أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في تصريح مفاجئ، قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو إن بلاده تسعى للتعامل مع الحكومة السورية على صعيد اللاجئين و مكافحة “الإرهاب” دون الاعتراف بها، داعياً الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية إلى التنسيق مع الحكومة السورية فيما يتعلق بأزمة اللاجئين.. تصريحات أوغلو جاءت بالتزامن مع ارتفاع حدة لهجة عدد من المسؤولين الأتراك حول إمكانية إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وفرض قيود على تنقلهم من سوريا إلى تركيا وبالعكس، وفقاً لحديث وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الذي أكد عدم السماح للسوريين بقضاء إجازة العيد في بلادهم.
بدوره، قال زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهتشالي، “من يذهب منهم لقضاء عطلة العيد في بلاده يجب أن لا يعود إلى تركيا”، مشيراً بانه على الحكومة الأخذ بعين الاعتبار ما سيكون عليه التركيب السكاني لجغرافيا البلاد خلال الـ500 عام القادمة.
كل هذه الأحداث المتسارعة فيما يتعلق بملف اللاجئين السوريين في تركيا، يدق ناقوس الخطر حول إمكانية استغلال الأطراف التركية المتنافسة في الانتخابات المقبلة ورقة اللاجئين لصالحها وهو ما يهدد ملايين السوريين بالعودة إلى بلادهم التي تعيش حالة من انعدام الأمن وأوضاع معيشية بالغة السوء.
وخلال حوار خاص مع رئيس المجلس السوري للتغيير، المستشار حسن الحريري، طرحت شبكة “أوغاريت بوست” العديد من التساؤلات حول سعي الحكومة التركية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وهل تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الأخيرة فيما يتعلق بالتقارب مع الحكومة السورية هي جزء من خطة أنقرة لإعادة اللاجئين.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي أجرته “أوغاريت بوست” مع الأستاذ حسن الحريري:
هل تسعى الحكومة التركية فعلاً لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم؟
عودة اللاجئين مقرونة بتوفر البيئة الأمنة والمقصود بها زوال الخطر الذي من أجله خرج السوريين والسوريات من مناطقهم وتوجهوا الى دول الجوار وقسم منهم غادر الى أوروبا، حيث أن هذا الأمر متفق عليه بين الدول المعنية ومن ضمنها الدولة التركية التي صرحت في مواقف ومناسبات متعددة واكدت حرصها على أمن اللاجئين وهذا يقودنا الى انه بخصوص اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا ينطبق عليهم ما ينطبق على بقية اللاجئين بالدول الاخرى وفي حال عودتهم لا بد ان يتم التثبت والتأكد اولا من تحقيق البيئة الامنة وهناك أفكار مطروحة على بناء عدد كبير من الوحدات السكنية في الشمال السوري تمهيدا لعودة قسم من اللاجئين بضمانات دولية واقليمية وهذا الأمر في حال حصوله فإن السوريين يرحبون به بحيث يتم إعادتهم إلى بلادهم، مع توفير البيئة الامنة التي تحميهم من بطش النظام لذلك نجد النظام السوري ممتنع عن التصريح بطبيعة الاتصالات الجارية لأنه يعلم ان شرط توفر البيئة الامنة هو لازم ومرتبط بعودة اللاجئين التي ستفرض عليه في حال حدوثها، لذلك فان النظام السوري لا يرغب بهذه الخطوة وإن حصلت فستكون نتيجة ضغوط دولية كبيرة عليه.
هل تصريحات وزير الخارجية التركي حول التقارب مع الحكومة السورية، تأتي كجزء من خطة أنقرة لإعادة اللاجئين؟
تصريحات وزير الخارجية التركي تعبر عن مصالح الدولة التركية، وهذا حق مشروع لأي دولة ان تراعي مصالحها، اما بخصوص وجود خطة لدى انقرة لإعادة اللاجئين فعلى الرغم من عدم طرح هذا الامر بشكل علني الا انه من الطبيعي ان يتم التفكير بذلك في حال تحقق الظروف والشروط اللازمة لعودة اللاجئين لأنه ليس من المعقول ان يبقى اللاجئين عالقين بدول الجوار وغيرها الى الابد وكما اسلفنا فهذا يصب بمصلحة الشعب السوري في حال توفر البيئة الامنة وفي حال الولوج بالعملية السياسية القائمة على تطبيق القرارات الدولية وأخرها القرار الأممي رقم “2245”.
لماذا نفت الحكومة السورية وجود اتصالات مع الجانب التركي؟
حكومة النظام السوري لم يسبق لها ان اعترفت بشيء لان موضوع الشفافية بعيد عنها كل البعد، حتى الاتفاقات التي تبرمها يسمع بها الشعب السوري عن طريق الصدفة وبعد سنوات طويلة لذلك فان هذا النظام يقوم أساساً على المراوغة والزيف وعدم اطلاع السوريين على شيء.
هل سيستخدم الرئيس التركي 200 الف سوري من المجنسين مؤخرا لصالحه في الانتخابات القادمة؟
لاشك ان 200 الف شخص رقم كبير ممكن أن يؤثر في الانتخابات التركية القادمة وهذا الامر سيصطدم مع الواقع الذي يقول ان تركيا دولة مؤسسات وقانون وهناك شواهد سابقة حول ما جرى في الانتخابات البلدية وعدم نجاح حزب العدالة والتنمية مثلا في بلدية اسطنبول والتي ذهبت للمعارضة.. و200 ألف شخص هم أصبحوا اتراك عليهم واجبات ولديهم حقوق كما يحملون أفكار متعددة حيث لا يمكن السيطرة عليهم.
لذلك أعتقد انه من الصعب السيطرة على 200 ألف شخص في بلد مؤسسات مثل الدولة التركية الصاعدة، هذا الامر لن يحدث كما أسلفنا نتيجة التجارب السابقة ووجود معارضة في البرلمان وناشطة داخل الأراضي التركية.
حاوره: يعقوب سليمان