أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – تواصل تركيا تهديداتها لمناطق شمال وشرق سوريا، وتقوم بحشد المزيد من القوات العسكرية قبالة الحدود السورية وخاصة مقابل مدينة تل أبيض ورأس العين في شمال الرقة والحسكة، في الوقت الذي تستعد فيه قوات سوريا الديمقراطية لأي هجوم محتمل، لكن المبعوث الأمريكي جيمس جيفري استبعد وجود أية بوادر لـ “غزو” تركي، وركز على أهمية إنشاء “منطقة آمنة”.
وأعلن المجلس الأمن القومي التركي قبل يومين أنه عازم على إقامة “ممر سلام” في شمال شرق سوريا، وإبعاد قوات سوريا الديمقراطية ووحدات حماية الشعب من تلك المنطقة. في حين أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار أن تركيا ستنشأ منطقة آمنة في سوريا إذا توافقت مع الولايات المتحدة بذلك أم لا. مشيراً إلى أن 100 ألف جندي تركي و30 ألف من “الحر” ينتظرون الأوامر للبدء بعملية عسكرية شرقي الفرات.
ويرى مراقبون، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لطالما كان جدياً في تهديداته لتلك المناطق، ولكن عدم سماح واشنطن له بالهجوم عليها حال دون الإقدام على عمل عسكري فيها.
جيفري: واشنطن ملتزمة بأمن حلفاءها، ولا بوادر لأي غزو لشمال سوريا
وفي السياق قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، خلال مؤتمر صحفي، عقد أمس الخميس مع منسق مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية، ناثان سيلز ، “واشنطن ملتزمة بحماية قوات سوريا الديمقراطية التي تعاونت مع القوات الأمريكية وقوات التحالف لهزيمة تنظيم داعش. نحاول قدر الإمكان إيجاد حالة توازن بين حليفنا المهم في حلف الناتو، تركيا، وشريكنا المهم في سوريا قوات سوريا الديمقراطية المكونة من الكرد والعرب.”
وبشان المحادثات التي تقودها واشنطن مع أنقرة بخصوص المنطقة الآمنة قال جيفري “نحن لا نجري محادثات مع تركيا حول حماية الأكراد الذين يشكلون نسبة كبيرة من الشعب التركي، ولا عن منع أي غزو، لأننا لا نرى بوادر لأي غزو محتمل لشمال وشرق سوريا. نحن نتباحث معهم حول إمكانية إقامة منطقة آمنة تحت حماية أمريكية تركية لمعالجة المخاوف الأمنية التركية على طول الحدود”.
وأضاف جيفري “الأتراك كانوا متشددين في موقفهم ورفضوا المقترح الأمريكي الذي أراه منطقياً، والذي كان ينص على منطقة آمنة يتراوح عمقها بين 4 إلى 14 كيلومتراً. الأتراك طالبوا بمنطقة أعمق إضافة إلى حدوث خلاف في الآراء حول ما إذا كانت واشنطن وأنقرة ستعملان في تلك المنطقة لوحدهما. ولكن كما سبق وأشرنا هذه المقترحات يجب أن تلقى رضا السكان في شمال وشرق سوريا وهو أمر مهم”.
عودة داعش وطرد الأكراد والحصول على النفط السوري
ويخشى سياسيون، انه بالتزامن مع نية أنقرة شن عمل عسكري في مناطق شرق الفرات، فإن ذلك سيؤدي حتماً لعودة داعش مجدداً إلى المنطقة، كون الآلاف منهم محتجزين لدى قسد، وعند أي هجوم على الحدود الشمالية ستنسحب القوات من مناطق دير الزور وشرقي الحسكة للدفاع عن الحدود بوجه الجيش التركي، وهذا ما سيمكن هؤلاء الدواعش من الفرار والعودة من جديد.
بدوره نشر المسؤول السابق في البنتاغون مايكل روبين، مقالاً في مجلة “واشنطن ايكزامنر” الأمريكية تحدث فيه عن المحادثات الأمريكية التركية بشأن المنطقة الآمنة، وقال “إن المكالمة لم تتم بشكل جيد”.
ويشير الكاتب إلى أن ” تركيا تريد شمال شرق سوريا من أجل طرد الأكراد منها، ومن أجل التخلص من الأزمات الداخلية والحصول على النفط والغاز السوري، ودعا وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر للوقوف بوجه المخططات التركية”.
ويقول محللون ومتابعون للأوضاع في شمال سوريا أنه إذا أقدمت تركيا على تنفيذ تهديداتها وشنت هجوماً عسكرياً على شمال سوريا، فإن ذلك بالتأكيد سيتم بموافقة أمريكية وروسية، لأن أنقرة لا تجرؤ على خطو مثل هذه الخطوة لو لم تأخذ الموافقة من الطرفين، وأكدوا أن هذا يعني عودة داعش مجدداً إلى الساحة، وإذا عاد فلن تتمكن الدول الأوربية ولا التحالف من القضاء عليه مجدداً”.
إعداد: ربى نجار