دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تناقض ببيانات وزراء دفاع “الرباعي”.. والتطبيع سيطول مع تمسك دمشق بشروط إعادة العلاقات مع أنقرة

 

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – استضافت العاصمة الروسية موسكو، الثلاثاء، اجتماعاً أمنياً جديداً بين وزراء الدفاع السوري والتركي بمشاركة نظرائهم الروس والإيرانيين، وذلك لتقريب وجهات النظر في إطار حل الخلافات العالقة بين دمشق وأنقرة لتسريع عملية التطبيع بين الطرفين، وذلك ضمن المساعي الروسية المبذولة للصلح بين حليفيها المتخاصمين منذ أكثر من 11 عاماً.

وبعد إصرار دمشق على شروط للتطبيع مع تركيا، كالانسحاب العسكري الكامل من الأراضي السورية وعدم التدخل في شؤونها ومكافحة الإرهاب، ورفض تركيا لهذه الشروط، يبدو أن سير التطبيع سيكون طويلاً.

الحفاظ على وحدة سوريا وإعادة اللاجئين ومحاربة الإرهاب

وبعد الاجتماع الذي عقد على مستوى وزراء الدفاع للدول الأربعة، تحدثت وزارة الدفاع الروسية عن مخرجات الاجتماع، وقالت أن “المجتمعين أكدوا رغبتهم في الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، وضرورة تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين إلى بلدهم، كما تطرقوا إلى قضية مواجهة التهديدات الإرهابية، ومحاربة الجماعات المتطرفة في سوريا”.

ودائماً ما تتكرر هذه العبارات في أي اجتماعات ومسارات لهذه الأطراف ضمن بياناتهم، إلا أن ما يحدث على الأرض غير ذلك، حيث لا احترام لوحدة الأراضي السورية ولا جهود لإعادة اللاجئين بشكل طوعي ولا مساعي لمحاربة الإرهاب والتطرف، بحسب ما تراه أوساط متابعة.

وبالعودة إلى بيان وزارة الدفاع الروسية، فإن الوفود بحثوا “قضية تعزيز الأمن في سوريا، وتطبيع العلاقات السورية – التركية، كما أكدوا على الطابع البناء للحوار الجاري بهذه الصيغة، وضرورة مواصلته من أجل تعزيز استقرار سوريا والمنطقة”.

دمشق تصر على شروطها.. بدون الانسحاب لا توجد علاقات طبيعية

بدورها قالت وزارة الدفاع السورية، أن “الاجتماع الرباعي بحث انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، وتطبيق الاتفاق الخاص بالطريق الدولي M4”.

وكانت صحيفة الوطن شبه الرسمية في سوريا، نقلت على لسان مصدر “مسؤول” أن الانسحاب التركي من الأراضي السورية هو أول مسألة يجب أن يتم حسمها في مباحثات عملية التطبيع، ولفت المصدر إلى أن ما حصل في الاجتماع كان “بحث آلية انسحاب القوات التركية ولم يتطرق إلى أية خطوات تطبيعية بين أنقرة ودمشق”، وأضاف أن التطبيع يعني “الانسحاب التركي” دون ذلك لا يوجد علاقات طبيعية.

ونفى المصدر السوري، صحة البيان الذي نشرته “الدفاع التركية” والتي تحدثت عن “خطوات ملموسة تتعلق بتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا”.

وكانت وزارة الدفاع التركية قالت أن الاجتماع “بحث سبل تكثيف الجهود لإعادة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم”، كما بحث “سبل مكافحة كافة التنظيمات الإرهابية والمجموعات المتطرفة على الأراضي السورية”.

إيران: نبذل الجهود مع روسيا لتطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة

فيما قال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني، أن بلاده بالتعاون مع روسيا تبذل الجهود اللازمة لتطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، وأن سبل التطبيع تصدرت أجندة الاجتماع الرباعي الأخير في موسكو.

وأكد المسؤول الإيراني أن المفاوضات الرباعية جرت بهدف إرساء السلام والأمن في المنطقة، وقال في محادثات منفصلة مع نظراءه المشاركين في الاجتماع “أن الجهود الإيرانية والروسية كانت ترتكز على تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق وهي من أهداف هذا الاجتماع الرباعي”.

وأضاف أن إيران تولي اهتماما جادا لإجراء حوار مباشر بين سوريا وتركيا باعتبارهما بلدين جارين ومؤثرين في المنطقة، مؤكدا أن طهران تدعم الجهود المشتركة بين البلدين، وأشار إلى أن إيران باعتبارها بلدا مؤثرا في المعادلات الإقليمية، تبذل قصارى جهدها دوما من أجل إحلال السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.

وذكر أن “مكافحة الإرهاب بأشكاله هي مطلب كافة شعوب دول المنطقة، الذي لن يتحقق إلا بالجهود المشتركة والتنسيق ومواكبة بلدان المنطقة”.

خطوات التطبيع تسير بشكل بطيء.. وهناك أولويات

وقالت مصادر مطلعة أن خطوات التطبيع بين دمشق وأنقرة لا تسير بشكل سريع، لكنها تضع أولوية لها بتحريك ملف اللاجئين الذي يمثل عبئا على تركيا من ناحية، ومن ناحية ثانية يبرر سيطرتها على جزء من الأراضي السورية وتقول إنها تعمل على توطينهم فيها بدلاً من توزعهم داخل أراضيها بشكل بات يهدد توازناتها الداخلية.

ورأت هذه المصادر أنه لا يمكن إعادة العلاقات إلا مع حل ملف اللاجئين، خاصة وأن دمشق تطالب أنقرة بالانسحاب، وذلك لن يحدث إلا بعد حل هذه المشكلة التي باتت تشغل بال الرئيس التركي وتشكل عبئاً عليه قد يفقد السلطة من وراءها، مشيرين إلى أن المرحلة الثانية ستكون تفكيك أنقرة للكتل السياسية والعسكرية التي دعمتها ضد النظام الحاكم، ووضع حل لما تراه تركيا تهديداً على أمنها القومي من الشمال الشرقي السوري.

إعداد: ربى نجار