دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

“تقرير صادم” يكشف انتشار كارثي للمواد المخدرة في سوريا.. وضحايا أبرياء يسقطون نتيجة هذه “السموم”

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تنتعش تجارة المخدرات في سوريا بشكل كبير بعد أكثر من 10 سنوات على الحرب والصراع القائم على السلطة بين “الحكومة والمعارضة”، وسط أوضاع اقتصادية مزرية للغاية في مختلف المناطق، مع وصول نسبة الفقر في المجتمع السوري إلى 90 بالمئة بحسب إحصائيات أممية، بينما عبرت بعض الدول المجاورة لسوريا عن مخاوفها من إغراق مجتمعاتها “بهذه السموم”.

انتعاش تجارة المخدرات في مناطق “حزب الله والجيش الحر”

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تقريراً وصف “بالصادم” في الأوساط الإعلامية، حيث تحدث أن المخدرات “تفتك بأهالي درع الفرات” وذلك في إشارة إلى مناطق سيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا.

ويقول التقرير أن هذه التجارة تنتعش في مناطق سيطرة فصائل المعارضة و”حزب الله” اللبناني المدعوم من الحكومة السورية، حيث أن هذه السموم توزع على مرأى ومسمع من الحكومة السورية الذي يأخذ حصته من المبيعات، وقد عاشت مناطق سورية قريبة من معبري السكرية الصغيرة والتفريعة حوادث قتل واغتيال بين قوات “حزب الله” وضباط الفرقتين الرابعة والأولى المرابطتين على حدود قرى شمر.

وتحدث التقرير عن “فتح خط من منبج إلى الإمارات” لتصدير المخدرات وبيعها، حيث كثرت جرائم القتل نتيجة عقلية انتقامية سببها الأول المخدّرات والحشيش ومختلف الأدوية المخدّرة خاصة بين الفصائل العسكرية المسلحة المسيطرة على تلك المنطقة، حيث أصبحت أخطر الظواهر التي تؤرق ساكنيها لانتشارها الواسع بين صفوف الشبان والمراهقين والنساء.

موجة اغتيالات بسبب “السموم المنتشرة”

ويقول المرصد أن تلك المنطقة شهدت موجة اغتيالات واسعة حيث أقدم المدعو سيف بولاد على اغتيال الشيخ صطام النواف، أحد وجهاء شمر وشيخ العشيرة في قرية التفريعة وما حولها، وتعمّق الخلاف بعد عملية اغتيال المدعو عزيز الرحيل أبو قصي وهو أحد قيادات شمر، من قبل أيضاً المدعو قصي بولاد في قرية أم شكيف منذ عدة أشهر، وتعود أسباب الخلافات إلى إيرادات تهريب المخدرات من معبري التفريعة والسكرية الصغيرة وتجارة الحشيش والكبتاغون والتي يتزعمها “حزب الله” اللبناني وضباط الفرقتين الرابعة والأولى.

وكشف التقرير أنه قبل أشهر أوقفت سيارة محملة بالحشيش قدرت حمولتها بنصف طن تقريباً، لصاحبها فيصل صطام وتقدر بملايين حبات الكبتاغون كانت قادمة من مناطق الحكومة عابرة باتجاه منطقة بزاعة بحلب، وقد تسبب الإيقاف في خلاف حاد بين الشيخ صطام وفرقة “الحمزة” الموالية لتركيا، أدّى إلى مقتل صطام ونصب كمين لعزيز الرحيل واستهدافه أيضاً بعد قطع يديه في جريمة بشعة على إثر محاولة سحب رصيده من البنك.

وقد أكدت ذات المصادر أن الجريمتين ارتكبتا عن طريق قصي بولاد، الذي سلم المدعو محمد الساعور من دوما ومحمد الأحمر من حلب مبلغا قُدّر ب 2000 دولار لكل منهما، لحمل الجريمة بدلاً عنه في قضية مقتل الشيخ صطام، علماً أن جريمة مقتل عزيز الرحيل لازالت حتى الآن قيد التكتم وظلّت غامضة.

والمعلوم ‏ أنّ سيف أبو بكر بولاد هو آمر مرتزقة فرقة “الحمزة” السورية الموالية لتركيا الذي ظهر بمحاور القتال في طرابلس ويشرف على الفرقة في مناطق درع الفرات،  ويعتبر مع شقيقه قصي بولاد من عرّابي تجارة الكبتاغون والحشيش في تلك المناطق.

“الهلال الأحمر السوري” أحد المروجين للمخدرات !

وزاد التقرير أن مناطق “درع الفرات” التابعة لفصائل المعارضة يتم الترويج للمخدرات عبر “سيارات الهلال الأحمر السوري”، كما أن الاستهلاك لا يقتصر على فئات عمرية معينة أو جنس، ووصلت نسبة التعاطي في تلك المناطق إلى 70 بالمئة، شملت حتى مثقفين وموظفين حكوميين، علماً أن عقوبة استهلاك المخدرات لا تتعدى الشهرين مع دفع كفالة مالية 500 دولار.

وتحدث المرصد عن المدعو “الرائد أبو عناد” وهو “رئيس قسم المكافحة بشرطة الباب” وأكد أنه يتعاطى المخدرات، ويقوم بمصادرة الكميات ووزنها وتصويرها بينما لا يقوم بإتلافها، وبيعها بطريقة خبيثة.

الطفلة جوى.. أحد ضحايا انتشار المخدرات في سوريا

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف تفاصيل صادمة، يوم الجمعة، عن جريمة قتل الطفلة “جوى استنبولي”، حيث تبين أن القاتل الحقيقي هو تاجر مخدرات تابع “لحزب الله” اللبناني، وقد أعطا والد جوى وهو عنصر في الفرقة الرابعة مبلغاً من المال ليسهل مرور شحنة مخدرات، بينما هذا الأمر فشل، وهدد التاجر والد جوى وطالبه بإعادة البضاعة والمبلغ الذي استلمه، لكن الأخير رفض.

فيما تمكن مسلحون تابعون للتاجر المقرب من “حزب الله” على خطف الطفلة جوى، التي كانت فيما بعد ضحية هذه التجارة القذرة، كما تدخل القصر الجمهوري والطب الشرعي لفبركة تفاصيل لهذه الجريمة، وإظهار شخص على أنه القاتل، والقول أنه توفي في أحد المشافي بدمشق عند خضوعه لعمل جراحي.

 

المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان