أوغاريت بوست (مركز الاخبار) – عندما تعيق الجلطة الدموية سريان الدم في الشريان الذي يغذي القلب أو المخ، تكون النتيجة المباشرة هي الإصابة بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية. وأغلب سكان العالم على علم بهاتين الحالتين الصحيتين الخطرتين، ولكنهم أقل معرفة بالتجلط الوريدي ومخاطره، أو الجلطة التي تتكون في الوريد.
إن الجلطة المتكونة في الساق أو الذراع، والمعروفة طبياً بالتجلط الوريدي العميق، يمكنها أن تسبب الألم، والتورم، والاحمرار في الطرف المتضرر. ولكن الخطر الحقيقي يحدث عند تشرذم الجلطة وانطلاقها إلى الرئتين، ما يسبب الانسداد الرئوي.
ويقول أطباء في كلية الطب بجامعة هارفارد “تعد الجلطة الوريدية ثالث أكثر أمراض الأوعية الدموية شيوعاً وتسبباً في الوفاة. وترجع معظم الوفيات منها إلى الإصابة بالانسداد الرئوي”.
وهناك اعتراف متزايد في الأوساط الطبية بأن الأمور التي تجعل الناس عرضة للإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، هي نفسها التي تتركهم معرضين للإصابة بالجلطات الوريدية. وخلصت دراسة حديثة إلى أن هناك 3 عوامل تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي التقدم في العمر، والتدخين، والبدانة، وهي ذات صلة وثيقة بأرجحية الإصابة بالجلطات الوريدية كذلك.
أما بالنسبة للعلاج، يتلقى المصابون بالجلطات الوريدية في المعتاد العلاج بالحقن بمضادات التجلط لبضعة أيام، ثم يتبعه تناول الحبوب المعروفة باسم “مضادات التجلط الفموية”.
وفي المعتاد يتناول المرضى هذه العقاقير لمدة ثلاثة أشهر على الأقل. والمرضى المصابون بالجلطات الوريدية غير المستحثة، لديهم فرصة تصل إلى 50 في المائة للإصابة مرة أخرى بالحالة نفسها خلال السنوات العشر التالية، كما اوضحت أوساط طبية.
وينصح الأطباء بالاستمرار على العقاقير المضادة للتجلط لفترة مطولة من الزمن، شريطة أن يكون مستوى خطر النزف عندهم منخفضاً، وهو الأثر الجانبي غير الشائع ولكنه الوارد حدوثه جراء تناول هذه العقاقير. وقد تمتد هذه النصيحة الطبية إلى بعض الناس من المصابين بالجلطات الوريدية المستحثة، نظرا لأن بعض عوامل الاستحثاث (مثل اضطرابات التجلط الوراثية أو البدانة) لا يذهب أثرها بمرور الوقت.