أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – قالت تقارير إعلامية أن تركيا بدأت “بتوظيف تدخلها العسكري في شمال وشرق سوريا، وملفي اللاجئين السوريين لديها ومحتجزي تنظيم داعش ضد أوروبا”، وأشارت تلك المصادر إلى ان أنقرة تسعى “لتحقيق مكاسب مالية وسياسية في آن واحد، الأمر الذي سيخلق عداءات مجانية مع الدول في الاتحاد الأوروبي”.
بعد ملف اللاجئين السوريين.. ملف داعش إلى الواجهة
وتضيف تلك التقارير، أنه بعد أن هددت تركيا بورقة اللاجئين السوريين وفتح الابواب أمامهم للهجرة إلى أوروبا، ها هي اليوم تستثمر ورقة محتجزي تنظيم داعش الإرهابي وعائلاتهم الذين وقعوا في أيديها أثناء انسحاب قوات سوريا الديمقراطية من مخيمات كانت تسيطر عليها في شمال سوريا، وتطالب أوروبا باستعادة رعاياها.
وكان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، قال إنهم نقلوا عناصر تنظيم داعش الارهابي الأجانب، الذين ضبطوهم في مدينة تل أبيض بالرقة ومدينة رأس العين بالحسكة شمالي سوريا، إلى محافظة حلب، مشيراً إلى أن هؤلاء العناصر سيتم إرسالهم لبلدانهم بعد الاحتجاز لفترة في السجون بحلب، ووصف الدول التي ينحدر منها عناصر التنظيم “بدولاً تتملص من استلام رعاياها” مؤكداً ان تركيا لن تستقبل عناصر التنظيم، وأن بلاده ليست فندقاً لداعش.
ونقلت تلك التقارير عن أوساط سياسية تركية قولها، أن حكومة بلادهم “ستستثمر ورقة تنظيم داعش ضد أوروبا ضمن أهداف عدة، منها لابتزاز القارة العجوز من أجل القبول بأجنداتها أو عملياتها ومن أجل جمع الأموال من الدول المانحة التي ستدعو تركيا لعقد اجتماع لها برعاية الأمم المتحدة، وذلك في أسلوب يشابه ذاك الذي في السابق عندما سعت إلى توظيف ملف اللاجئين للضغط على الدول الغربية من أجل القبول بتدخلها في سوريا ومدها بمليارات اليوروات”.
مخاوف أوروبية.. وسعي تركي لتغير الموقف الأوروبي من عمليتها شمال سوريا
وتخشى الدول الأوروبية في نهاية المطاف حسب ما أوردته تلك التقارير، “أن تهدد تركيا علناً بفتح الأبواب هذه المرة أمام عناصر تنظيم داعش الأجانب وعائلاتهم للدخول إلى أوروبا بعد رفضها لاستلامهم، كون تلك الدول رفضت استلامهم سابقاً، عندما كانوا محتجزين لدى الإدارة الذاتية وقوات قسد”، وتابعت، “ولكن المفارقة هنا، أن قسد والإدارة لم يهددوا أوروبا بملف محتجزي داعش، وأعلنوا مراراً أنهم لن يطلقوا سراح هؤلاء، ولكن لن يجعلوهم في سجونهم للأبد أيضاً، ودعوا الدول الأوروبية للمساعدة بحل هذا الملف، على عكس تركيا تماماً التي تطالب أوروبا الآن باستعادة بضع المئات من عناصر التنظيم ، في ظل مخاوف أوروبية من ردة الفعل التركية حين رفض مطلبها”.
وعن السعي في إمكانية تغيير الموقف التركي من التدخل العسكري في شمال وشرق سوريا، أشارت التقارير الإعلامية، إلى أن “تركيا قد تبتز أوروبا بورقة داعش وفتح الباب امام المقاتلين الأجانب للعودة إلى بلدانهم، لتغيير موقفها من العملية العسكرية التركية، إضافة إلى إجبارها رفع العقوبات العسكرية والاقتصادية عليها”، وأضافت تلك التقارير عن مصدر معارض للحكومة التركية قوله، “أن المواقف الأوروبية تسبب لحكومة أنقرة الكثير من الحرج أمام المجتمع الدولي، كون لم يوافق أحد من حلفاءها على العملية في شمال سوريا”.
مقاتلين فارين من داعش استطاعوا الوصول إلى بلدانهم
تقارير استخباراتية وإعلامية عربية وأجنبية كشفت، أن معظم المقاتلين الأجانب من داعش الذين استطاعوا الهرب أثناء العملية العسكرية التركية، التي سببت خللاً امنياَ في مراقبة قسد للأماكن التي تحتجزهم، “قد فروا إلى عدة دول في آسيا وأفريقيا عبر تركيا”، وأشارت تلك التقارير إلى ان “هؤلاء بعد أن اكتسبوا خبرة قتالية وفكر متشدد سيحاولون الآن بناء خلافات في تلك الدول، إضافة إلى عمليات إرهابية ستخل بالأمن والاستقرار فيها”.
ونوهت تلك المصادر إلى أن “تركيا قد تسمح لبعض عناصر التنظيم بالتسلل إلى أوروبا، في محاولة للضغط على الدول الغربية للموافقة على تمرير مشاريعها في سوريا، والقضاء على قوات قسد وإدارتها الذاتية في شمال سوريا وإقامة منطقة آمنة تعيد إليها ملايين اللاجئين السوريين في بيوت السكان الأصليين، دون أي اعتراض أوروبي على ذلك”، إضافة إلى “دعم وتمويل هذه المشاريع أوروبياً من خلال اجتماع الدول المانحة المرتقب”.
إعداد: ربى نجار