسية التي تعرف بتحقيقاتها العميقة في فرنسا، صحيفة “ميديابارت”، كشفت في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن حفتر سيوقع على الاتفاق مع السراج في برلين، مؤكدة أنه رفض التوقيع في موسكو لرفض تركيا، وهي الراعي الثاني للاتفاق إلى جانب روسيا، إضافة بند في الاتفاق يوصي بحل “الميليشيات المسلحة في طرابلس والتي تدعم القوات الحكومية”.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك دولاً غربية وإقليمية تدعم قائد قوات الوطني الليبي هي من نصحته بالمغادرة وتأجيل التوقيع إلى مؤتمر برلين، لقطع الطريق أمام أي تدخل تركي في ليبيا.

بدورها علقت صحيفة لوموند الفرنسية، أن من أحدا الاسباب الأخرى التي دفعت حفتر للمغادرة هو “رفضه بأي شكل من الأشكال للوجود العسكري التركي في البلاد” والذي كان سيفتح الباب أمام شرعنة التواجد التركي في البلاد إذا ما تم التوقيع على الاتفاق.

اتفاق سري بين روسيا وتركيا

محللون سياسيون قالوا أن حفتر ومؤيدوه من الدول الأخرى، شعروا أن هناك اتفاق سري بين روسيا وتركيا غير الذي يتم الحديث عنه أمام طرفي الصراع في ليبيا ووسائل الإعلام، لذلك فإن النصيحة كانت المغادرة، وعدم استفراد روسيا وتركيا بالملف الليبي.

وبصرف النظر عن المكاسب الجيوسياسية وامتيازات الحصول على النفط الليبي، تأمل روسيا في إيجاد سوق لأسلحتها وقمحها، كما لتركيا أيضاً أهدافها في مجال الطاقة بفضل اتفاقية موقعة مع حكومة السراج، والعين على اتفاق ثالث يتيح لتركيا طلب تعويضات من ليبيا، مقابل الخسائر التي منيت بها مشاريعها في البلاد منذ سقوط نظام الرئيس السابق معمر القذافي، والتي تبلغ إجمالاً أكثر من 16 مليار دولار.

اتفاق ثالث من شأنه زيادة التوتر

ومن شأن هذه الاتفاقية الثالثة أن تزيد التوترات بين الدول الإقليمية والجارة لليبيا مع تركيا، حيث أن تلك الجهات رفضت منذ البداية اتفاق أردوغان مع السراج في المجالين العسكري والبحري، والتي تقول أنقرة أن لها حقوقاً في مناطق واسعة في شرق البحر الأبيض المتوسط.

مؤتمر برلين

وعن المؤتمر القادم في العاصمة الألمانية برلين، تعتزم الدول الغربية أن تحل التصعيد العسكري في ليبيا، وبناء اتفاق سياسي شامل بين الأطراف الليبية المتصارعة، يحد من التدخلات الخارجية.

ويشارك في المؤتمر كل من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين والإمارات العربية المتحدة وتركيا والكونغو وإيطاليا ومصر والجزائر والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.

وتخشى دول الجوار الليبي، خاصة تونس والجزائر بالإضافة إلى أوروبا، تحول ليبيا إلى “سوريا ثانية”. في ظل التقارير التي تقول أن روسيا وتركيا تريدان تطبيق النموذج السوري في ليبيا وتقاسم مناطق السيطرة في البلاد.

بينما تتخوف دول الاتحاد الأوروبي من أن يؤدي الصراع في ليبيا إلى تضاعف تدفق المهاجرين على حدودها لأنها استقبلت في السنوات الأخيرة مئات الآلاف من المهاجرين الفارين من النزاعات في العالم العربي.

إعداد: ربى النجار