أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – بعد تقارير دولية وأممية تحدثت عن ارتكاب فصائل المعارضة المسلحة، لجرائم في شمال سوريا، اتهم المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري؛ وهو سياسي لطالما عرف بقربه من تركيا، فصائل المعارضة بارتكاب جرائم حرب ضد السوريين.
جيفري: بعض الجرائم ترتقي لمستوى “جرائم حرب”
وسلط جيفري الضوء خلال حوار مع وسيلة إعلامية أمريكية، الضوء على “الجرائم” التي ارتكبتها فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا خلال العملية العسكرية المسماة “بنبع السلام” في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وأشار إلى أن بعض هذه الجماعات تعرضت للتحقيق وعوقبت فيما بعد على “جرائم حرب”.
وخلال حواره، قال جيفري أنهم تقدموا بأدلة واضحة إلى تركيا، تثبت قيام فصائل المعارضة من “الجيش الوطني السوري” بجرائم حرب وضد الإنسانية”، وشدد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عاقبت جماعات ثبت تورطها بتلك الجرائم.
واشنطن أدرجت فصائل معارضة على القوائم السوداء
وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية في حزيران/يونيو من العام الجاري، بياناً أوضحت فيه أن فصائل المعارضة قامت بجرائم ضد السوريين في الشمال الشرقي وأن أغلب الضحايا هم من المكون الكردي، وخاصة مدنيين من الديانة الإيزيدية، وأشارت الوزارة إلى أن هذه الجرائم ترتقي لمستوى “جرائم حرب”.
وجاء في بيان الخارجية الأمريكية نقلاً عن تقرير للجنة الحريات الدينية الأمريكية، والتي أثبتت بالأدلة تعرض الأكراد لعمليات قتل ميدانية بدون محاكمة، خلال العملية العسكرية في 2019، ومن بينها عملية إعدام السياسة الكردية والأمين العام السابق لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف.
جيفري: تركيا فرطت بالفرص لتحسين العلاقات مع واشنطن
وبالعودة لتصريحات جفيري، التي تعتبره أوساط سياسية كردية مقرب من أنقرة، استبعاده لتحسن العلاقات الأمريكية التركية في ظل نظام حكم الرئيس رجب طيب أردوغان، وقال أن الأخير فشل في اغتنام الفرص التي كان من الممكن أن يعيد الدفء للعلاقات مع واشنطن، ولفت إلى أن تركيا إذا رغبت بعودة العلاقات مع واشنطن عليها تقديم تنازلات.
من هم الشخصيات التي عاقبتهم أمريكا خلال 2021 ؟
وأدرجت الولايات المتحدة الأمريكية قبل أشهر، فصائل سورية عدة على القوائم السوداء، منها فصيل “أحرار الشرقية” واثنين من قادتها الكبار بسبب جرائم ارتكبت بحق الأكراد في شمال شرق سوريا.
ومن تلك الشخصيات “أحمد إحسان فياض الهايس” الملقب بـ “أبو حاتم شقراء” ، هو “زعيم أحرار الشرقية”، وهو متورط بحسب وزارة الخزانة الأمريكية في عمليات تهريب للبشر من النساء والأطفال الإيزيديين، ودمج عناصر سابقين لتنظيم داعش في صفوف فصيله.
تركيا مطالبة بمنع حدوث هذه الجرائم
ونقلت وسائل إعلامية أمريكية عن رئيس لجنة الحريات الدينية الأمريكية، باولو بينيرو، إن “الجيش الوطني السوري ربما ارتكب جرائم حرب في عفرين ورأس العين والمناطق المحيطة بها تتمثل في أخذ الرهائن والمعاملة القاسية والتعذيب والاغتصاب”.
وطالب بينيرو، تركيا، بالعمل على منع هذه الانتهاكات وضمان حماية المدنيين ضمن مناطق سيطرتها في سوريا، وأشار إلى أنهم لا يستطيعون القول أن تركيا هي المسؤولة المباشرة عن هذه الجرائم، لكن بوسعها القيام بوقف هذه الانتهاكات، والتحقيق مع المسؤولين عن هذه الجرائم.
وشدد أن التحقيقات التي أجرتها تركيا وبعض قادة “الجيش الوطني” حول هذه الجرائم غير كافية، وأن الانتهاكات لاتزال مستمرة ضمن مناطق سيطرتهم في الشمال السوري.
منظمات أممية تحذر من تحميل تركيا المسؤولية
بدورها حذرت منظمات أممية من إمكانية تحميل تركيا المسؤولية الكاملة عما يفعله “الجيش الوطني” في حال عدم تدخلها لوقف هذه الانتهاكات، وأشارت تلك المنظمات أنها تلقت وعوداً من تركيا بالتحقيق في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها.
وتشهد مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا، انتهاكات عديدة، تتمثل بالاعتقال وطلب الفديات المالية لقاء الإفراج عن المعتقلين، إضافة إلى الاستيلاء على ممتلكات المدنيين تحت قوة السلاح، ودفع السكان الأصليين للهجرة عبر التهديد والطرد المباشر من منازلهم، ناهيك عن عمليات تخريب للطبيعة والحضارة في سوريا، واستخراج الآثار وبيعها في تركيا، وذلك بحسب تقارير إعلامية عدة تسلط الضوء على هذه الجرائم ومنها (المرصد السوري لحقوق الإنسان، و مركز توثيق الانتهاكات شمال سوريا، و شبكة نشطاء عفرين) وغيرها.
إعداد: علي إبراهيم