أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قال المعارض السوري جورج صبرا إن المعارضة السورية بكل تشكيلاتها فشلت، ولا تتمتع بالقدر اللازم من ثقة السوريين حتى تستحق تمثيلهم والنطق باسمهم، مشيراً إلى أن إسرائيل وتركيا وإيران وروسيا وأمريكا مستفيدون من الأزمة السورية، واعتبر أن الحكومة السورية وروسيا تعرقلان الحل السياسي للأزمة.
وتنشر أوغاريت بوست الجزء الثاني من الحوار الذي أجرته مع المعارض السوري جورج صبرا الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري المعارض، وكان الحوار على الشكل التالي:
أوغاريت بوست: من هي الجهات التي استفادت من الأزمة والصراع في سوريا ؟
جورج صبرا: أولاً: حثالات القوم من السوريين الذين اعتادوا أن يقتاتوا على آلام الشعب، من خلال التسلط والتزوير والنهب، وهم من مرتزقة السياسة، ومؤيدي النظام الذين تحولوا إلى ميليشيات تابعة ومأجورة أو أدوات قهر بيد الميليشيات الأكبر، ومن الإمعات التي استعذبت حياة القطيع وتنكرت للثورة وأهدافها لقاء فتات من المنافع الخاصة والتي مصيرها إلى زوال. لكن تبعات جرائم النظام وإجراءاته بدأت تعضهم وتهدد مكاسبهم.
ثانياً: الدول الأكبر والأكثر فاعلية في المنطقة، فإسرائيل هي المستفيد الأكبر دون أن تدفع أي ثمن لقاء فائدتها، لا بالمال ولا بالرجال، وجريمة النظام بتحطيم سوريا وشل فعاليتها وتبديد مقدراتها لعقود طويلة، حقق لإسرائيل أكثر مما كانت تحلم به العصابات الصهيونية منذ مؤتمرها الأول في بازل بسويسرا عام 1897.
واستفادت إيران بجعل سوريا والوقائع من حولها منصة لتصدير أزماتها الخانقة، وخوض صراعاتها في الخارج، ومنها انطلقت لتوطيد أذرعها في بقية أنحاء الوطن العربي، من العراق إلى لبنان إلى فلسطين واليمن، والمناطق الأخرى، كما عززت حضورها الإقليمي كدولة فاعلة في ظرف تبدد الوضع العربي وتهتكه.
وحققت تركيا حضوراً إقليمياً ودولياً مميزاً عبر تداعيات صراع الثورة مع النظام مثلما قدمت يداً بيضاء لمساعدة اللاجئين السوريين والمعارضة وفصائل الثورة ومؤسساتها يعتبر زاداً هاماً في زوادتها المستقبلية.
ثالثاً: القوى الدولية الفاعلة فروسيا والولايات المتحدة أوجدتا ساحة وقضية للكباش الدولي بينهما، وميداناً لعقد الصفقات والتوافقات الدولية على حساب المنطقة وشعوبها.
أما بقية القوى الكبرى الأخرى كالصين واليابان وأوروبا، فتنتظر بفارغ الصبر مرحلة إعادة الإعمار لتجني ثمارها وفوائدها.
أوغاريت بوست: الكل يرغب في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، ولكن من هي الأطراف التي تعرقل التوصل إلى هذا الحل ؟
جورج صبرا: النظام وحليفاه الروسي والإيراني، لأن الحل السياسي سيضع بداية النهاية للنظام، مثلما سيضع حداً لعربدة الروس والإيرانيين وميليشياتهم على الأرض السورية، وخوض صراعاتهم الإقليمية والدولية في سوريا وبدماء السوريين.
– أنتم كمعارضة متهمون بالفشل، أين هي المعارضة السورية بجميع تشكيلاتها السياسية والعسكرية في المعادلة السورية اليوم ؟
جورج صبرا: فشلُنا في المعارضة ليس تهمة، إنه حقيقة تكشفها بوضوح الأحوال الحالية للمعارضة، والمصير السيء والمحتوم الذي وصلت إليه الفصائل العسكرية استناداً لبنيتها وأفكارها وطريقة نشوئها وعلاقاتها وصراعاتها البينية.
واليوم من المؤسف والمؤلم أن الحضور السوري مفقود على طاولات البحث في شأن سوريا، وفي المحافل الدولية التي يتقرر فيها مصير السوريين ومستقبل بلدهم. فلا الائتلاف ولا حكومته المؤقتة ولا هيئة التفاوض السورية، ومثلها الفصائل العسكرية والمجالس والإدارات المتعددة تتمتع بالقدر اللازم من ثقة السوريين وتأييدهم حتى تستحق تمثيلهم والنطق باسمهم.
كما أنها لا تتمتع بالقدر الكافي من الاعتبار الدولي نتيجة ذلك وبسبب تفريطها بالقرار الوطني المستقل، وتحولها إلى صندوق بريد لترسل الدول رسائلها عبره.
وتحولت إلى مختبر لمخاض من التجارب والأفكار والمشاريع التي تبتدعها الدول خدمة لمصالحها، وما مسار آستانا وسوتشي واللجنة الدستورية إلا بعض تفاصيل هذا المخاض الذي وصل إلى نهايته دون جدوى، لكن لم يكن دون ثمن، فانعكاساته السلبية على وحدة المعارضة ونشاطها وفعالياتها كانت كبيرة.
باختصار جميع تشكيلات المعارضة اليوم السياسية والعسكرية خارج دائرة الفعل، وقد وصلت إلى وضع أصبحت فيه عالة على العمل الوطني المطلوب لاستنهاض نشاط الثورة وراء أهدافها وبجهود أبنائها.
يتبع غداَ …
حوار: بهاء عبد الرحمن