دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تقرير أمريكي يكشف: الجماعة الجهادية السورية والمعارضة المدعومة من تركيا تفكران في الاندماج

أفادت تقارير أن فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا تلقت تعليمات بالانتشار في إدلب قريبًا، وسط تقارير تفيد بأن الاندماج مع هيئة تحرير الشام وشيك.

أفادت مصادر إعلامية في المعارضة السورية أن الجيش الوطني السوري الموالي للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا سينتشر على نطاق واسع في مدينة إدلب شمال غرب سوريا الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام.

ونقل موقع عنب بلدي، عن قيادي في الجيش الوطني، قوله إنهم تلقوا معلومات عن انتشار الجيش في إدلب.

وأكد قائد آخر في جماعة موالية للجيش الوطني المعلومات لعنب بلدي.

وتأتي هذه المعلومات وسط أنباء تم تداولها منذ شهور حول إمكانية اندماج بين الجيش الوطني السوري وهيئة تحرير الشام.

وبحسب الموقع، لم يحدد الزعيمان موعد الانتشار، لكنهم قالوا إنه في أعقاب اجتماع 29 أيلول بين الرئيسين الروسي والتركي في سوتشي، أصبح الانتشار “خطة مطروحة على الطاولة”.

ومن ناحية أخرى، قال مصدر إعلامي في إدلب لـ “المونيتور” إن الجيش الوطني موجود في إدلب منذ سنوات، لكن هذا الوجود ازداد مؤخرًا.

وبحسب المصدر، أقام الجيش الوطني مقرًا صغيرًا في مدينة إدلب، وهناك فصائل للجيش السوري الحر متمركزة على الخطوط الأمامية مع القوات الحكومية في أنحاء إدلب.

وقال المصدر: “سمحت هيئة تحرير الشام مؤخراً (لفصائل المعارضة) برفع علم الثورة في إدلب. في الوقت نفسه، قللت هيئة تحرير الشام من انتشار أعلامها في أنحاء إدلب بشكل عام”.

وأضاف المصدر، أن “هيئة تحرير الشام تتواجد بشكل غير رسمي في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني في ريف حلب الشمالي والشرقي، ويعمل عناصرها في تلك المناطق دون الإعلان علناً عن انتمائهم لهيئة تحرير الشام”.

وتداولت عدة تقارير مؤخرًا عن تحسن العلاقات بين هيئة تحرير الشام وفصائل المعارضة السورية، حيث تبادل الجانبان تصريحات ودية قد تشير إلى تقارب وشيك بينهما.

قال محمد الجاسم، المعروف أيضًا باسم “أبو عمشة”، قائد فرقة السلطان سليمان شاه التابعة للجيش الوطني السوري، في مقابلة مع صحيفة القدس العربي في 7 أيلول، إنه مستعد للتوصل إلى تفاهم مع هيئة تحرير الشام.

وقال “ليست لدينا مشاكل مع هيئة تحرير الشام، لكن في نفس الوقت ليس لدينا علاقات معها. لكن ليس هناك من ينكر أن هيئة تحرير الشام قد فعلت الكثير في الحرب ضد النظام. إنهم أبناء هذا البلد وقد نجحوا في صد هجمات النظام. نحن على استعداد للتوصل إلى تفاهم معهم، فنحن ندعم الاندماج الكامل لمناطق المعارضة، بما في ذلك مع هيئة تحرير الشام، والتي تغيرت الآن نحو الأفضل”.

وأضاف: “نحن ندعم أيضًا التوحيد السياسي والعسكري للمعارضة، ومستعدون للقتال إلى جانب هيئة تحرير الشام في حال هاجم النظام مناطق إدلب، لكن تحت مظلة و قيادة الجيش الوطني فقط”.

وكان زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني قد صرح في آب أنه لا يمانع في الاندماج مع الجيش الوطني السوري وتشكيل إدارة واحدة للمنطقتين الخاضعتين لسيطرة هيئة تحرير الشام والجيش الوطني. وشدد على ضرورة أن يكون للمناطق الخاضعة لسيطرة فصائل الجيش الوطني في شمال غرب سوريا سلطة واحدة بمؤسسات موحدة وإدارة واحدة، وأعرب عن استعداده للتعاون وتحقيق التكامل مع فصائل الجيش.

وفي هذا السياق، قال قيادي في هيئة تحرير الشام لموقع “المونيتور”، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “هيئة تحرير الشام تقترب أكثر من فصائل الجيش الوطني السوري، وهناك تنسيق رفيع المستوى بين الطرفين في كافة المجالات العسكرية والأمنية. كما نشارك مع فصائل الجيش الوطني في إدلب غرفة عمليات واحدة وهي الفتح المبين”.

ولفت إلى أن “هناك أيضا تنسيق أمني بين الطرفين فيما يتعلق باعتقال المسؤولين عن عمليات السطو وتهريب المخدرات في إدلب، وتمكننا من اعتقال عدد من المجرمين. نأمل أن يتطور هذا التنسيق أكثر ونريد أن يكون هناك وحدة وتكامل عبر المعارضة”.

قال زعيم في الجيش الوطني في إدلب عبد السلام عبد الرزاق لـ “المونيتور”: “الجيش الوطني منتشر بالفعل على جبهات إدلب وله مقره الخاص هناك. ومزاعم روسيا بأن هيئة تحرير الشام فقط موجودة في إدلب هي ذرائع كاذبة تستخدم للضغط على تركيا و لشن هجمات على إدلب للقضاء على هيئة تحرير الشام”.

وقال: “في معظم المعارك الماضية مع النظام، تعاونت فصائل هيئة تحرير الشام والجيش الوطني من خلال غرفة العمليات المشتركة المعروفة باسم الفتح المبين، والتي جمعت الفصائل المقاتلة في شمال غرب سوريا، بغض النظر عن مواقعها في إدلب أو شمال حلب”.

وأضاف عبد الرزاق: “لكن الاندماج بين هيئة تحرير الشام والجيش الوطني يحتاج إلى وقت وإرادة، وكان مطلبًا ثوريًا ووطنيًا لسنوات. لكن مكونات الجيش الوطني السوري لم تكن قادرة على الاندماج الكامل مع بعضها البعض، على الرغم من أنها اتخذت مؤخرًا عدة خطوات في هذا الاتجاه”، في إشارة إلى تشكيل غرفة عمليات العظم وجبهة تحرير سوريا.

قال محمد السكري، الباحث في الشؤون السورية المقيم في تركيا، لـ “المونيتور”: “لم تتوقف الجهود التركية لتوحيد فصائل المعارضة السورية. لكن مساعي أنقرة للفصل بين فصائل المعارضة المعتدلة والراديكالية التي قاتلت النظام في شمال سوريا لا تزال تشهد تعقيدًا كبيرًا، حيث لا تزال هيئة تحرير الشام تصنف دوليًا على أنها منظمة إرهابية”.

ويرى السكري أن أنقرة نجحت إلى حد ما خلال العامين الماضيين في الضغط على هيئة تحرير الشام لتغيير سياساتها واعتماد نهج أكثر اعتدالاً عندما يتعلق الأمر بالملف السوري وإدارتها للمناطق التي تسيطر عليها. لكنه قال إن هناك المزيد الذي يتعين القيام به حتى تتم إزالة المجموعة من قوائم الإرهاب العالمية.

ولفت السكري إلى أن “تركيا أنشأت مجلسا عسكريا والجبهة الوطنية للتحرير في المناطق التي يسيطر عليها الجيش السوري الحر، في محاولة لتشجيع هيئة تحرير الشام على فعل الشيء نفسه في مناطق سيطرتها، لإزالة أي ذريعة روسية حول وجود الإرهاب في إدلب”.

وقال إن الجيش الوطني يمكن أن يندمج مع هيئة تحرير الشام في مدينة إدلب. وأضاف أن هذا يعتمد بشكل أساسي على قدرة تركيا على ممارسة المزيد من الضغط على هيئة تحرير الشام للتحرك نحو الاعتدال، على الرغم من أن هذا التكتيك سيتطلب وقتًا طويلاً.

وقال السكري إن هناك سيناريو آخر من شأنه أن يشهد انتشار فصائل الجيش الوطني في إدلب، وسيكون هذا في حالة قيام الحكومة السورية وروسيا بشن هجوم عسكري على إدلب.

المصدر: موقع المونيتور الأمريكي

ترجمة: أوغاريت بوست