أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا توتراً متصاعداً، خلال الأيام الماضية، على خلفية عمليات الخطف المتبادلة، والتي أدت إلى اندلاع اشتباكات بين مسلحين محليين من السويداء وعناصر الفيلق الخامس ومسلحين من بصرى الشام في محافظة درعا، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين.
بدأت أحداث المنطقة الخميس المنصرم، حين أقدمت مجموعة يتزعمها المدعو (يحيى النجم) من بلدة القريّا في السويداء، على اختطاف شابين من بصرى الشام بريف درعا الشرقي واقتيادهما إلى معقله في منطقة القريّا، ليعمد مسلحون من بصرى الشام لمهاجمة القريا مساء الجمعة، وأطلقوا النار على سيارة تقل 3 مدنيين من أبناء القريّا، مما أدى لمقتل مواطن وإصابة مدنيين اثنين، كما قاموا بخطف عدد آخر.
مقتل وجرح أكثر من 20 في مواجهات مسلحي السويداء مع مسلحي “التسويات” في درعا والأخير يعدم 6 أسرى
وعمد بعدها مسلحين محليين من السويداء إلى ملاحقة المهاجمين، وعند وصولهم إلى الأراضي المحاذية لريف درعا، اندلعت اشتباكات بينهم وبين عناصر “الفيلق الخامس”، الذي يتزعمه أحمد العودة في بصرى الشام، وخاضع لتسوية مع روسيا والحكومة السورية، ويقاتل إلى جانبهما منذ عام 2018 وذلك وفق ما أكده موقع السويداء 24. فيما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بمقتل 10 أشخاص من الفصائل المحلية في السويداء وإصابة 6 آخرين منهم بجراح، بالإضافة لمقتل 4 من المهاجمين على منطقة القريّا، كما كشف المرصد أن مسلحي بصرى الشام الذين هاجموا منطقة القريا، عمدوا إلى تصفية 6 من المسلحين المحليين من أبناء السويداء ممن كانوا قد أُسروا خلال اشتباكات الجمعة، حيث جرى إعدامهم ميدانياً وإرسال صورهم إلى ذويهم.
وبالتزامن مع التوتر غربي بلدة القريّا، حاصرت فصائل محلية في السويداء منزل المدعو يحيى النجم داخل البلدة، إلا أنه فجر قنبلة يدوية كانت بحوزته مما أدى لمصرعه، ووفاة مواطن أخر أصيب بشظايا، كذلك أكد مراسل السويداء 24، أن الاشتباكات توقفت مساء الجمعة، بعد تدخل وجهاء من درعا ومن السويداء لاحتواء التوتر، والتهدئة بين الطرفين، كما تواردت أنباء عن تدخل مركز المصالحة الروسية في المنطقة الجنوبية، وإرسال وفد إلى بلدة بصرى الشام.
تتكرر حوادث الخطف والمواجهات بين المسلحين في محافظتي السويداء ودرعا
وتكررت حوادث الخطف في محافظتي درعا والسويداء الخاضعتان لسيطرة الحكومة السورية، وزادت وتيرتها بشكل كبير خلال العامين الماضيين، وغالبا ما يتم طلب فدية مالية وصلت في بعض الأحيان إلى 20 مليون ليرة، وكانت ردة الفعل أحيانًا بالخطف المضاد للتفاوض على المخطوفين.
تزامنت المواجهات الأخيرة مع مقتل 4 عناصر من “قوات شيخ الكرامة” على حاجز للقوات الحكومية
وتزامنت الأحداث الأخيرة مع توتر داخل مدينة السويداء نفسها، بعد مقتل أربعة مقاتلين تابعين لفصيل “عرمان مفتاح الحرايب” المحلي، التابع لقوات “شيخ الكرامة” على حاجز للقوات الحكومية، وقال الفصيل عبر صفحته في “فيس بوك”، الجمعة 27 من آذار، إن عناصر في حاجز سد العين، أطلقوا النار على سيارة بداخلها أربعة أشخاص تابعين للفصيل، ما أدى إلى مقتلهم.
وأشار الفصيل إلى أن الأشخاص أصيبوا في البداية، وأجرى أحدهم اتصالًا بأهله وأخبرهم بأنه مصاب، لكن عناصر الحاجز قاموا بتصفية الأشخاص الأربعة وقتلهم.
كما أشار إلى أن بعض الأشخاص، ومنهم أحد المشايخ ويدعى بديع رشيد، أُصيبوا جراء إطلاق النار عليهم من الحاجز نفسه بعد ذهابهم لإسعاف المصابين.
قوات “شيخ الكرامة” تأسست عام 2011 لحماية السويداء واتخذت موقف محايد من الأزمة السورية
وعقب ذلك، أعلنت “قوات شيخ الكرامة” النفير العام، إلا أنها سرعان ما تراجعت دون توضيح. وتأسس فصيل “عرمان مفتاح الحرايب” في بلدة عرمان بريف السويداء، وأكد العمل وفق نهج الشيخ وحيد البلعوس مؤسس “قوات رجال الكرامة” أو “شيخ الكرامة” الذي اغتيل في عام 2015.
ويأتي ذلك بعد أيام من خطف “قوات شيخ الكرامة” عنصرين من “حزب الله” اللبناني، على الطريق بين درعا والسويداء، وحدد الفصيل مطلبًا للإفراج عنهما، وهو إطلاق سراح شاب اعتقل قبل شهر من قبل أجهزة الأمن الحكومية.
وقوات شيخ الكرامة فصيل تأسس عقب اندلاع الحرب السورية عام 2011، بهدف الدفاع عن الدروز الذين يشكلون غالبية سكان محافظة السويداء، وقد اتخذ موقفاً محايدا إلى حد ما من الأزمة السورية، وخاض معارك شرسة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فضلاً عن جبهة النصرة، خلال الدفاع عن المحافظة، وتم اغتيال قائد الفصيل الشيخ “وحيد البلعوس” عام 2015 ، فيما صنفت روسيا هذه القوات “إرهابية”
إعداد: رزان أيوبي