أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – في ظل استمرار الحملة العسكرية للجيش السوري وروسيا على المنطقة المسماة بـ “منزوعة السلاح”، في إدلب ومحيطها، يجري الحديث عن توافق بين الولايات المتحدة وضامني آستانا (روسيا وتركيا وإيران) بخصوص ما تشهده المنطقة.
لم تكن المواقف الغربية شديدة حيال الحملة العسكرية التي أطلقها الجيش السوري وروسيا على إدلب منذ أواخر نيسان/أبريل الماضي، كذلك كان الموقف التركي خجولاً هذه المرة، باستثناء شحنة الأسلحة الفتاكة التي قدمتها تركيا للمعارضة الشهر الماضي.
توافق دولي بخصوص إدلب
كذلك الموقف الأمريكي كان مرناً، باستثناء التهديد بالتدخل في حال استخدام الكيماوي في إدلب، كما جرت محادثات بين روسيا والولايات المتحدة، وقال مسؤولون أمريكيون أن الروس أخبروهم أن الحملة ستكون محدودة، بهدف تأمين قاعدة حميميم الروسية في الساحل السورية والتي كثيراً ما تتعرض لهجمات من قبل المعارضة المدعومة من تركيا.
جملة هذه التطورات دفعت ببعض المحللين للحديث عن تفاهمات دولية بخصوص إدلب، وخاصة بين الولايات المتحدة وروسيا.
وفي تصريحات خاصة لشبكة أوغاريت بوست الإخبارية، أوضح الأمين العام لحزب التغيير والنهضة السوري، مصطفى قلعه جي، تركيا لجأت إلى الولايات المتحدة في ملف إدلب، بعد سقوط تفاهمات واتفاقات آستانا، وأضاف “ثلاثي استانا لا يجرؤون على أي عمل على الأرض بدون موافقة الولايات المتحدة، لكن مماطلة تركيا بتفكيك الفصائل المسلحة ونقض اتفاق إدلب من جهة تركيا، وضرورة فتح طريق حلب اللاذقية وحلب حماة دمشق، وحاجة الدولة السورية وروسيا لذلك، هو الأمر الذي سرّع بعملية إدلب”.
المصالح المشتركة هي الضابط الأساس
وأضاف مصطفى قلعه جي “المصالح المشتركة لتركيا مع روسيا والولايات المتحدة، هو الضابط الأساس لهذه العملية، كما أن الأمريكان لا يمكن أن يقايضوا بين مصالحهم مع تركيا مقابل أياً كان في المنطقة”.
وأكد قلعجي أن تركيا هي المستفيد الأكبر مما يجري، وأردف قائلاً “أردوغان يوازي بين علاقته بروسيا وعلاقته بأمريكا، وبين تحقيق مصالحه على الأرض السورية، وهو المستفيد الأكبر في الوقت الحالي مما يجري، وللأسف ضحايا المعركة من الجانبين هم السوريون”.
الأمين العام لحزب التغيير والنهضة السوري، تحدث عن اتفاق بين الأطراف المتدخلة في الأزمة السورية وقال “يبدو أن هناك اتفاق بين المتدخلين بالشأن السوري لم يعلن عنه برسم حدود جديدة في منطقة الشمال السوري، يحقق فيه المتدخلين مصالحهم على حسابنا نحن السوريين”، مؤكداً أن “ما يجري بين هذه الدول هو تنفيذ لاتفاق كيري ولافروف الذي تم في آذار/مارس 2016، وهو ما نشاهده اليوم”.
عمق 50 كم
وكشف مصطفى قلعجي عن أطماع تركيا في السيطرة على الأراضي السورية واستطرد قائلاً “تركيا تستفيد مما يجري وتدفع بكل قواها للسيطرة الكاملة على ما يسمى بمناطق درع الفرات، لتضمن عدم ترك المنطقة الممتدة من جرابلس وحتى باب الهوى، وبعمق 50 كم، ضمن الأراضي السورية، وللأسف نجد المؤسسات الخدمية التركية تعمل في هذه المنقطة، من هاتف وبريد وتجارة بالعملة التركية، وتقوم بترسيخ احتلالها للمنقطة”.
ولفت قلعجي إلى حصول تركيا على موافقة من الولايات المتحدة، وختم حديثه بالقول “”لو أن الأمريكان غير موافقين على ذلك، لم يكن أردوغان يجرؤ على دخول الأراضي السورية، أو دعم جبهة النصرة وغيرها من الفصائل المسلحة فيها”.
تقرير: علي ابراهيم