أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال القوات التركية و”الجيش الوطني السوري” يخرقون اتفاق وقف إطلاق النار عبر شنهم لهجمات واسعة على قرى في ريفي تل تمر والدرباسية شمال الحسكة، وسط موجة نزوح كبيرة للأهالي، يتزامن ذلك مع عقد اللجنة الدستورية السورية أول اجتماع لكامل أعضائها الـ150 في مقر الأمم المتحدة بحنيف السويسرية.
الحصاد الميداني – التدخل العسكري في شمال وشرق سوريا
أعلنت قوات سوريا الديمقراطية، أن خروقات “الاحتلال التركي” لم تتوقف منذ ماقبل الاتفاق الروسي التركي، وسط سريان وقف إطلاق النار وتنفيذ قسد للبنود كلها وانسحابها من المناطق الحدودية.
وخرقت القوات التركية و”الجيش الوطني السوري” الموالي له، اتفاق وقف إطلاق النار بالهجوم على قرى في ريف الدرباسية وتل تمر، اللتان تتعرضان لقصف بري وجوي من قبل الطائرات التركية المسيرة.
بدوره قال مدير المركز الإعلامي لقسد مصطفى بالي، إن سريان وقف إطلاق النار يتطلب من قسد الانسحاب ومن الجيش التركي وقف العدوان، مضيفاً أن “قرى الدرباسية وتل تمر ما زالت تتعرض لقصف العدو”.
وحمّل بالي روسيا والولايات المتحدة المسؤولية عن سفك الدماء وتشريد آلاف المدنيين من المناطق المستهدفة، وقال أن “العدو التركي” لا نيّة لديه لوقف العدوان.
بدورها انسحبت قوات المعارضة السورية “الجيش الوطني” من بعض القرى في ريف مدينة تل أبيض بشمال سوريا، بطلب من تركيا، وسلمتها للشرطة العسكرية الروسية، وقال مصدر مقرب من “الوطني السوري” أنهم تلقوا اوامر بإخلاء 11 قرية في منطقة تل أبيض على طريق إم – 4 الدولي وتسليمها للروس، مشيراً إلى أن هذه القرى “غير مشمولة بخطة المنطقة الآمنة”.
كذلك انسحبت القوات الحكومية من كامل ريف الدرباسية الغربي، بالتزامن مع استمرار الفصائل الموالية لتركيا هجومها العنيف على منطقة أبوراسين في محاولة لقطع الطريق بين رأس العين وتل تمر.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات الحكومية انسحبت من كامل الريف الغربي للدرباسية عند الشريط الحدودي مع تركيا ضمن المنطقة الواصلة إلى منطقة رأس العين، كما أنها انسحبت من بلدة أبو رأسين (زركان) وقرى أخرى تابعة إلى بلدة تل تمر.
يتزامن ذلك مع هجمات عنيفة للفصائل الموالية لتركيا على قرى ناحية تل تمر، بإسناد ناري كثيف براً وجواً عبر الطائرات المسيرة، بالتزامن مع تحليق للطائرات الحربية في سماء المنطقة.
كما تمكنت الفصائل عبر هجومها من التقدم والسيطرة على قرى العريشة والريحانية وقرى أخرى بالمنطقة، إذ تحاول الفصائل جاهدة لقطع طريق تل تمر – أبو راسين، وسط حالة نزوح كثيفة للأهالي.
تداعيات التدخل التركي في شمال وشرق سوريا
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده “ستوسع المنطقة الآمنة” في سوريا باتفاق مع واشنطن إذا تطلبت الضرورة ذلك، مؤكداً استعداد تركيا لاستئناف عمليتها العسكرية ضد المنطقة وقوات سوريا الديمقراطية، مشيراً إلى أن
“مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية”، لم تنسحب بشكل كامل من المنطقة خلافاً لما تم الاتفاق عليه مع روسيا.
وفي السياق قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، إن مذكرة التفاهم التي أبرمتها روسيا وتركيا حول سوريا تنفذ بصعوبة، مشدداً على أنها السبيل الوحيد “للحفاظ على سيادة البلاد، وإرساء السلام في سوريا والحفاظ على وحدة أراضيها”.
بدوره طالب وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، بتمديد الهدنة في شمال سوريا، في الوقت الذي تبدو فيه قلقة على مصير “الجهاديين الألمان” في صفوف داعش المحتجزين لدى قوات قسد، وأضاف أن “المهم الآن هو وقف إطلاق النار بشكل دائم، والدفع نحو العملية السياسية في البلاد للوصول إلى حل للصراع”.
ومن جانبها ذكرت هيئة الاستخبارات الخارجية الاتحادية الألمانية (بي إن دي) أن مقاتلي تنظيم (داعش) الألمان لا يزالون قيد الاحتجاز في شمالي سوريا، لكنها لم تنفِ أن الوضع تغير في المنطقة بعد بدء العملية العسكرية التركية في شمالي سوريا، وهناك بعض حالات الفرار.
يأتي هذا في وقتٍ وافق مجلس النواب الأميركي بأغلبية ساحقة، على قرار يطالب الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات وقيود أخرى على تركيا والمسؤولين الأتراك، بسبب هجوم أنقرة الأخير في شمال سوريا.
ومن جانبها ردت الخارجية التركية على العقوبات الأمريكية وقالت، “إن أنقرة تحث الإدارة الأميركية على اتخاذ إجراءات لتفادي الخطوات التي ستؤدي إلى زيادة الإضرار بالعلاقات الثنائية”، مشيرة إلى أن “الخطوة الأميركية بشأن العقوبات لا تتناسب مع حلف شمال الأطلسي واتفاق الهدنة الخاص بسوريا في 17 تشيرين الأول/أكتوبر الجاري”.
ومن جهة أخرى رفض مظلوم عبدي قائد قوات قسد، “دعوة وزارة الدفاع السورية” بانخراط أفراد قسد في صفوف الجيش السوري، وقال في تغريدة على تويتر “شكل وطريقة مقاربة بيان وزارة الدفاع السورية ودعوتها لأعضاء قواتنا بالانخراط الفردي إلى الجيش السوري غير مرحب به”، مشيراً أنه كان بالأحرى هو تقديم حل لما اقترحناه وهو المحافظة على خصوصية قسد.
وصفت قوات سوريا الديمقراطية دعوة دمشق للانخراط في صفوف الجيش السوري، بـ “الالتفاف على الواقع والتنصل من مسؤولياتها”، ودعت إلى تسوية سياسية تضمن “خصوصية قسد وهيكلتها”.
وفي السياق ردت القيادة العامة لقوات قسد في بيان، على دعوات وجهتها وزارتي الدفاع والداخلي السورية للانخراط في صفوف الجيش السوري وقوات الأمن السورية، “أنها تثمن كل ما من شأنه توحيد الجهود للدفاع عن سوريا وصد العدوان التركي”، وأشار البيان أن “موقفنا كان واضحا منذ البداية، حيث أن وحدة الصفوف يجب أن تنطلق من تسوية سياسية تعترف وتحافظ على خصوصية قسد وهيكليتها”.
يأتي هذا في غضون دعت وزارتي الدفاع والداخلية السورية مقاتلي “قوات سوريا الديمقراطية” وقوات “الاسايش” إلى الانخراط في الجيش النظامي وقوات الشرطة لمواجهة “العدوان التركي”.
كما أنهت الدورية الروسية التي رافقتها قوى الأمن الداخلي التابع للإدارة الذاتية، جولتها التي امتدت من مدينة القامشلي إلى الدرباسية مروراً بمدينة عامودا، ولكن بدون الدورية التركي التي انتظرتها روسيا ولم تأتي.
النازحون بفعل التدخل التركي في شمال وشرق سوريا
تشهد منطقة شمال وشرق سوريا تأزيم للوضع الإنساني الذي أصبح شبه كارثي، نتيجة الانتهاكات التي تعكف على تنفيذها الفصائل الموالية لتركيا في المناطق التي سيطرت عليها في تل أبيض ورأس العين، وسط عدم تقديم أي مساعدات من جانب المنظمات الدولية، ماعدا المساعدات التي تقدمها الإدارة الذاتية والتي لا تسد حاجة النازحين.
ويقدر عدد النازحين بمئات الآلاف في مدن الرقة والحسكة، منهم من يسكن في المدارس ومنهم من يسكن في المخيمات وحتى في العراء.
مــنــقــطــة خــفــض الــتــصــعــيــد
قصفت الطائرات الحربية الروسية مناطق في القطاعين الجنوبي والجنوبي الشرقي من الريف الإدلبي، كما طالت قذائف المدفعية الحكومية السورية قرى بريف حماة الشمالي والغربي، وإدلب الجنوبي والشرقي وصولاً إلى ريف حلب الجنوبي. بالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع في أجواء المنطقة.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية السورية والمعارضة في محور الكبانة بجبل الاكراد شمال اللاذقية، وسط قصف مدفعي وصاروخي عنيف، دون معلومات عن خسائر بشرية أو تغيير في خريطة السيطرة العسكرية.
وكان المرصد وثق خلال حصيلة له للـ5 سنوات من التصعيد الأعنف في مناطق شمال غرب سوريا، مقتل 19046 شخصاً منذ عمر دخول روسيا على خط العمليات العسكرية في سوريا.
اللــجــنــة الــدســتــوريــة الــســوريـــة
بدأت اللجنة الدستورية السورية أوّل اجتماعاتها اليوم الأربعاء، بكامل أعضائها الـ/150/ ممثّلين عن الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، في مقر الأمم المتحدة بجنيف.
كذلك نفى عضو اللجنة الدستورية السورية عن المعارضة “فراس الخالدي” تسلّمهم مسودة جاهزة للدستور من أي جهة، مشيراً إلى أنهم أعدوا ضِمن هيئة التفاوض مسودة خاصة بهم.
بدوره أشار المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون إلى أنه من الممكن أن يناقشوا دستور سوريا لعام 2012 أو تضع مسودة تعديٍل دستوريٍ وتقديمها للاستفتاء الشعبي، مشدّداً على أنّ عمل اللجنة يجب أن يلتزم باحترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
مــحــافــظــة حــمـــص
فقدت امرأة وأطفالها الثلاثة حياتهم، إثر اندلاع حريق في منزلهم بحي الزهراء بمدينة حمص، ناجم عن تسرب مادة الغاز في المنزل، حيث أدى تسرب الغاز إلى اختناق المرأة وأطفالها الثلاث.
الــلاجــئــيــن الــســوريــيــن
عثرت السلطات البلجيكية على 11 مهاجراً سورياً مختبئين في شاحنة تبريد، تنقل فاكهة وخضارا في بلجيكا، حيث كان سائق يشك بوجود مهاجرين على متن الشاحنة وأبلغ الشرطة بنفسه. وعثر عليهم على الطريق السريع الرابط بين انفير (بلجيكا) وايندهوفن (هولندا)، وأشارت الشرطة البلجيكية إلى ان المهاجرين السوريين “بصحة جيدة”.