أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – ترى أوساط سياسية وشعبية في محافظة درعا، أن غياب دور “الضامن الروسي” عن المفاوضات بين قوات الحكومة السورية واللجان المركزية، سيودي بالمنطقة إلى حرب جديدة، بالتزامن مع حديث يجري عن “التجهيز لعملية عسكرية واسعة في درعا” من قبل قوات الحكومة السورية.
غياب روسيا عن دورها “كضامن” يجر المنطقة لحرب جديدة
وبعد الحديث عن وجود صراع من نوع ما بين روسيا وإيران في درعا، وأن الطرفان يستخدمان أوراقهما في المحافظة لبسط النفوذ والسيطرة، ومساعي روسية لمنع تمركز إيراني في المحافظة، قد يعرض نقاط عسكرية حكومية لهجمات إسرائيلية، أكدت أوساط سياسية بدرعا أن غياب “الروس” عن تنفيذ ما يطلب منها و الوقوف على اتفاقات وقف إطلاق النار من شأنه أن يودي بالمحافظة لحرب جديدة.
وكالة الأنباء الألمانية، نقلت عن مصدر معارض في درعا، اتهامه لقوات الحكومة السورية والمجموعات المسلحة الموالية لها بالتحضير لعملية عسكرية كبيرة في كافة أرجاء محافظة درعا، وأشار إلى أن قوات الحكومة تستقدم تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة منذ أيام.
وبحسب المصادر، فإن التعزيزات العسكرية وصلت من دمشق وريفها والقنيطرة، مزودة بدبابات وراجمات صواريخ ومدفعية وتمركز العشرات منها في بلدة النعيمة على أطراف مدينة درعا الشرقية.
جولات تفاوضية فاشلة
وسبق أن تحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان، انه بالتزامن مع الحديث عن جولة مفاوضات جديدة مرتقبة بين وفد من لجنة درعا المركزية وقوات الحكومة السورية، فإن أصوات الرصاص ودوي الانفجارات سمعت في منطقة درعا البلد، وذلك بعد مغادرة الوفد الروسي للمدينة، دون الكشف عن نتائج الاجتماع الأخير.
بينما أكدت مصادر إعلامية مهتمة بنقل أخبار الجنوب السوري، أن المفاوضات قد فشلت، والطرفان لم يتوصلا إلى اتفاق بعد، والبند الذي ينص على تهجير أسماء لمطلوبين من أبناء درعا إلى الشمال السوري عليه خلافات، وسط رفض أعضاء من لجنة درعا المركزية هذا البند.
مقترح جديد.. محاسبة القتلة وسحب التعزيزات العسكرية
المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال أن لجنة درعا المركزية قدمت مقترحاً جديداً لتجنب المحافظة لأي عملية عسكرية، منها “محاسبة القتلة وسحب التعزيزات العسكرية”.
وفي التفاصيل، أفاد المرصد أن تهدئة جديدة تشهدها درعا ستستمر لمنتصف ليل الثلاثاء، بالتزامن مع البدء بجولة مفاوضات جديدة بين ضباط حكوميين والروس من جهة، واللجنة المركزية في حوران من جهة أخرى، حيث قدمت الأخيرة مقترحًا يفضي بدخول قوات من الفرقة 15 والأمن العسكري برفقة اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس الموالي لروسيا إلى مواقع في أحياء درعا البلد وتنفيذ عملية تفتيش محدودة لبعض المنازل برفقة أعضاء اللجنة المركزية في حوران.
وفي المقترح، طالبت اللجنة المركزية في درعا، بمحاسبة مجموعات “الفرقة الرابعة” التي قتلت المدنيين بإشراف روسي ودخول الشرطة العسكرية الروسية إلى المنطقة لمتابعة عملية تنفيذ الاتفاق، بالإضافة لسحب التعزيزات التي استقدمتها الفرقة الرابعة من محيط مدينة درعا، حيث يجري التناقش في هذا المقترح وسط هدوء حذر يسود درعا البلد.
“الفرقة الرابعة لن تلتزم بأي هدنة”
وتستبعد أوساط سياسية في درعا، أن تلتزم قوات الحكومة السورية وعلى رأسها “الفرقة الرابعة” بأي هدنة، كون الهدف من التصعيد في درعا هو “السيطرة عليها” وفق “لأوامر إيرانية وصلت للفرقة وذلك لإخضاعها وسهولة التمدد فيها”، مشددين على ضرورة أن يلعب الروس دورهم في المحافظة “كضامن” لوقف العمليات العسكرية.
وسبق أن هدد وفد الحكومة الذي كان من بينهم وزير الدفاع، بتدمير المحافظة، في حال عدم تنفيذ المطالب، وتهجير المطلوبين إلى الشمال السوري، وتسليم الفصائل المسلحة لأسلحتهم الثقيلة، وإنشاء نقاط عسكرية جديدة، ووضع العلم السوري على جامع العمري، الأمر الذي اعتبره وفد درعا بأنه يمس برموز المدينة ولن يوافقوا عليها.
إعداد: رشا إسماعيل