أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع ارتفاع درجات الحرارة وغياب المياه الصالحة للشرب، شهدت مدينة الحسكة وضواحيها تسجيل مئات الإصابات بأمراض هضمية، خاصة بين فئة الأطفال، وذلك بسبب المياه غير الصالحة للشرب، وذلك في وقت لاتزال فيه محطة ضخ المياه في قرية علوك بريف رأس العين (سري كانيه) التي تسيطر عليها القوات التركية، مقطوعة منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
المياه مقطوعة عن الحسكة منذ 8 أشهر
وانقطعت المياه بشكل كلي عن مدينة الحسكة، بعد استهداف خطوط الطاقة بمدينة الدرباسية والتي تغذي محطة علوك في ريف رأس العين، جراء استهدافها من قبل الطائرات التركية، في العملية العسكرية الجوية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
ومنذ حينها لم تصل مياه الشرب إلى مدينة الحسكة بشكل كلي، واقتصرت عملية توزيع المياه على ما تنشره منظمات الإدارة الذاتية وتلك التابعة للحكومة السورية والمنظمات الدولية العاملة في تلك المناطق.
انتشار للأمراض الهضمية بسبب تلوث المياه
ومع ارتفاع درجات الحرارة في مدينة الحسكة المعروفة بمناخها القاسي، شهدت المدينة ارتفاعاً كبيراً بحالات المصابة بالأمراض الهضمية، حيث قال مدير صحة الحسكة التابعة للحكومة السورية، عيسى خلف، إن عدد مراجعي أقسام الأمراض الداخلية في مشافي الحسكة خلال شهر حزيران وصل إلى 3141 شخصاً، بينما وصل عدد مراجعي قسم الأطفال 1599 مراجعاً.
وبين مدير صحة الحسكة أنه تم تسجيل 421 حالة مراجعة بشكوى إسهال من البالغين، و568 من الأطفال، في حين سجلت المديرية خلال الشهر الماضي 350 حالة في قسم الأمراض الداخلية، و604 حالات في قسم الأطفال بأمراض هضمية، وأشار إلى أن الحالات الحالية تعتبر طبيعية ولم تصل لحد الوبائية.
مخاوف من انتشار مرض الكوليرا
وتأتي هذه الإصابات بسبب تلوث مياه الشرب التي تأتي من مصادر غير موثوقة من مياه الصهاريج الخاصة، والتي تباع أيضاً بأسعار عالية، نظراً لحاجة الأهالي للمياه مع ارتفاع درجات الحرارة وعدم وجود مياه للشرب، وهو ما يزيد من انتشار الأمراض الهضمية.
ولا شك في أن تلوث مياه الشرب يزيد من مخاطر انتشار الكوليرا في المحافظة، خاصة وأن البلاد شهدت قبل أشهر تسجيل بعض الحالات من مرض الكوليرا.
المصدر الوحيد للمياه خارج الخدمة.. وتحت سيطرة القوات التركية
وتعتمد مدينة الحسكة وضواحيها، والتي يقطنها أكثر من مليون ونصف المليون انسان، على محطة علوك بريف رأس العين كمصدر وحيد ورئيسي لمياه الشرب، إلا أن المدينة باتت الآن تعتمد على الآبار والمياه المنقولة عبر الصهاريج، ومحطة تحلية واحدة، أنشأتها الإدارة الذاتية، محطة حمة، كحل إسعافي، إلا أن المحطة متوقفة عن العمل أيضاً بعد استهداف تركيا للبنى التحتية قبل أشهر.
وسبق أن أجرى عناصر من القوات الروسية برفقة وفد من الأمم المتحدة يرافقهما القوات التركية، زيارة إلى محطة علوك، وهي المرة الأولى التي تفتح فيها أبواب المحطة بعد العملية العسكرية الجوية التركية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك لتفقد المحطة، وهو ما بعث بشيء من الأمل للمواطنين في الحسكة بإمكانية إعادة المحطة للعمل من جديد.
تركيا تجاهلت إبعاد الملف الإنساني عن دائرة الصراع العسكري
وكانت منظمة “هيومن رايس ووتش” قالت في تقرير لها إن القصف التركي على شمال شرق سوريا، أدى لانقطاع المياه والكهرباء عن ملايين الأشخاص.
وأكد آدم كوغل، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، انه “عبر استهداف البنية التحتية الحيوية في أنحاء شمال شرق سوريا، بما يشمل محطات الطاقة والمياه، تجاهلت تركيا التزامها بضمان ألا تؤدي عملياتها العسكرية إلى تفاقم الأزمة الإنسانية البائسة بالفعل في المنطقة”.
أشارت المنظمة الدولية إلى أنه “بموجب قوانين الحرب، يتعين على تركيا والأطراف الأخرى في النزاع المسلح عدم مهاجمة أو تدمير أو إزالة أو تعطيل الأعيان التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين على قيد الحياة، بما في ذلك توزيع المياه والصرف الصحي”.
إعداد: علي إبراهيم