أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – حتى مع التقارب العربي مع الحكومة السورية، والتأكيد ضمن البيانات التي صدرت عن الاجتماعات الثنائية والجماعية لدول عربية مع مسؤولين سوريين، وتعهد دمشق بمكافحة تهريب المخدرات عبر حدودها لهذه الدول، إلا أن هذه التجارة مستمرة وتزداد نشاطاً يوماً بعد يوم، ما دعا الأردن للتهديد بتدخل عسكري في الجنوب السوري في حال عدم إيقاف هذه المعضلة التي باتت تشكل تهديداً حقيقاً للأمن القومي الأردني.
للحفاظ على أمنها القومي ومجتمعها.. الأردن يكثف جهوده لحل الأزمة السورية
الأردن تريد أكثر من أي دولة عربية وإقليمية أخرى حل الأزمة السورية، لأسباب تعود إلى إيقاف تهريب المخدرات لداخل أراضي المملكة وجعلها منطلقاً نحو الدول الأخرى، وما يعود من ضرر على المجتمع الأردني، حيث كشفت تقارير إعلامية عن أن مروجي المخدرات يستهدفون الفئة الشابة في عمليات بيع وترويج هذه الآفة.
إضافة إلى ابعاد القوات الإيرانية والمجموعات المسلحة الموالية لها عن حدودها الشمالية (الجنوبية السورية)، وعدم تحويل هذه المنطقة لمركز صراع بين إسرائيل وإيران، يمكن أن تصل للملكة شرارات هذا التصعيد ويؤثر بدوره على الأمن والاستقرار في الدولة.
هذه الأسباب المذكورة وغيرها يمكن أن تدل على استماتة الأردن لحل الأزمة السورية، والجهود الحثيثة التي تقودها عمان لحل الأزمة السورية، إلا أنه يبدو أن المملكة لاحظت أن أسباب قلقها على أمنها القومي لاتزال قائمة، وأن كل الجهود التي بذلت تحتاج لوقت ليس بالقليل حتى تأتي بثمارها، فما كان أمام عمان إلا التهديد بالقيام بعملية عسكرية داخل الأراضي السورية للقضاء على تهريب المخدرات.
وخلال السنوات الماضية، اشتبكت قوات الجيش الأردني مع مجموعات مسلحة تتسلل من الأراضي السورية إلى أراضي المملكة وذلك بقصد تهريب المخدرات، حيث يطبق الجيش قواعد الاشتباك، ويقوم بالقضاء على التهديد، الأمر الذي أدى في بعض الأحيان لوقوع خسائر بشرية في صفوف القوات العسكرية الأردنية.
الأردن يضع احتمال شن عملية عسكرية داخل سوريا
حديثاً وخلال تصريحات له مع شبكة CNN الأمريكية، وضع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، احتمال شن بلاده لعملية عسكرية داخل الأراضي السورية للقضاء على تهريب المخدرات عبر الحدود البرية المشتركة بين البلدين.
وأضاف الوزير الأردني، إن العديد من الأطراف عانوا من عواقب “الأزمة السورية”، بما في ذلك الأردن، وشدد أن بلاده ستحرص على القيام بكل ما يلزم للتخفيف من التهديدات للامن في الأردن.
وأبدى الوزير الأردني حزمًا في تعقيبه على مسألة تهريب المخدرات المتواصل من سوريا باتجاه بلاده، بقوله، “نحن لا نتعامل مع تهريب المخدرات باستخفاف”.
وأكد أن الأردن عازم على القيام بما يلزم لمواجهة التهديد “إذا لم نرى إجراءات فعالة للحد من هذا التهديد، فسنقوم بما يلزم لمواجهته، بما في ذلك القيام بعمل عسكري داخل سوريا، للقضاء على التهديد الخطير للغاية”.
عمليات تهريب المخدرات لاتزال مستمرة عبر الحدود
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأردني بعد أسبوع تقريباً من إحباط الجيش عملية تهريب لكميات كبيرة من أقراص الكبتاجون، قادمة من الأراضي السورية، وذلك بالتوامن مع زيارة كان يجريها وزير الخارجية السورية فيصل المقداد إلى عمان للمشاركة في “الاجتماع الخماسي” بمشاركة السعودية ومصر والعراق والأردن.
وكان من بين كل البيانات الختامية التي جاءت في إطار إعادة التطبيع بين العرب وسوريا، أنه على دمشق مكافحة تهريب المخدرات عبر حدودها إلى الدول المجاورة وخاصة الأردن، لما له من خطر كبير على الأمن القومي للمملكة.
الملك الأردني طلب من واشنطن المساعدة في خوض “حرب المخدرات”
وكان الملك الأردني، عبد الله الثاني، طلب من وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، المساعدة في خوض “حرب المخدرات” المتنامية على طول الحدود البرية الأردنية- السورية، محملاً “الميليشيات الإيرانية” مسؤولية تهريب المخدرات.
كما نقلت وكالة “رويترز”، في 6 من آذار/مارس الماضي، عن مسؤول أردني، أن الملك عبد الله ناقش مع الوزير الأمريكي، تصاعد ترسيخ “الميليشيات المدعومة من إيران” جنوبي سوريا، التي قال مسؤولون إنها كثفت عمليات تهريب المخدرات عبر حدودها، للوصول إلى أسواق الخليج العربي.
ووفق ما نقلته صحيفة “فايننشال تايمز” في 15 من نيسان، فإن مسألة تهريب المخدرات من سوريا، كانت إحدى أسباب انقسام الرأي العربي في اللقاء الوزاري الذي جرى في الرياض لبحث إعادة الأسد إلى الجامعة العربية.
المهربون يستخدمون “المسيرات” لتهريب المخدرات للأردن
وكان موقع “الخليج أون لاين” كشف في تقرير له، عن استخدام شبكات تهريب المخدرات، “للطائرات المسيرة” في عمليات تهريب الممنوعات، وأشار الموقع إلى أن السلطات الأردنية تخوص مواجهات مع عصابات التهريب، حيث أن الأردن بات معبراً لهذه التجارة نحو دول الخليج.
وكشفت تقارير عن تراجع ملحوظ في عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود السورية الأردنية في الآونة الأخيرة، ويعزو تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، في 23 نيسان/أبريل 2023، هذا التراجع إلى توجه عديد من الدول العربية إلى إعادة ترميم علاقاتها مع الحكومة السورية؛ التي يتهم اتهامها برعاية تجارة المخدرات وتحويل البلاد لمصنع كبير لصناعة المخدرات والاستفادة منها اقتصادياً بعد العقوبات الغربية.
إعداد: ربى نجار