أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – يعيش لبنان حالة من التوتر خوفاً من “حرب طائفية” بعد مقتل منسق العلاقات في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان، على يد عصابة قال بيان للجيش اللبناني أن أفرادها من الجنسية السورية، يأتي ذلك في وقت تعرض اللاجئون السوريون في مناطق متفرقة من لبنان للاعتداء بالضرب من قبل شبان لبنانيين، في إشارة إلى تحميل السوريين مسؤولية اغتيال المسؤول في “القوات اللبنانية”.
بيروت تشدد على “إجراءات أكثر حزماً” لمنح الإقامة للسوريين
وطفت أسئلة كثيرة حول موقف السوريين المتواجدين في لبنان بعد جريمة اغتيال سليمان، وذلك بعد ارتباط عملية اغتياله بعصابة من الجنسية السورية وتأكيد السلطات المحلية بوقوفهم وراءها، فيما خرجت دعوات جديدة مناهضة لتواجد السوريين في لبنان وإعادة تقييم لتواجدهم وترحيلهم إلى بلادهم.
وفي هذا السياق، ذكر وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، القاضي بسام مولوي، بان بلاده ستكون أكثر خزماً في منح الإقامات للسوريين”.
وجاء حديث المسؤول اللبناني بعد تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطع مصورة تظهر اعتداء شبان لبنانيون على لاجئين سوريين وذلك على خلفية مقتل سليمان.
تبعات اغتيال “سليمان” على السوريين في لبنان
وتحدث محللون سياسيون لبنانيون وآخرون عسكريون عن تبعات اغتيال سليمان على السوريين في لبنان، حيث أشاروا إلى أنه يجب على السلطات اللبنانية التدقيق في أعداد السوريين في البلاد وترحيلهم خاصة في ظل ما تعيشه الدولة من أزمة اقتصادية وسياسية، لافتين إلى وجود مليوني سوري في الأراضي اللبنانية منهم يقيمون بشكل قانوني وآخر غير قانوني.
بينما اعتبر آخرون بأن اللاجئون السوريون لا يتحملون أي مسؤولية جراء ما حدث من قبل عصابة مسلحة قد تكون تعمل لأطراف أخرى، حتى وإن كانت سورية، وحاولت الفرار بالمنسق في حزب “القوات اللبنانية” إلى سوريا، حيث أن هذا الحديث بذاته يقوم بترويجه بعض الأطراف التي تسعى لإبعاد الشبهات والمسؤولية عنها بإلقاء التهم على السوريين.
وكان الجيش اللبناني كشف في بيان له، مساء الاثنين، بأنه ألقى القبض على 7 سوريين من العصابة التي شاركت في خطف واغتيال سليمان، الذي عثر على جثمانه في سوريا.
ونقلت وكالة “فرانس بريس” أن السلطات السورية سلمت أجهزة الاستخبارات اللبنانية 3 من المشتبه بهم في جريمة اغتيال سليمان، فيما اعتبر “حزب القوات اللبنانية” جريمة اغتيال المسؤول “جريمة سياسية” حتى الكشف عن نتائج التحقيقات، ودعا أيضاً مناصريه والمتعاطفين معه إلى ضبط النفس وانتظار نتائج التحقيقات.
إجراءات أمنية مشددة.. ومطالبة السوريين الالتزام بمنازلهم
يأتي ذلك في وقت طالبت مديرية المخابرات اللبنانية مشرفي المخيمات والتجمعات السكنية للاجئين السوريين، بإبلاغ اللاجئين بعدم التجوال والالتزام ضمن مساكنهم، إلا في حالات الإسعاف الضرورية وطلب إذن مسبق من المعنيين، وذلك منعاً لوقوع أي اعتداء عليهم في ظل حالة التوتر والاحتقان الشعبي في البلاد.
كما انتشرت القوات الأمنية في بلدة “ميفوق” في محافظة جبل لبنان، وخاصة في مناطق “المتن و جبيل و كسروان”، مع اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية لمنع وقوع أعمال شغب واشتباك، والتشديد على اتخاذ إجراءات حازمة ضد كل من يخل بالامن سواءً من اللبنانيين أو السوريين.
“أطراف تحاول إلقاء اللوم على السوريين للتهرب من المسؤولية”
وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، انتقد في تصريحات إعلامية، محاولة إلصاق التهمة بالسوريين، حتى في ظل أن الجهة المتهمة بالقيام بعملية الاغتيال من الجنسية السورية، حيث أن ذلك لا يعني أن كل السوريين مسؤولون، حيث أن هناك أكثر من مليوني سوري في لبنان، وشدد على ضرورة الحل وفق القانون اللبناني.
وأضاف، “تحميل السوريين المسؤولية عما يجري في لبنان كارثة، خاصة أن بعض المسؤولين اللبنانيين يحاولون الهروب من الأوضاع الاقتصادية المأزومة بتصدير الأزمة للاجئين السوريين”، موضحاً بأنه قبل جريمة اغتيال سليمان كانت هناك حملات تحريضية وعنصرية ضد السوريين وعلى مدار السنوات الثلاثة الماضية. وذلك وفق ما نشره المرصد السوري.
منذ سنوات.. حملات تحضريضية وعنصرية ضد السوريين في لبنان
وشهد لبنان خلال السنوات الماضية حملات تحريض وعنف وعنصرية ضد اللاجئين السوريين، مع مطالبة بعض الجهات السياسية والمنظماتية المحلية بترحيل السوريين إلى بلادهم، بعد الادعاء بأنهم مسؤولون عن الازمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بوجود ما يزيد عن مليون ونصف المليون لاجئ سوري، في الوقت الذي يعيش 90 بالمئة منهم في أوضاع معيشية واقتصادية سيئة للغاية.
إعداد: ربى نجار