أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بدأت حركة الشاحنات عبر المعبر الذي افتتحته “تحرير الشام” مع القوات الحكومية، وسط رفض شعبي كبير، بينما دعت وزارة الخارجية الروسية “تركيا” لسحب قواتها من سوريا وتسليمها للحكومة السورية.
الحصاد الميداني – منطقة خفض التصعيد
نفذت القوات الحكومية قصفاً صاروخيا على مناطق في كنصفرة والبارة وقوقفين الواقعة جميعها في ريف إدلب الجنوبي، دون ورود أنباء عن إصابات، وذلك ضمن الخروقات لوقف إطلاق النار الذي دخل يومه الـ56، بالتزامن مع استمرار الهدوء الحذر على باقي جبهات القتال في “خفض التصعيد”.
وأدخلت القوات التركية رتلاً عسكرياً جديداً لمناطق “خفض التصعيد” ضم دبابات ومدافع ومعدات لوجستية باتجاه نقاط المراقبة التركية المنتشرة في ريف ادلب.
بالتزامن مع ذلك حلقت الطائرات الحربية الروسية والسورية في أجواء مناطق جبل الزاوية وسهل الغاب وأرياف اللاذقية، دون تنفيذ عمليات قصف.
كما سيرت القوات الروسية والتركية، دورية مشتركة على الاوتوستراد الدولي (M4)، بدءاً من قرية ترنبة شرق سراقب حتى بلدة النيرب جنوب بلدة سرمين بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بالتزامن مع مرافقة طيران الاستطلاع والحربي الروسي في أجواء المنطقة، وسط استمرار تواجد المعتصمين من اهالي إدلب على اطراف الاتستراد الدولي.
فيما بدأت الشاحنات التجارية بالدخول من سيطرة الحكومة إلى الشمال السوري عبر معبر النعسان، الذي أصرت “تحرير الشام” على فتحه رغم الرفض الشعبي والتركي، ودخلت 3 شاحنات تجارية محملة بالبضائع دخلت إلى مناطق المعارضة بعد فتح المعبر بشكل رسمي من قبل “تحرير الشام”، وعاد سائقو الشاحنات لمناطق سيطرة الحكومة بعد إفراغ الحمولة.
وفي السياق أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مواطن قتل متأثرا بإصابته برصاص عناصر “تحرير الشام” خلال مشاركته بالاحتجاجات الرافضة لافتتاح معبر مع القوات الحكومية السورية إضافة إلى إصابة عدد آخرين، وذكر المرصد أن المعبر افتتح وأفرغت الشاحنات التجارية أولى حمولتها في مناطق سيطرة الهيئة.
وفي سياق آخر دعت تركيا أهالي إدلب إلى مساندتها بمسعاها لفتح الطريقين الدوليين “حلب – دمشق M5 وحلب – اللاذقية M4″، ووزعت القوات التركية مناشير ورقية على الأهالي، ذكر فيها إن تركيا تريد “إحياء” الحياة الاقتصادية في المحافظة من خلال فتح الطريقين الدوليين.
محافظة حلب
أعدمت “تحرير الشام” مدنياً من أبناء قرية معملا التابعة لناحية ماباتا بمنطقة عفرين شمال حلب، جاء ذلك بعدما رحلته السلطات التركية من البلاد، واعتقلته الهيئة بعد دخوله الأراضي السورية، وبقي الشاب في سجون “تحرير الشام” عدة أشهر قبل أن تصدر الحكم عليه بتهمة انتمائه إلى “وحدات حماية الشعب”، وسبق أن طالبت الهيئة بفدية مالية مقابل الإفراج عنه.
إضافة إلى ذلك أعلن “المجلس المحلي لمدينة إعزاز وريفها”، إغلاق مدينة إعزار حتى عيد الفطر، حفاظاً على الأمن في المدينة، وقرر المجلس منع دخول أي مركبة إلى مركز المدينة لا تحمل لوحة رقمية صادرة عن دائرة النقل والمواصلات، إضافة إلى منع دخول الدراجات النارية.
وفي سياق آخر ألقت السلطات الأمنية السورية القبض على عدد من الشخصيات المعروفة والموالية للحكومة بتهم “الفساد وتحريض الشارع والتزوير”، في مدينة حلب، بينهم أعضاء بغرفة التجارة، وذلك بتهم فساد إداري واختلاس أموال وتزوير.
وعلى صعيد متصل عثر أهالي في قرية قطمة بريف عفرين على جثة امرأة مجهولة الهوية ملقاة في الأراضي الزراعية بالقرب من القرية وعليها آثار طلقات نارية في أنحاء الجسم.
محافظة دمشق
انطلقت وسائل النقل في عدد من المحافظات السورية من مراكز الانطلاق لنقل المواطنين الراغبين بالسفر إلى محافظات أخرى، وذلك بناء على قرار الفريق الحكومي المعنى بالتصدي لفيروس كورونا، حيث بدأت في دمشق تسيير الرحلات منذ السادسة والنصف صباحا من 4 مراكز باتجاه المحافظات السورية الاخرى.
محافظة اللاذقية
كشفت مصادر روسية أن طائرة استطلاع أمريكية من طراز “P- 8A” اقتربت من القسم الشرقي للبحر المتوسط، الذي يتواجد فيه قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية والقاعدة الأخرى في طرطوس، ليتم اعتراضها من قبل طائرة حربية روسية، حيث أنها كانت في مهمة استطلاعية.
إضافة إلى ذلك قالت مصادر إعلامية بأن هناك قلق شديد في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، جراء ازدياد ظاهرة “الوفيات بنوبات قلبية”، حيث كثرت هذه الظاهرة وخاصة في مدينة “جبلة” في اللاذقية، وربط ناشطون سوريون الظاهرة بانتشار وباء كورونا، مشككين أن للوباء صلة بهذه الظاهرة التي تحدث.
محافظة حماة
قالت وكالة الأنباء الحكومية السورية “سانا”، أن مروحيات إسرائيلية قصفت مواقع – لم تحدد ماهيتها – في محافظة القنيطرة جنوب سوريا، دون وقوع ضحايا.
محافظة دير الزور
استنفرت القوات الإيرانية في دير الزور وقامت باستقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وذلك مع وصول قائد قوات الجو في الحرس الثوري الإيراني، إلى المحافظة وأجرى جولة استطلاع مع ضباط إيرانيين ثم عاد إلى العراق، ودخل مايزيد عن 30 سيارة عسكرية تقل قرابة 100 عنصر مع القيادي الإيراني لمدينة البوكمال.
محافظة الحسكة
طالبت منظمات الإغاثة الدولية من مجلس الأمن أن يسمح بشكل عاجل باستخدام معبر اليعربية الحدودي مجدداً لتسليم الإمدادات لشمال وشرق سوريا للمساعدة في مكافحة وباء كورونا، لكن منظمة الصحة العالمية قامت بحذف المطالبات من البيان الذي عرض على أعضاء مجلس الأمن الدولي.
إضافة إلى ذلك أرسلت القوات الأمريكية 12 آلية عسكرية تضم برادات وعربات نقل معدات وصهريجاً لنقل النفط باتجاه قاعدتها في خراب الجير في محيط مدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي، قادمة من معبر الوليد مع إقليم كردستان العراق.
الصراع الإسرائيلي الإيراني في سوريا
قال وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أن إسرائيل انتقلت من مرحلة “كبح نفوذ إيران في سوريا إلى طردها بعيدًا”. وأضاف “لن نسمح بأن تتعزز التهديدات الاستراتيجية خارج حدودنا دون أن نتصرف.. الأنشطة السرية لإسرائيل في سوريا مستمرة”، مؤكدا أنها “تنجح بشكل كبير في العمل على إخراج الإيرانيين منها”.
تنظيم داعش في سوريا
كشف مصدر أمني عراقي، مكان وجود خليفة داعش أبو ابراهيم الهاشمي القرشي، حيث قال إن “القرشي ليس في العراق، ولم يدخله هذه الفترة، وإنما تُشير المعلومات إلى تواجده داخل الأراضي السورية”، مشيراً إلى أن القرشي مُتابع من قبل الأجهزة الاستخباراتية العراقية وكذلك التحالف الدولي.
الحصاد السياسي
دعت وزارة الخارجية الروسية القوات التركية للخروج من الأراضي السورية وتسليمها للحكومة، مؤكدة قلقها إزاء استمرار موجات تصعيد التوتر في المناطق التي تسيطر عليها تركيا، وأكدت مسؤولة روسية على ضرورة مواصلة محاربة “الإرهابيين” في سوريا مع الحفاظ على وحدة أراضيها.
بدوره طالب المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، تركيا بأن ”تواصل الضغط“ على ”تحرير الشام“ في إدلب، وأعرب عن دعم بلاده ”القوي“ لوقف إطلاق النار في المنطقة.
وفي سياق آخر نشر معهد “بروكين” الأمريكي تقريراً ذكر فيه أن الاتفاق الروسي مع تركيا بشأن وقف إطلاق النار في إدلب كان أحد الخيارات العقلانية التي اتخذها بوتين، وأشار التقرير إلى زيارة وزير الدفاع الروسي إلى دمشق للحث على الالتزام بالاتفاق مع تركيا، لافتاً إلى أن فكرة شن عمل عسكري في إدلب تبقى مستبعدة في الوقت الحالي.
وفي غضون ذلك قال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن بلاده تتعاون بنشاط مع سوريا لمكافحة فيروس كورونا داعيا الدول الأخرى إلى القيام بنفس الشيء، مشيراً إلى وصول الدفعة الأولى من الإمدادات الطبية إلى سوريا قبل أسبوعين.
جاء ذلك في وقتٍ شدد المبعوث الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون على ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا وأنه لا حل عسكري للأزمة في البلاد، وأضاف “لا يمكننا تحمل الأعمال العدائية التي ستؤدي إلى زيادة أخرى في المجتمعات النازحة الضعيفة”، لافتاً إلى مخاطر عودة داعش في مناطق شمال سوريا.
وعلى صعيد آخر وضع المجلس الروسي للشؤون الدولية المقرب من الكرملين، تحليلاً استعرض خلاله سيناريوهات متوقعة للحل في سوريا، بينها توافق “روسي تركي إيراني أمريكي” على تنحية الرئيس السوري وتشكيل حكومة انتقالية تشمل كافة الأطراف وتحقيق حل سياسي، إضافة إلى تقسيم البلاد لـ3 أقسام والإبقاء على الوضع الحالي.