أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – بعد أيام ستشهد تونس الانتخابات الرئاسية، الـ11، المقررة في 15 أيلول/سبتمبر الجاري، والتي سينتخب فيها رئيس الجمهورية التونسية، من بين 26 مرشحاُ أحدهم خلف القضبان وامرأتان، ولأول مرة في تاريخها شهدت البلاد مناظرات تلفزيونية بين المرشحين.
وكان مخططا أن تجري جولتي الانتخابات يومي 17 و 24 من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، إلا أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، قررت تقديمها بعد وفاة الرئيس السابق الباجي قايد السبسي، في 25 تموز/يوليو2019، وفقا للدستور.
وينتخب الرئيس مباشرة عن طريق الاقتراع العمومي، بالأغلبية، وتكون هناك جولة ثانية بين أعلى اثنين من المرشحين حاصلين على أعلى نسبة من الأصوات، إذا لم يحصل أي منهم على الأغلبية المطلقة في الجولة الأولى.
ويشترط في المرشح للرئاسة أن يكون مسلماً، وتونسي الجنسية، ويتخلى عن جنسيته الأخرى إن كانت لديه، وألا يقل عمره عن 35 عاماً.
مرشح خلف القضبان وسيدتان تنافسان 24 رجل
يتنافس في الانتخابات الرئاسية التونسية، 26 مرشحاً، والذين بدأت حملتهم الانتخابية في الأول من الشهر الجاري.
ومن بين المرشحين للرئاسة التونسية رجل الأعمال ومالك قناة نسمة التلفزيونية؛ وهو المرشح المتواجد خلف القضبان، بتهم تتعلق “بتبيض الأموال والتهرب الضريبي”.
كما ترشحت للانتخابات الرئاسية عبير موسي، محامية وقيادية سابقة في حزب التجمع الدستوري في عهد الرئيس السابق زين العابدين، وسلمى اللومي وهي رئيسة حزب الأمل، وبالرغم من ان مشاركة المرأة تعتبر سابقة حضارية وديمقراطية في المجتمعات المعاصرة، وشهدتها تونس بعد انتفاضات الربيع العربي، إلا أن هذه المشاركات لا تعجب الكثيرين.
“المرأة غير قادرة على قيادة البلاد”
وفي الانتخابات الرئاسية التونسية السابقة، أثارت تصريحات الوزير السابق بحكومة “الترويكا” عن حزب التكتل خليل الزاوية، حول عدم قدرة السيدات المرشحات للانتخابات الرئاسية على قيادة تونس، جدلاً واسعاً لدى ناشطات حقوقيات ونائبات وقياديات بأحزاب سياسية. واعتبرت هذه التصريحات تمييزاً ضد النساء المعنيات على أساس الجنس.
مناظرات تلفزيونية لأول مرة
وتعد هذه ثالث انتخابات في تونس، منذ إنهاء حكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، والـ11 في تاريخ البلاد، وفي بادرة نادرة في العالم العربي، نظمت منذ السبت الماضي 3 مناظرات تلفزيونية بين المرشحين، حيث جرت هذه المناظرات تحت عنوان “الطريق إلى قرطاج. تونس تختار”، ولمدة ساعتين ونصف الساعة لكل منها، وبثت على الهواء مباشرة عبر شاشات التلفزيون.
وأثارت هذه المناظرات شعوراً بالفخر لدى العديد من التونسيين الذين يرون أن بلدهم بات مرجعاً في الديمقراطية في المنطقة. وفي غضون ذلك يشعر البعض بالحيرة أمام صعوبة الاختيار، فيما يعرب البعض الآخر؛ وبالأخص سكان المناطق النائية عن خيبة أملهم، لفقدان ثقتهم بالسياسيين، حسبما نقلت عنهم وسائل إعلامية.
ويرى مراقبون، أنه يصعب التكهن بنتائج الانتخابات الرئاسية التونسية، مع هذا العدد الكبير من المرشحين والبرامج والقضايا المتشابكة، لاسيما الاستقالات التي عصفت بالأحزاب السياسية، رافقها تبادل للاتهامات بين أبناء الحزب الواحد، وظهور أحزاب جديدة، قبيل موعد الانتخابات.
إعداد: سمير الحمصي