دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

تغيرات وتحركات عسكرية تحصل بالشمال الغربي بالتزامن مع التصعيد العسكري.. هل هي تمهيد لحرب جديدة ؟

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تغيرات عسكرية كبيرة حصلت في مناطق شمال غرب سوريا منذ الجولة الـ20 والأخيرة لمسار “آستانا” بين دول “روسيا وتركيا وإيران” ومشاركة الحكومة السورية، وتحول هذا المسار بعد الإعلان عن انتهاءه من قبل روسيا “للصيغة الرباعية”، حيث تتزايد الأعمال القتالية بين مختلف أطراف الصراع مع تحركات عسكرية تنبئ ربما بنشوب حرب جديدة بعد أن حافظت خطوط التماس على نفسها لأكثر من 4 سنوات.

ماذا يحدث في “خفض التصعيد” ؟

ومنذ الـ21 من حزيران/يونيو الماضي، تشهد منطقة “خفض التصعيد” عمليات قصف واشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة السورية من جهة وفصائل المعارضة المسلحة و “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” وحلفائها من جهة أخرى، زادت حدة هذه العمليات مع استخدام المعارضة للطيران المسير لأول مرة منذ بداية الصراع المسلح في البلاد، لقصف المناطق المدنية الخاضعة لسيطرة قوات الحكومة السورية، وعلى رأسها مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الأسد.

إضافة إلى دخول طيران الحربي الروسي لأول مرة في 2023 بالمعركة وشنه لعشرات الغارات الجوية التي طالت مستودعات أسلحة ومصانع طائرة مسيرة ومذخرة ومعدلة يعمل عليها مسلحو “الحزب الإسلامي التركستاني” (الإيغور) بالتعاون مع “تحرير الشام” بريف إدلب، مع استهداف مواقع تنطلق منها هجمات المعارضة على مناطق سيطرة دمشق.

بعد نقل تركيا قواتها لخطوط التماس.. دمشق ترسل تعزيزات عسكرية ضخمة للشمال

هذه المتغيرات العسكرية سبقتها تحركات عسكرية تركية في منطقة “خفض التصعيد” حيث نقلت بعضاً من نقاطها وتمركز قواتها في الداخل الإدلبي إلى خطوط التماس مع قوات الحكومة السورية، واعتبر ذلك حينها “بمثابة تغيير روتيني لمناطق تمركز القوات العسكرية”.

إلا أنه مع تحرك أرتال وتعزيزات عسكرية ضخمة لقوات الحكومة السورية باتجاه الشمال، بما فيها “خفض التصعيد” وريف حلب الغربي، تبين للكثيرين أن هذه التحركات العسكرية ليست روتينية، خاصة وأنها جاءت في وقت بدأت روسيا تتحدث مجدداً عن ضرورة تطبيق اتفاقيات وقف إطلاق النار في إدلب وما حولها، وهو ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في 2020.

تعزيزات عسكرية ضخمة هي الأولى لدمشق.. و “تحرير الشام” تتحرك غرب حلب

وتعتبر التعزيزات العسكرية لقوات الحكومة السورية التي وصلت للشمال ضخمة جداً ضمت آلاف الجنود ومعدات عسكرية ثقيلة، بينها دبابات ومدرعات ومدافع ميدانية ثقيلة وراجمات صواريخ وغيرها، تمركزت بعضها أيضاً في محيط بلدتي نبل والزهراء ومطار منغ العسكري مع خطوط التماس مع القوات التركية وفصائل المعارضة الموالية لها.

بدورها كشفت وكالة الأنباء الكردية “هوار” المهتمة بنقل التطورات في منطقة عفرين وريف حلب الشمالي، أن “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” قامت بنشر عناصرها على خطوط التماس في قرى ناحية شرا وشيراوا بمنطقة عفرين، وقرى بريف حلب الغربي، بالتزامن مع استقدام تعزيزات عسكرية لقوات الحكومة.

ونقلت الوكالة عن “مصادر عسكرية” (لم تسمها)، بأن “تحرير الشام” انتشرت على خطوط التماس المذكورة بعد انسحاب مسلحي “نور الدين الزنكي” إلى النقاط الخلفية، وأشارت إلى أن “النصرة” تمركزت بقرى “فافرتين ـ كباشين ـ باصوفان” في ناحية شيراوا، وصولاً لقرية مريمين بناحية شرا وقرى ريف حلب الغربي.

“الهيئة تتحضر لشن هجمات على محيط مركز مدينة حلب”

وبحسب المصادر ذاتها، فإن “تحرير الشام” تتحضر لشن هجمات على مناطق محيط مركز مدينة حلب، سبق وأن سيطرت عليها قوات الحكومة السورية.

وخلال الفترة الماضية كثر الحديث عن “معركة حلب” من قبل المعارضة، بعد الحديث التركي عن حلب وأنها “أراضي تركية” تقع ضمن ما أسموها “ميثاقهم الوطني” (الميثاق الملي).

وكانت “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة” دخلت لمنطقة عفرين في أواخر عام 2022، وسيطرت على مواقع لفصائل “الجيش الوطني”، دون أي تحرك تركي، بينما قيل بعدها أن “الهيئة” انسحبت من هذه المناطق، كيلا تصبح هدفاً للتحالف وروسيا، كون الهيئة مدرجة على قوائم الإرهاب الدولية والأممية.

وحينها حذرت قوات سوريا الديمقراطية من أن الهيئة فُتح الأبواب أمامها من قبل تركيا للدخول إلى عفرين، لأجل استخدامهم لشن هجمات على المناطق المحيطة.

هل هناك اتفاقيات استلام وتسليم جديدة ؟

ويعتقد متابعون أن هناك احتمال لوجود صفقات واتفاقيات جديدة بين أطراف مسار آستانا، قد تكون بتسليم إدلب وريفها إلى روسيا والحكومة السورية مقابل سيطرة “تحرير الشام” على مناطق شمال حلب التي تسيطر عليها القوات الكردية في “تحرير عفرين” وقوات الحكومة السورية.

بينما يستبعد آخرون ذلك، ويرون أن ما يحصل هو أن كل الأطراف تتهيأ لاحتمال نشوب أي حرب جديدة، مشددين على أن مسألة سيطرة الفصائل أو تحرير الشام على قرى شمال حلب لن تقبل بها إيران كون هناك بلدتي نبل والزهراء وبذلك فإن البلدتين ستكونان في خطر، ناهيك عن أن مدينة حلب ستكون تحت التهديد أيضاً.

 

إعداد: علي إبراهيم