أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – هدد الرئيس التركي بالقيام بعمليات عسكرية في إدلب إذا لم تنسحب القوات الحكومية من محيط نقاط مراقبتها في إدلب وحماة، فيما ردت وزارة الدفاع السورية وقالت انها سترد على أي هجوم من قبل تركيا، بينما تمكنت فصائل المعارضة بدعم تركي من إخراج القوات الحكومية من معظم بلدة سراقب.
الحصاد الميداني – منطقة خفض التصعيد
شنت فصائل المعارضة هجوماً مضاداً على القوات الحكومية المتقدمة في بلدة سراقب، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين بالتزامن مع قصف مدفعي من قبل القوات التركية في محيط البلدة، وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن المعارضة تمكنت من إخراج “الحكومية” من معظم البلدة، وقال أن 19 عنصراً من القوات الحكومية قتلوا، كما قتل 7 من فصائل المعارضة.
يأتي ذلك في وقتٍ تناوبت 6 طائرات حربية روسية، على قصف بلدات سرمين وقميناس ومحيط مدينة إدلب في الريف الإدلبي، بينما غارت الطائرات الحكومية بـ18 غارة جوية على مناطق بريف إدلب. وارتفع عدد البراميل المتفجرة إلى 15، استهدفت محاور الاشتباكات في ريف إدلب.
وفي وقت سابق من الاربعاء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن 3 مدنيين قتلوا من عائلة واحدة جراء ضربات جوية نفذتها طائرات روسية على أطراف مدينة إدلب، كما قضى مدنيين اثنين بعد استخراجهما من تحت الأنقاض في مدينة أريحا.
وعلى صعيد متصل تشهد بلدة سراقب عمليات قصف جوي وبري مكثف بعشرات الغارات والصواريخ والقذائف، بالتزامن مع اشتباكات بأطراف البلدة بين المعارضة والقوات الحكومية. فيما تهاجم القوات الحكومية السورية بلدة سرمين في محاولة للسيطرة عليها أيضاً.
وواصلت القوات الحكومية السورية السوري تقدمها باتجاه شمال “تل طوقان” وسيطرت على بلدة “الذهبية” بعد انسحاب المعارضة منها باتجاه مدينة سراقب، حيث باتت نقطة المراقبة التركية في “تل طوقان” محاصرة من الاتجاهات الأربعة.
كذلك أرسلت الفصائل المعارضة دفعات جديدة من المقاتلين إلى محافظة إدلب وريف حلب الغربي، حيث تدور اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية والمعارضة، ونشر الفيلق الثاني من “الوطني السوري” شريطاً مصوراً، يظهر عشرات الآليات المحملة بالمقاتلين والأسلحة المتوسطة، أثناء توجهها من ريف حلب الشمالي إلى محاور القتال.
تداعيات التدخل العسكري التركي في شمال وشرق سوريا
قال 4 مسؤولين أميركيين لرويترز إن الولايات المتحدة أوقفت برنامجاً سرياً للتعاون في مجال المخابرات العسكرية مع تركيا، بعد أن ساعد أنقرة لسنوات في استهداف مقاتلي “حزب العمال الكردستاني”، وذكر المسؤولون أن القرار الأميركي بتعليق البرنامج إلى أجل غير مسمى، اتُخذ رداً على توغل تركيا العسكري عبر الحدود في سوريا في تشرين الاول/أكتوبر 2019.
مــحــافــظــة حــلـــب
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات مستمرة على محاور عدة بريفي حلب الجنوبي والغربي، تترافق مع قصف جوي وبري مكثف، ومعلومات مؤكدة عن مزيد من الخسائر البشرية بين الطرفين، بينما شنت طائرات حربية روسية غارات عدة على عندان وكفرحمرة شمال مدينة حلب، ترافقت مع قصف صاروخي مكثف، ما أدى لسقوط جرحى. بحسب المرصد السوري.
وأشار المرصد إلى أن عناصر من فصيل “الجبهة الشامية” المتمركزة عند معبر “أم جلود” شمال غرب منبج والذي يربط بين مناطق سيطرة الفصائل بمناطق نفوذ قوات سوريا الديمقراطية، أوقفت رتل مدني يضم نازحين من إدلب ومنعتهم من المرور ودخول مناطق قسد، حيث لا يزال النازحون عالقون هناك منذ الصباح.
بدورها أكدت صحيفة “الوطن” السورية أن الجيش التركي عمد إلى توطين المئات من “عائلات الإرهابيين” من إدلب، في منطقة عفرين، بعد إجبار سكان المنطقة الأصليين على التهجير، وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا كثفت من ممارساتها الرامية إلى “إحداث تغيير ديمغرافي”، وأكدت الصحيفة أن “أكثر من 800 عائلة قادمة من إدلب تم توطينها في ناحية بلبلة”.
مــحــافــظـــة الــحــســكــة
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن حركة نزوح واسعة تشهدها أبو راسين وكسرى وظهر العرب بريف رأس العين، بعد إنزال القوات الروسية أعلامها من مناطق انتشار القوات الحكومية، وسط مخاوف من توغل تركي في المنطقة في ظل تحركات القوات التركية والفصائل الموالية لها في المنطقة ريف رأس العين.
وفي غضون ذلك انقطع التيار في بلدة تل تمر، جراء استهداف الفصائل الموالية لتركيا للخطوط الرئيسية في قرية “أم الكيف”، ما أدى لاحتراق خطوط التوتر العالي القادمة من محطة كهرباء مبروكة، فيما استهدفت الفصائل قرى ومواقع للقوات الحكومية في المنطقة بالقذائف والمدفعية.
مـــحـــافــظـــة درعــــا
أدخلت منظمة الهلال الأحمر السوري، قافلة مساعدات محملة بالمواد الغذائية إلى مدينة درعا، وتتألف القافلة من 30 شاحنة تحتوي على أكثر من 4000 سلة غذائية ومادة الطحين، مقدمة من “برنامج الأغذية العالمي WFP”.
مــحـــافــظـــة دمــشـــق
أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا، رداً على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دخول القوات التركية إلى شمال حلب بموجب اتفاق “أضنة”، وأكد البيان أن سوريا تستهجن إصرار أردوغان على الاستمرار “بالكذب والتضليل”، وخاصة ادعاءه فيما يتعلق بدخول قواته الى شمال حلب بموجب اتفاق أضنة، وأشار البيان إلى ان أردوغان خلال اتفاقية أضنة يقوم بحماية المجموعات الإرهابية.
وبدورها أكدت وزارة الدفاع السورية في بيان، أنها سترد على أي اعتداء تشنه القوات التركية على الجيش السوري في ريف إدلب، وشدد البيان على أن “وجود القوات التركية غير قانوني، ويشكل عملا عدائيا صارخا، وأنها على أتم الاستعداد للرد الفوري على أي اعتداء ضد قواتنا العاملة في المنطقة”.
إرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا
قال قائد “ميليشيات ليبية” في طرابلس لوكالة أسوشيتد برس إن تركيا جلبت أكثر من 4000 مقاتل أجنبي (سوري) إلى طرابلس، وأن “العشرات” منهم ينتمون إلى جماعات متطرفة، وأشار أحد قادة القوات الموالية للسراج إلى انهم لا يهتمون بخلفية المقاتل لطالما جاءوا للمساعدة في الدفاع عن العاصمة.
بدوره أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ارتفاع عدد المسلحين السوريين الذين أرسلتهم تركيا إلى العاصمة الليبية طرابلس، إلى نحو 4700 مسلح، وأشار المرصد إلى أن عمليات التجنيد مستمرة في عفرين مناطق “درع الفرات”، وشمال شرقي سوريا، وأن “المتطوعين” هم من الفصائل المنضوية تحت سقف “الوطني السوري”، وأشار المرصد إلى أن عدد قتلى هؤلاء وصل لـ80 مسلحاً إضافة إلى فرار 64 آخرين إلى أوروبا.
الــحــصــاد الــســيــاســـي
دعت هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي إلى التعاون بين قوات الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية لـ “دحر الاحتلال التركي”، واتهمت الهيئة تركيا بإجراء “تغيير ديمغرافي”، واحتلال أجزاء غالية من سوريا، وممارسة أبشع أعمال القتل بحق السوريين، والعمل على تهجيرهم وتوطين الغرباء مكان في ظل صمت دولي مريب”.
وعلى صعيد آخر قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن الهجوم على الجيش التركي في سوريا كان متعمداً، ويعتبر بمثابة نقطة تحول. وأضاف أن الجيش التركي موجود في سوريا بموجب اتفاقية أضنة، مطالباً القوات الحكومية “بالانسحاب إلى ما وراء خطوط نقاط المراقبة التركية بحلول نهاية شباط/فبراير”.
وبدوره قدَّم المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جيمس جيفري” وصفاً جديداً لهيئة تحرير الشام/جبهة النصرة، وقال أنها تركز على قتال “نظام الأسد، ولم يُشهد لها تهديد على المستوى الدولي منذ فترة من الزمن”، مشيراً إلى أن “بلاده ما زالت تصنف النصرة على قائمة الإرهاب”.