يفصّل تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان أساليب التعذيب التي يمارسها النظام مدى شراسة هذه الأساليب
يقدم التقرير السنوي العاشر للشبكة السورية لحقوق الإنسان بعض القراءة القاتمة. تم إصداره بالتزامن مع اليوم الدولي لدعم ضحايا التعذيب، وهو يعرض بلغة صارخة “أفضل” 10 أساليب استخدمتها الحكومة السورية والفصائل المتحالفة والمتنافسة الأخرى في الحرب الأهلية التي استمرت عقدًا من الزمن لتعذيب السجناء والأفراد والمعتقلين السياسيين.
يفصّل التقرير أساليب التعذيب الأكثر استخدامًا، بما في ذلك الصعق بالكهرباء، والدولاب (حيث يُدفع الشخص في إطار سيارة ويُضرب)، والحبس الانفرادي، والجوع ، والإرهاق (من خلال مزيج من القليل من الطعام والعمل القسري)، الشبح (التعليق من المعصمين أو القدمين من السقف) والضرب والجلد وإجبار المعتقلين على الاستماع إلى تعذيب السجناء الآخرين.
لكن تم توثيق أكثر من 70 شكلاً مختلفًا من أشكال التعذيب من خلال شهادات الناجين وعائلات الضحايا في سوريا، وهو نهج قاتم مبتكر للوحشية. ومن المفارقات أنها كانت فعالة في التعذيب لدرجة أن المعارضة والجماعات المتطرفة التي تعمل في سوريا وتعذب المعتقلين، وإن كان ذلك على نطاق أصغر، قد كررت أساليب النظام السوري.
كما أن معطيات التقرير واقعية – فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أسماء وهويات ما لا يقل عن 14537 شخصاً ماتوا تحت التعذيب بين آذار 2011، عندما اندلعت الأزمة في سوريا، وفي حزيران 2021، بينهم 180 طفلاً و 92 امرأة، الغالبية العظمى من هؤلاء ماتوا في عهدة الحكومة السورية.
هذه الأرقام هي أيضًا أقل من الواقع، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان متحفظة في أرقامها. هناك عشرات الآلاف من السجناء داخل شبكة سجون الحكومة السورية في مختلف الأفرع الأمنية والاستخباراتية، وقد مر جزء كبير من السكان بهذا النظام. قد يكون من الصعب تأكيد سبب وفاة المعتقلين على الرغم من أنه يكاد يكون مؤكدًا أنه نتيجة للتعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد لأن الحكومة نادرًا ما تسلم الجثة للعائلة.
قد يستغرق الأمر سنوات وعشرات الآلاف من الدولارات كرشاوى حتى لتحديد مصير شخص مفقود، وهي قسوة أخرى لنظام لا يهتم بقيمة الحياة البشرية.
برز جانبان محددان من جوانب التقرير. الأول هو الصور المرعبة، والجانب الآخر من التقرير هو التفاصيل الصغيرة التي وردت في القصص الفردية للضحايا وعائلاتهم. في إحداها، يروي التقرير كيف سُمح لأم أخيرًا بزيارة ابنها في سجن صيدنايا سيئ السمعة، حيث لاحظت أن أظافره قد اقتُلعت. لم يُسمح لها برؤيته مرة أخرى، لتكتشف أنه توفي في الحجز. بطريقة ما، فإن احتمالية الأمل وسحبها مرة أخرى تبدو وكأنها مستوى مختلف من القسوة.
ترجمة أوغاريت بوست
المصدر: صحيفة ذا ناشيونال الاماراتية