أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لم تتوصل بعد اللجان المركزية في حوران والوفد الروسي لأي اتفاقيات جديدة بخصوص “خارطة الطريق” لحل الأزمة في درعا، بالتزامن مع استمرار حالة فرض الحصار الخانق على أحياء درعا البلد، وسط أزمة إنسانية كبيرة يعانيها الأهالي هناك. ومطالبات دولية بفك الحصار و السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول.
وشهدت محافظة درعا في الآونة الأخيرة تصعيداً عسكرياً كبيراً هو الأعنف منذ الحملة العسكرية للقوات الحكومية بدعم روسي في 2018، والتي أسفرت عن سيطرة الحكومة على المحافظة باستثناء بعض المناطق التي بقيت فيها فصائل المعارضة مع أسلحتها الخفيفة، وهو ما نص عليه “اتفاقات التسوية والمصالحة” التي رعتها موسكو.
مفاوضات متعثرة .. والحصار مستمر
وللأسبوع الثاني توالياً، لا تزال المفاوضات متعثرة في درعا، حيث لا اتفاق نهائي بشأن حل الأزمة في المحافظة، وذلك بعد إعلان فشلها بعد رفض مقاتلين اثنين مغادرة مناطقهما في درعا، لتتواصل عمليات القصف و الاشتباكات في منطقة درعا البلد، التي تشهد منذ أكثر من شهرين حصاراً خانقاً وسط عدم توفر أبسط مقومات الحياة، وقطع المياه والكهرباء والانترنت عن المنطقة من قبل قوات الحكومة.
ناشطون محليون من درعا أكدوا لشبكة “أوغاريت بوست” أنه “لم يتم بعد الاتفاق على شكل نهائي لخارطة الطريق الروسية”، مشيرين إلى تمسك الحكومة السورية ببند “التهجير”، كما نفوا بشكل قاطع ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن قرب التوصل لاتفاق جديد لتهجير ما تبقى من المطلوبين إلى الشمال السوري.
أزمة إنسانية .. والموقف الروسي يقف عائقاً لحسم الملف عسكرياً
وتحدث الناشطون، أن الحصار مستمر على درعا، والحكومة لم توافق على فكه، بالرغم من النداءات الدولية والأممية بفك الحصار عن الآلاف من المدنيين القاطنين بدرعا البلد، والذين يعانون من أزمات كبيرة جراء نقص المواد الغذائية والأدوية و عدم توفر المياه الصالحة للشرب كون الحكومة قطعتها مع الكهرباء عن الأحياء المحاصرة”، لافتين إلى استمرار استهداف قوات “الفرقة الرابعة” والمجموعات الإيرانية للأحياء المحاصرة بقذائف الدبابات و الصواريخ بين الحين والآخر “لإخضاع المحاصرين في درعا البلد وإجبارهم على القبول بالمقترح الروسي”.
ويقف الموقف الروسي من ملف درعا، ورغبة موسكو بحل المعضلة عن طريق الحلول السياسية، عائقاً كبيراً أمام مساعي القوات الحكومية ومن خلفها إيران، للسيطرة على المنطقة الجنوبية، حيث أن قوات الحكومة وبدفع من الإيرانيين (بحسب تقارير إعلامية) صعدت عسكرياً في درعا في رغبة منها لإخضاع المنطقة الجنوبية وعدم بقاء أي مقاتل معارض فيها، وذلك لسهولة التمدد في درعا وإنشاء نقاط وقواعد عسكرية متقدمة، لاستهداف إسرائيل ومصالحها في دول الجوار وخاصة الأردن. وهذا ما حذرت منه تل أبيب ولمحت لإمكانية التدخل العسكري في حال حدوث أي خطر على امنها من حدودها الشمالية.
“إيران وراء التصعيد في درعا”
الرغبة الإيرانية بالسيطرة على المنطقة الجنوبية، أكدتها مجلة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية، والتي قالت “من الواضح أن إيران تسعى للسيطرة المناطق الجنوبية مثل درعا من أجل توسيع نفوذها في مساحة أوسع في سوريا”، وأشارت إلى أن “إيران تسعى لاستخدام درعا كما الجنوب اللبناني لتحقيق أهدافها”. في إشارة منها إلى استهداف إسرائيل.
ورأت المجلة الأمريكية أن درعا والمنطقة الجنوبية السورية، تمثل “مدخلاً للانتقال السياسي” الذي تشتد الحاجة إليه في سوريا “إذا فهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها تمامًا هذه النقطة وقادوا مبادرة دبلوماسية لإنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا”.
العفو الدولية تطالب بفك الحصار والسماح بوصول المساعدات
بدورها طالبت منظمة “العفو الدولية” من الحكومة السورية، فك الحصار عن المناطق المحاصرة في درعا، وضرورة السماح للمساعدات الإنسانية بالوصول للمدنيين، كما دعت الباحثة في شؤون سوريا بالمنظمة، ديانا سمعان، لفتح ممر آمن للمدنيين لمغادرة المناطق المحاصرة.
وتشدد أوساط سياسية ومتابعة للملف السوري، أن ملف درعا لم يحصل على زحمٍ كبير من قبل المجتمع الدولي، بسبب الأوضاع المتوترة في أكثر من دولة على مستوى العالم، وخاصة أفغانستان، حيث العالم مشغول بالملف الأفغاني، والذي كان السبب وراء تجاهل الملف السوري والتصعيد العسكري الذي يخيم من جنوبه إلى شماله.
إعداد: رشا إسماعيل