أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع تزايد نسبة خروج السوريين من البلاد إلى تركيا بهدف الهجرة إلى أوروبا بسبب تصاعد العمليات العسكرية واحتمالية أن تشهد البلاد مرة ثانية معارك على مستوى أوسع، ومع استمرار خطاب الكراهية والعنصرية ضد السوريين في تركيا، كشفت تقارير إعلامية بأن آلاف اللاجئين السوريين في تركيا يتجهزون للدخول إلى اليونان بهدف الهجرة إلى أوروبا.
“قافلة النور” على الحدود اليونانية
وفي تقرير لها قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن آلاف اللاجئين السوريين في تركيا تجمعوا قرب الحدود مع اليونان في “قافلة النور” في محاولة جريئة ويائسة لدخول الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي، وأشار التقرير إلى أن السوريين وضعوا خططا للرحلة منذ مطلع الشهر الجاري عبر قناة على منصة تلغرام تضم حالياً أكثر من 85 ألف مستخدم.
وطلب المنظمون والقائمون على القافلة، الذين يُعتقد أنهم أنفسهم لاجئون سوريون، من الراغبين بالانضمام للرحلة إحضار أكياس نوم وخيام وسترات نجاة ومياه وأغذية المعلبة وإسعافات أولية.
ووفقا للصحيفة فإن العدد الفعلي للمنضمين للقافلة غير واضح لغاية الآن، لكن المنظمين يقولون إن من المتوقع وصوله لنحو 100 ألف شخص.
ما أسباب هجرة السوريين من تركيا ؟
وكشفت وسائل إعلامية تركية أن أعضاء “قافلة النور” بدأوا رحلتهم إلى نقطة التقاء محددة في مدينة أدرنة شمال غرب تركيا بالقرب من الحدود اليونانية والتي تم الإعلان عنها عبر التلغرام في وقت سابق، وبحسب المصادر فإن الخطة تتضمن السير عبر الحدود اليونانية ليشقوا الطريق إلى الاتحاد الأوروبي.
ويقول القائمون على القافلة، أن سبب هجرتهم إلى أوروبا، هو الكراهية والعنصرية التي يعيشونها في تركيا، وخشية إعادتهم إلى سوريا في ظل الحديث عن التقارب بين الحكومتين السورية والتركية، مشددين على أن أغلب اللاجئين السوريين في تركيا لا يريدون العودة كونهم يتخوفون من الملاحقة الأمنية وأن مناطقهم ليست آمنة، وفي حال أسكنوا في قرى مسبقة الصنع بنتها تركيا في الأراضي الشمالية السورية، فإن هذه القرى ستكون بمثابة سجن كبير، والحكومة السورية لن تسمح لأي شخص بالخروج منها، إلا إذا خضع للتسويات والمصالحات وعاد لسلطة دمشق.
غياب الدعم الأممي والدولي
وتضم قافلة النور بحسب المنظمين، عشرات الآلاف من السوريين من أطباء ومحامين ومهندسين، منهم من كان في تركيا، ومنهم من نجح بالوصول إلى الأراضي التركية.
وتطالب القافلة الأمم المتحدة بحماية اللاجئين السوريين من “كافة أشكال الإساءة الجسدية والنفسية والسياسية”، كما طالبوا الجهات السورية المعارضة، التواصل مع الاتحاد الأوروبي “لفتح الأبواب أمام هذه القافلة أو إيجاد حلول فورية”.
ولا تستطيع أوروبا بحسب مصادر دبلوماسية، استقبال أي موجة هجرة جديدة، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا، والشح الكبير في موارد الطاقة والمحروقات بعد إغلاق روسيا أنابيب الغاز، كما تخشى أوروبا من تسلل جماعات إرهابية ومتطرفة عبر السوريين إلى دول الاتحاد وما يمكنهم فعله من أعمال إرهابية في دول الاتحاد الأوروبي.
وسبق أن دعت الأمم المتحدة، السوريين في تركيا، بعدم المشاركة في هذه القافلة، وقالت المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوكو ناروشيما إن المفوضية على علم بالمنشورات التي تهدف إلى تنظيم تحركات كبيرة للأشخاص من تركيا نحو أوروبا، لكنها لم تشارك ولم تشجع على ذلك، وشددت على قلق المؤسسة الأممية على سلامة وأمن أولئك الذين قرروا المشاركة والتي ربما تكون محفوفة بالمخاطر وخطيرة”.
التقارب مع دمشق سبب هجرة السوريين من تركيا
وكان موقع “Haberler” التركي كشف أنه عاد أكثر من 40 ألفا و465 لاجئا سوريا إلى سوريا منذ بداية عام 2022 وحتى نهاية شهر آب/أغسطس الماضي، وأوضح أن عدد العائدين وأشار إلى أن العدد ارتفع في العام الحالي ليصل إلى 40 ألفاً، أي ما يعادل 5000 عائداً كل شهر و1500 عائداً في الأسبوع الواحد.
وتعيش سوريا أوضاعاً أمنية واقتصادية سيئة للغاية، مع احتمال استمرار النزاع المسلح على السلطة بل وانتشاره بشكل أوسع في البلاد، كما حذرت الأمم المتحدة في وقت سابق، وأكدت الأمم المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي أن سوريا ليست آمنة لإعادة مواطنيها إليها، بينما تعمل تركيا جاهدة لإعادة العلاقات مع حكومة دمشق لتسهيل عودة السوريين، وهو ما دفع بهم بالتفكير مجدداً بالهجرة.
إعداد: علي إبراهيم