على الرغم من انهيار القطاع الصحي وتدهور الظروف المعيشية في سوريا، فإن المزيد من النساء يخضعن لعمليات تجميل أكثر من أي وقت مضى.
رغم انهيار القطاع الصحي وتدهور الأوضاع المعيشية في سوريا، تشهد مراكز التجميل في دمشق زيادة كبيرة في أعداد العملاء الراغبين في الجراحة التجميلية، بالتوازي مع تزايد عدد جراحي التجميل.
قال مسؤول في نقابة أطباء دمشق للمونيتور، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن عددًا كبيرًا من خريجي كليات الطب تحولوا خلال السنوات الثلاث الماضية إلى الجراحة التجميلية والترميمية.
وأضاف المسؤول أن مراكز التجميل في دمشق زادت بنسبة 80٪ مقارنة بما كانت عليه قبل خمس سنوات.
وقال أيضا إن نسبة المتخصصين في الطب التجميلي قد ارتفعت، بينما انخفض عدد الأطباء المتخصصين في التخصصات النادرة الأخرى، وهي السرطان والكبد والكلى والغدد وجراحة القلب.
وقال “تمر البلاد بأزمة اقتصادية خانقة، وغالبية المستشفيات الحكومية مقصرة في توفير الرعاية الصحية الكاملة للفقراء بسبب انهيار القطاع الصحي وهجرة أعداد كبيرة من الأطباء بسبب الحرب”.
لكن رغم الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه المواطنون السوريون، يستقبل جراح التجميل منير الخطيب عشرات الأشخاص في عيادته الخاصة في حي الجميلية في مدينة حلب.
وقال الخطيب لـ “المونيتور” إنه فوجئ بالأعداد الكبيرة من النساء اللواتي يسعين لإجراء عمليات جراحية مكلفة، بعضها يكلف آلاف الدولارات.
وأضاف “حتى النساء الفقيرات يسحبن قروضًا لشراء البوتوكس والحشو، والتي تكلف 2000 دولار إلى 3000 دولار… وتذهب أخريات لإجراء عمليات تجميل كبيرة تغير ملامح وجههن وأجسادهن لتبدو وكأنهن أشبه بالممثلات الأجنبيات والعرب، ويتحملن تكاليف تصل إلى 50 ألف دولار”.
وردا على سؤال حول العدد اليومي للراغبين في إجراء عمليات التجميل في عيادته، قال الخطيب: “أستقبل ما لا يقل عن 50 امرأة ورجل وشاب وشابة بشكل يومي. ومعظمهم لديهم أقارب في أوروبا أو دول الخليج يقومون بتغطية تكاليف الجراحة لهم. تلجأ الطبقة الغنية في سوريا دائمًا إلى عمليات التجميل لتبقى شابة”.
في دمشق، يتلقى أمير جاير، الطبيب الشاب المتخصص في الجراحة التجميلية، عروض عمل مغرية بانتظام من مراكز الجراحة التجميلية الكبيرة في دول الخليج، لكنه يفضل البقاء في دمشق. وأوضح لـ “المونيتور”: “أحقق أرباحًا كبيرة من العمليات الجراحية التي أجريها في دمشق، وهي نفس الأرباح التي سأحصل عليها إذا هاجرت إلى أي دولة أخرى، حيث أن عملائي يتزايدون يومًا بعد يوم، ولهذا السبب أنا لا أفكر حتى في مثل هذه العروض للعمل في الخارج”.
أحمد نمير، جراح التجميل الذي تخرج العام الماضي من كلية الطب بجامعة دمشق، يرفض تغيير التخصص لأنه يحقق حاليًا أرباحًا مالية كبيرة.
وقال لـ “المونيتور”: “يتخصص معظم خريجي كلية الطب في الجراحة التجميلية بدلاً من التخصصات الأخرى، وذلك بسبب الأرباح الكبيرة التي يحققها جراحو التجميل. الأطباء من التخصصات الأخرى يحققون فقط أرباحًا طفيفة مقارنة بجراحي التجميل”.
من جهته، قال غسان فندي، نقيب الأطباء السوريين، لصحيفة الوطن المقربة من حكومة دمشق أواخر العام الماضي، إن غالبية خريجي الطب يميلون إلى اختيار التخصصات الطبية التي تدر أرباحًا أسرع.
وقال فندي إنه لكي تتمكن الحكومة من حل النقص في عدد الأطباء في تخصصات معينة، هناك حاجة إلى مجموعة كاملة من الدراسات والخطط.
وعن عدد جراحي التجميل في دمشق قال موسى إن هناك حوالي 100 منهم باستثناء أطباء الجلد وجراحي التجميل.
وأضاف أن هناك مراكز طبية كبيرة للجراحات التجميلية يتم إنشاؤها في دمشق وأماكن أخرى في سوريا لتلبية الطلب المتزايد.
وأشار إلى أنه بالإضافة إلى النساء السوريات، تأتي النساء اللبنانيات والأردنيات والخليجيات إلى سوريا لإجراء مثل هذه العمليات بسبب الخبرة الكبيرة التي اكتسبها جراحو التجميل السوريون في هذا المجال.
المصدر: موقع المونيتور الأمريكي
ترجمة: أوغاريت بوست