تسبب انخفاض منسوب المياه الجوفية وجفاف بعض الآبار الارتوازية في أزمة مياه في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، ويعاني الكثير من المواطنين من ارتفاع أسعار مياه الشرب المباعة من الصهاريج.
تحت سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا، تعاني مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي من الجفاف وانخفاض شديد في منسوب المياه الجوفية في معظم الآبار الارتوازية التي تغذي المدينة بمياه الشرب. حتى أن بعض هذه الآبار جفت تمامًا مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، مما ينذر بكارثة إنسانية.
وفي ضوء ذلك أطلق ناشطون في مدينة الباب حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “الباب عطشان” لتسليط الضوء على معاناة سكان المدينة في تأمين مياه الشرب، ويطالبون بإيجاد حلول للمشكلة قبل أن تتحول إلى كارثة إنسانية.
يشتري معظم المواطنين المياه من الصهاريج، كما أنهم يشتكون من ارتفاع الأسعار لأن معظم الأسر الفقيرة لا تستطيع تحملها. وبلغ سعر 2000 لتر من المياه قبل الجفاف نحو 12 (1.5 دولار)، وارتفع إلى 20 (2.5 دولار) في ظل الأزمة الحالية.
ياسر عبد اللطيف، صحفي من مدينة الباب، قال لـ “المونيتور”: “أطلقنا في مطلع شهر تموز شعار” الباب عطشان “لدق ناقوس الخطر وارسال رسالة للعالم بأن المدينة تعاني ندرة المياه الجوفية وعلى وشك أزمة جفاف غير مسبوقة إذا لم يتم معالجة الوضع الحالي وإذا لم يتم وضع خطط بديلة لتأمين مياه الشرب”.
وأضاف: “أزمة ندرة المياه الجوفية في مدينة الباب لم تظهر بين عشية وضحاها، لكنها زادت منذ أن سيطر النظام السوري على محطة ضخ مياه عين البيضاء في ريف حلب الشرقي أواخر عام 2016”.
وكانت المدينة تعوض النقص من خلال الآبار الجوفية في المنطقة المحيطة، لكن الأزمة أصبحت كارثية لأن معدل هطول الأمطار في الشتاء كان منخفضًا جدًا. في غضون ذلك، استمر الاستهلاك، وازداد عدد السكان في المدينة بسبب التهجير القسري الذي فرضه النظام.
وخلال السنوات الماضية، توافدت أعداد كبيرة من السوريين على المدينة من حمص ودمشق ودرعا ومحافظات سورية أخرى. وبالتالي تفاقمت أزمة المياه، حيث تجاوز عدد السكان 300000 نسمة.
قال عمار نصار، ناشط مدني من مدينة الباب، لـ “المونيتور”: “أطلق المجلس المحلي في الباب مطلع العام 2021 مشروعاً لسحب المياه الجوفية من بلدتي سوسيان والراعي بريف حلب. ولكن مع بداية الصيف والارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة أثر على مستوى المياه في هذه المنطقة. جف ما يقرب من نصف الآبار تماما. مع ذلك، ومع انخفاض منسوب المياه الجوفية، أصدر المجلس المحلي قرارًا جديدًا بتقليص فترات ضخ المياه للأحياء السكنية إلى مرة واحدة خلال الأسبوع. وزادت هذه الخطوة من معاناة سكان المدينة حيث اضطروا لشراء المياه من الصهاريج لتأمين احتياجاتهم”.
ويرى نصار أنه “يجب اتخاذ خطوات عاجلة للتخفيف من معاناة الناس في تأمين مياه الشرب، وإيجاد حل دائم لهذه المشكلة. أعتقد أن الحل الأسرع والأفضل هو الضغط على النظام السوري لفتح أنابيب الضخ القادمة من نهر الفرات لتغذية المدينة بمياه الشرب”.
وقال هيثم الزين الشهابي، رئيس المجلس المحلي لمدينة الباب، لـ “المونيتور”: أبلغنا جميع الجهات المعنية والمنظمات الدولية والمسؤولين في الحكومة التركية بتفاصيل أزمة المياه في المدينة، وطلبنا المساعدة. نحن نحاول الآن قدر المستطاع التخفيف من حدة الأزمة. يوجد بئر ارتوازي في الراعي بالقرب من الباب وسنقوم بسحب المياه منه لتعويض جزء من النقص”.
وأضاف: “نحن ندرس الآن مشروع سحب المياه من نهر الفرات في جرابلس. المشروع مكلف ونحتاج إلى دعم دولي لتنفيذه. نأمل أن يتم تنفيذه إذا كان من الممكن تقنيًا حل أزمة المياه في المدينة بشكل جذري. كما أنه سيساهم في التنمية الاقتصادية في المنطقة، لأن الناس سيستفيدون من جزء من المياه التي ستسحب من نهر الفرات لري المحاصيل الزراعية”.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست