دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

جهات أممية ودولية تؤكد على ضرورة الحل السياسي في سوريا.. وحصيلة الضحايا ترتفع لأكثر من 500 ألف شخص

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – دخلت الأزمة والصراع المسلح على السلطة في سوريا عامه الـ13 وسط غياب تام للحلول السياسية واستمرار التصعيد العسكري خاصة على محاور الشمال، مع تحذيرات من تفاقم النزاع المسلح خاصة مع تصاعد نشاط الإرهاب وتزايد نسبة الفقر والمحتاجين للمساعدات الإنسانية الطارئة، مع دعوات دولية وأممية بضرورة التمسك بالقرارات الخاصة بالمسار الدبلوماسي على رأسها القرار 2254.

الأمم المتحدة تدعو للحل السياسي.. 16.7 مليون سوري بحاجة للمساعدات

وفي هذا الإطار، جدد المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، دعوته للحل السياسي في سوريا مشدداً على أنه السبيل الوحيد لإنهاء الحرب المستمرة منذ 13 عاماً، جاء ذلك في بيان أصدره بيدرسون بمناسبة السنة الـ13 لبداية الحراك الشعبي في البلاد، وأشار من خلالها إلى أن الأزمة الإنسانية تتفاقم حيث هناك 16.7 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية مع وجود أكثر من 5 ملايين لاجئ يعيشون في الدول المجاورة و 7 ملايين نازح يعيشون ضمن البلاد.

وشدد بيدرسون خلال بيانه على أنه لا يمكن إعادة الأمل للسوريين إلا بالتوصل لحل سياسي ينهي هذا الصراع، لافتاً إلى وجود خطوات جادة وفرص متاحة بين أطراف الصراع يجب اغتنامها لنهاية الحرب دون مزيد من التأخير، مناشداً جميع الأطراف بإطلاق سراح المحتجزين بشكل فوري دون قيد أو شرط، وذلك بما بتناسب مع حجم المأساة لإعادة بناء الحياة وضمان مصداقية أي مسار سياسي.

واشنطن تدعو لوقف شامل لإطلاق النار والتسوية السياسية

بدورها علقت السفارة الأمريكية في دمشق على مرور 13 عاماً على الصراع المستمر، ودعت لإنهائه بما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن، مع التأكيد على أهمية تذكر الضحايا الذين فقدوا حياتهم في سعيهم لتحقيق الكرامة والعدالة والسلام، وضرورة المسائلة والعدالة واحترام حقوق الإنسان كخطوات أساسية لإنهاء الصراع، مع الدعوى لوقف إطلاق النار بشكل شامل في سوريا والتسوية السياسية وفق المقررات الدولية.

ودعت السفارة الأمريكية لبدء محادثات سلام في سوريا، مع التأكيد على ضرورة مشاركة جميع الأطراف السورية في مفاوضات رسمية تهدف لحل سياسي وتسوية شاملة، بما يتضمن تشكيل هيئة حكم ذات مصداقة وغير طائفية وصياغة دستور جديد للبلاد.

الشمال الغربي.. أكثر المناطق تفاقماً للأزمة الإنسانية

ومع استمرار الحرب، تتفاقم الأزمة الإنسانية في سوريا، خاصة في المناطق الشمالية الغربية، حيث كشف استطلاع أجرته لجنة الإنقاذ الدولية على السكان في هذه المناطق، أظهرت بأن 85 بالمئة من السوريين “مديونون” ما يزيد عن 90 بالمئة منهم لا يستطيعون سداد ديونهم، فيما وصلت نسبة الأشخاص الذين يشترون الطعام بالدين إلى أكثر من 60 بالمئة.

وكشف الاستطلاع بأن 40 بالمئة من الأطفال في الشمال الغربي يعملون في الأسواق المحلية بسبب الفقر والحاجة إلى المساهمة مع الأسر في العمل للعيش، ولفت البيان إلى أن أكثر من 50 بالمائة من السكان يعملون في بيع المنتجات الحيوانية والمحاصيل والمنتجات الزراعية والأسماك والماشية وغاز الوقود كمصدر دخل أساسي لهم.

وأعلنت الأمم المتحدة أن 16.7 مليون سوري يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية واصفة الأوضاع في سوريا بالخطيرة، خاصة مع ضعف الرعاية الصحية وعدم توفر الخدمات الرئيسية وبقاء ملايين الأطفال خارج المدارس، كما أشارت إلى أن سوريا عاشت عاماً هو الأسوأ منذ سنوات، وهو ما أدى لسقوط المزيد من الضحايا وعمليات النزوح وتدمير بكافة أنحاء البلاد.

وذكرت المنظمة الدولية أن التصعيد الأخير في غزة كان له تأثير على سوريا، إلى جانب كارثة الزلزال العام الماضي ما خلق أزمة داخل أزمة، لافتة إلى أن 16.7 مليون سوري يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.

أكثر من نصف مليون قتيل.. بينهم 164 ألف مدني

وأسفر الصراع المسلح على السلطة في سوريا لسقوط مئات الآلاف من الضحايا والقتلى، حيث كشف المرصد السوري في إحصائية نشرها وهي إجمالية لـ13 عاماً من الحرب، بأن 507 آلاف شخص قتلوا منذ بداية الأزمة في الـ15 من شهر آذار/مارس 2011 إلى التاريخ نفسه من عام 2024.

ولفت المرصد إلى أنه من بين حصيلة القتلى 164 فقدوا حياتهم من المدنيين، بينهم أكثر من 15 ألف امرأة و 25 ألف طفل، ولفت إلى مقتل أكثر من 343 ألف مقاتل، بينهم عناصر من القوات الحكومية، وأفراد في الجماعات الموالية لإيران، ومن قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلو فصائل معارضة.

غياب الحلول السياسية تنذر بمفاقمة الأوضاع وعودة الإرهاب

ومع غياب الحلول السياسية للأزمة والصراع المسلح في البلاد وما تعيشه سوريا من حالة عنف متصاعدة خاصة في الشمال بشقيه الشرقي والغربي، فإن حصيلة الضحايا مرشحة للارتفاع، خاصة مع وجود مؤشرات على الأرض بتجدد العنف الذي يتزامن مع عودة نشاط الإرهاب والجرائم التي ترتكب في أغلب المناطق السورية بسبب حالة الفلتان الأمني والفقر وانفلات السلاح، وهو ما قد يؤدي لموجات لجوء ونزوح جديدة تشابه تلك التي حصلت بين عامي 2015 و 2017.

وهناك تقديرات غير رسمية حول أعداد ضحايا الحرب في سوريا تشير إلى وقوع أكثر من مليوني ضحية وقتيل نتيجة النزاع المسلح المستمر على السلطة، وأكثر من 3 ملايين جريح، من بينهم مئات الآلاف ممن يعانون من عاهات دائمة، يضاف إليها حصيلة انفجار الألغام ومخلفات الحرب والعمليات العسكرية.

إعداد: رشا إسماعيل