دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

جيمس جيفري ينتقد إسقاط “صفة الأولوية عن الملف السوري”.. ويدعو إدارة بايدن “للتدخل بجدية لحل الصراع”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل عدم بلورة الإدارة الأمريكية لسياستها الحقيقة للتعامل مع الأزمة السورية، أكد المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، أن قرار الإدارة الأمريكية نزع صفة الأولوية عن الصراع الدائر والمستمر في سوريا يأتي في وقت “سيء للغاية”.

أمريكيون ينتقدون سياسة إدارتهم غير الواضحة تجاه الملف السوري

ولطالما انتقد ساسة و محللون متابعون السياسية المبهمة للولايات المتحدة حيال الأزمة السورية، كون هذه الأزمة بحسب رؤيتهم لن تحل إلا بتدخل أمريكي جاد، وذلك على الرغم من عشرات التصريحات للمسؤولين الأمريكيين أن واشنطن تتمسك بالمقررات الدولية والأممية الخاصة بالحل السياسي في سوريا وترفض أي شيء خارجه.

وكان الصراع على السلطة في سوريا السبب وراء اجتذاب جيوش دول عدة لداخل البلاد، ما أدى لديمومة الأزمة و غياب الحلول السياسية، لكثرة الأطراف المتدخلة التي ترغب كل منها بتطبيق سياساته وأجنداته على حساب الشعب السوري، الذي ذاق الأمرين في هذه الحرب التي لن ينساها التاريخ وستبقى مخلدة في الذاكرة السورية.

الأزمة السورية كانت السبب بتفجر الأزمات بالشرق الأوسط

وينتقد سياسيون أمريكيون، طريقة تعامل إدارة بلادهم مع الملف السوري، الذي كان الباب لزيادة الأزمات في منطقة الشرق الأوسط بل والعالم أيضاً، من حيث ظهور تنظيمات متطرفة جديدة و أزمة الهجرة للبلدان الغربية، وتهديد المصالح الأوروبية والأمريكية بتدخل أطراف إقليمية معادية لواشنطن.

إدارة الرئيس الامريكي جو بايدن، تعتبر من الإدارات الوحيدة التي لم تولي اهتماماً كبيراً للملف السوري، وقامت في الأشهر الماضية بتخفيف آثار قانون “عقوبات قيصر” على الحكومة في دمشق، والسماح للدول العربية بتصدير الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا، وهو ما سيستفيد منه الحكومة سواءً من الناحية المادية والمالية.

سوريا.. “الجرح المفتوح في قلب الشرق الأوسط”

ويرى سياسيون أمريكيون أن ضعف موقف الولايات المتحدة حيال الملف السوري، جعل أطرافاً إقليمية ودولية أخرى تستفرد بقرارات الحل وطريقة تطبيقه ومن يشارك فيه من السوريين، وهذا بحد ذاته لن يكون إلا طريقة لاستمرار الأزمة وتصاعد الهجرة نتيجة العنف المستمر و الأزمات الاقتصادية والمعيشية وتصاعد قوة التنظيمات الإرهابية وبالتالي تهديدها للأمن القومي الأمريكي.

وفي تقرير نشرته مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية يقول جيمس جيفري، أنه في وقت يركز فيه بايدن وإدارته على الملف النووي الإيراني، فالحرب لا تزال مشتعلة في سوريا، واصفاً إياها “بالجرح المفتوح في قلب الشرق الأوسط”، وشدد أن موقف الإدارة الأمريكية الحالية “سيء للغاية في ظل الصراع المستمر”.

مخاطر إرهابية واستمرار تدفق اللاجئين وزعزعة استقرار الغرب

ورأى المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا، أن الفرص متاحة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وطالب إدارة بلاده بأن تكرس الدبلوماسية اللازمة لتطبيق الحل واغتنام هذه الفرصة، واعتبر أن عدم اعتبار بايدن الملف السوري أولوية أمريكية “يشكل مخاطر جسيمة (..) بدءا من صعود تنظيم داعش ومرورا بنشر صواريخ إيرانية دقيقة تستهدف إسرائيل ووصولا إلى تدفقات اللاجئين الهائلة التي تهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة وأوروبا”.

وقال جيفري، أن “انتهاك بشار الأسد في يوليو (تموز) اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب الغربي الذي تم التفاوض عليه بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عام 2017، وهجوم شنه مقاتلون مدعومون من إيران في أكتوبر (تشرين الأول) ضد القوات الأميركية في قاعدة التنف، دون رد أميركي ملحوظ، يمكن أن يشجعا الأسد أو الإيرانيين على التصعيد في المناطق التي تقوم القوات التركية أو الأميركية بدوريات فيها”.

واشنطن مطالبة بإعادة التقييم لقراراتها حيال سوريا

وأكد أنه مع تغير الحالة وتبلور حل وسط محتمل، ينبغي على المسؤولين الأمريكيين أن يعيدوا تقييم قراراتهم حيال سوريا، والمشاركة بجدية في الحل السوري، وأضاف أن تجاهل الصراع في سوريا تترتب عليها مخاطر كبيرة، لذلك على واشنطن أن تقود أي جهد دبلوماسي للتوصل لحل دائم للصراع السوري”.

ويشير جيفري إلى أنه ينبغي لإدارة بايدن أن تسعى لخفض التصعيد خطوة بخطوة ويتعين أن يكون إبرام أي اتفاق رسمي ضمن قرار جديد لمجلس الأمن الدولي وإرساء الرقابة على التزامات كل طرف. والنتيجة النهائية ستكون عودة سوريا كدولة “طبيعية” وعضو كامل العضوية في جامعة الدول العربية.

إعداد: علي إبراهيم